السفير البولندي : نسعى لتبادل الآراء والخبرات مع بلدان الشرق الاوسط

المدينة نيوز:- قال سفير جمهورية بولندا لدى المملكة الدكتور كشيشتوف بويكو، ان المبادرة التي اطلقتها السفارة البولندية في عمان منذ عام 2010 والمتمثلة بعقد مؤتمرات دولية سنوية تشكل منصة لتبادل الآراء والخبرات مع الشركاء المحليين وبلدان الشرق الاوسط عامة والاردن على وجه الخصوص.
واشار السفير بويكو في حديث لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) بمناسبة صدور كتاب له بعنوان " بولندا / مجموعة فيسغراد – والتعاون مع الشرق الاوسط " الى مجالات التعاون المتبادل التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية بين الدول الاوروبية والدول العربية ، مشيرا الى انها تركزت بعد انتهاء ما عرف ب " الحرب الباردة " على بناء علاقات جديدة بين اوروبا الموحدة ومنطقة جنوب حوض البحر الابيض المتوسط .
ولفت في كتابه الى انه حدث تقدم كبير في بناء الثقة بين الاتحاد الاوروبي وشركائه في الجنوب في اطار ما سُمي " الحوار المتوسطي لحلف الناتو" الذي يهدف الى تعزيز آفاق التعاون في مجالات مكافحة الارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل وادارة الازمات والتخطيط للحماية المنية والمساعدات الانسانية .
واضاف الى ان توسعة الاتحاد الاوروبي في العام 2004 بضم عشر دول جديدة والتي شملت بلدان جنوب ووسط اوروبا بما فيها مجموعة دول " فسيغراد " الى تقريب حدود الاتحاد الاوروبي من الجنوب مع بلدان حوض البحر الابيض المتوسط ،ومن الشرق مع دول الاتحاد السوفياتي سابقا .
واشار بويكو الى الاجتماع الذي عقده زعماء الاتحاد الاوروبي واتفاقهم على انشاء مشروع جديد تحت اسم " الاتحاد من اجل المتوسط " في آذار 2008 بهدف زيادة كفاءة التعاون القائم مع بلدان الجنوب وتعزيز التعاون السياسي والمسؤولية المشتركة في ادارة العلاقات متعددة الاطراف وتطوير المشاريع الاقليمية الموجهة لمواطني الجنوب .
وتطرق في كتابه الى اندلاع ما عرف ب " الربيع العربي " عام 2010 ، حيث ظهرت العديد من المشاكل التي لم يتمكن الاتحاد الاوروبي من ايجاد الحلول المناسشبة لها بالادوات التقليدية التي يملكها ، خاصة مأساة اللاجئين القادمين الى دول الاتحاد الاوروبي .
ولفت الى ان التعاون ما بين الاردن والاتحاد الاوروبي يشغل حيزا هاما في تنسيق نشاطهما فيما يتعلق بالتقدم بعملية السلام في الشرق الاوسط ، موضحا ان للدبلوماسية الاردنية انجازات كبرى في هذا الصدد ، فضلا عن اختيار المملكة عضوا غير دائم في مجلس الامن التابع للامم المتحدة .
واشتمل الكتاب على عدد من المقالات والكلمات المختارة لسياسين واكاديميين وخبراء اردنيين وبولنديين واوروبين تناولت موضوعات اللجوء السوري والسلطة بين المفهوم والواقع لدى الانظمة السياسية في دول الربيع العربي وفرص ومجالات التعاون بين الاردن وبولندا .
وأشار بويكو إلى الزيارة التي قامت بها نائب وزيرة الخارجية البولندي يؤانا فرونيتسكا الى المملكة قبل أيام حيث افتتحت عيادة في مركز كاريتاس في المفرق مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية اضافة الى افتتاحها ساحة تتوفر على العاب للاطفال اللاجئين السوريين في إحدى المدارس الأساسية في مدينة الرمثا.
واضاف أن بلاده كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي تحاول على الدوام تقديم الدعم اللازم للمملكة خاصة في المجال الإنساني نظرا للاعباء الكبيرة التي يواجهها الأردن جراء اللجوء السوري والآثار الكبيرة التي خلفها على مختلف القطاعات الأساسية.
وتشكلت مجموعة " فيسغراد " في شباط 1991 ، وتضم اربع دول هي " جمهوريات التشيك ، بولندا ، المجر وسلوفاكيا حيث كان الهدف من انشائها تنسيق الجهود المشتركة لانضمام اعضائها للاتحاد الاوروبي وهو ما تحقق فعلا في ايار 2004.