القدس في مرحلة الثورة العربية الكبرى في برنامج "عين على القدس"

المدينة نيوز:- قال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، ان عام 2015 كان عاما عصيبا على القدس المحتلة واهلها، واصفا اياه بعام القهر الحصار والمضايقات وتقييد الحركة وحرية الانتقال والانتهاكات والاقتحامات المتكررة واعاقة مشاريع لجنة الاعمار في المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف بامتياز.
وقال الخطيب في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، "في بداية هذا العام نشعر ببعض الارتياح نتيجة جهود جلالة الملك والحكومة الأردنية الضاغطة على الحكومة الاسرائيلية باتجاه اجبارها على وقف القيود والمضايقات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف والأوقاف الاسلامية ولجنة إعمار المسجد"، متمنيا مواصلة العمل لتثبيت صمود المقدسيين، وايجاد آلية لوصول المسلمين من جميع أنحاء العالم الى القدس، وأن يكف الاحتلال عن منع وصول المسلمين من قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الى المدينة.
من جهته اكد النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي طلب أبو عرار، أن جميع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تعمل جاهدة على تهويد القدس والمقدسات، وتمارس السياسة العنصرية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن تثنيه كل هذه الممارسات في الكفاح من أجل التخلص من هذا الاحتلال العنصري الظالم ولن تثني عزمه في الدفاع عن القدس والمقدسات والهوية العربية الفلسطينية والتصدي للانتهاكات المستمرة.
وأشار عرار الى بروز الدور الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن القدس والمقدسات في ظل غياب التأثير العربي والاسلامي، الذي لولاه لكان الأمر يختلف للأسوأ في ظل الهجمة الشرسة على الأقصى والقدس، لأن هناك محاولات مستمرة من أوساط يمينية متطرفة تنادي بالتقسيم الزماني والمكاني للأقصى/ الحرم القدسي الشريف، وسعي حثيث لإجبار الرأي الرسمي بالخضوع للتبعية اليمينية المتطرفة لتحقيق ذلك، مبينا أن كل هذه الجهود باءت بالفشل بتدخل جلالة الملك والحكومة الأردنية وصمود المقدسيين ودفاع فلسطينيي الداخل عن المسجد الذي هو خاص بالمسلمين فقط، ولولا تدخل جلالته لفعلت اسرائيل ما تشاء في ظل انقطاع الصوت العربي والدولي.
وأوضح أن لجنة المتابعة للجماهير العربية ومن خلال القائمة العربية المشتركة في الكنيست تعمل من خلال خطط وبرامج للضغط على الحكومة الاسرائيلية لمنع الاجراءات التعسفية بحق المقدسيين ومنع انتهاكات المستوطنين للأقصى/الحرم القدسي الشريف، وتهيئتها لتكون عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية المؤرخ علي محافظة، ان العرب لم يدركوا حقيقة النوايا اليهودية الا بعد نهاية الحكم العثماني للمنطقة العربية، حيث تنبه أحرار العرب وفلسطين للخطر المحيط بفلسطين والقدس، فجاءت الثورة العربية الكبرى بمشروع عربي خاص نقيض للمشروع الصهيوني، فكانت هذه الثورة أمل العرب بمشروع وحدة متكامل للأرض العربية وخاصة جناحها الآسيوي.
وأشار محافظة الى أن أهل فلسطين كانوا أكثر الناس حماسة لمبايعة الشريف حسين لمعرفتهم وإدراكهم أن المشروع العربي القومي الذي رفعه سيكون الرد على المشروع اليهودي الذي استهدف فلسطين، مبينا ان الشريف حسين شعر بالخيانة والغدر من الحلفاء وأصر على رفض الانتداب والهيمنة البريطانية الفرنسية على العراق وبلاد الشام، فيما أصر الفلسطينيون على تأييد الشريف حسين والثورة العربية الكبرى، لشعورهم أن الشريف حسين أملهم لتخليصهم من تبعات الهجرة اليهودية والانتداب البريطاني.
وفيما يتعلق بالإعمار الهاشمي الأول قال محافظة، ان المجلس الاسلامي الأعلى في فلسطين برئاسة الحاج كامل الحسيني وجه عام 1923 نداء للعرب والمسلمين لإعمار المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف، بعدما شعر بوجود مخاطر تهدده، فاستجاب الشريف حسين لهذا النداء وقام بتقديم ثلثي المبلغ المقدر من تبرعات الإعمار.
وأشار الى توافد الفلسطينيين الى الشونة الشمالية من جميع انحاء فلسطين لمبايعة الشريف حسين الذي منعه الانتداب البريطاني من تجاوز النهر باتجاه الغرب، لافتا الى موقفه الرافض للانتداب الفرنسي والبريطاني وعدم الاعتراف بهما وهذا ما أدى الى نفيه لقبرص.
وطالب محافظة بمعرفة حقيقة الكيان الصهيوني ككيان عدواني توسعي استيطاني عنصري ولا يمكن حل المشكلة الا بزوال هذا الكيان، لأن المعركة الحقيقية معه هي معركة وجود وليس مفاوضات وتسويات.
وقال الدكتور حازم نسيبة في تقرير القدس في عيون الأردنيين، ان القدس بالنسبة له ليست مجرد مسقط رأس، انما ذكريات حياة عاشها بكل تفاصيلها، وتعني له التربية الوطنية والدينية التي ترسخت في عقله وقلبه وعاشت معه طوال حياته، وحتى لو عاش ومات خارج فلسطين والقدس فستبقى روحه محلقة في أرجائها ومحيطها، لأنها تمثل التاريخ والتراث العربي والاسلامي والتعايش بين المسلمين والمسيحيين.
وقال الدكتور اسحق الفرحان، انه تربطه بالقدس الرابطة الوطنية أولا والعقدية ثانيا والعالمية ثالثا، لأنه لا يجوز لهذا الشعب اليهودي الذي أتى من شتات الأرض أن يحتل أرض شعب ويطرد سكانه المتجذرين فيها منذ فجر التاريخ، فهي أرض العرب والمسلمين ويجب أن تعود القدس الى مقدمة القضايا العربية والاسلامية حتى التحرير .
وقال زكي الغول، انه لن ينسى لحظة واحدة مدينة القدس التي ولد وتعلم ونشأ وعمل على أرضها، مذكرا المسلمين بأن القدس هي مدينة اخوانهم النصارى أيضا.
واختتم البرنامج بمقطع من خطاب العرش لجلالة الملك عبدالله الثاني في مجلس الأمه الذي قال فيه "وستبقى القدس من منطلق مسؤولياتنا الدينية والتاريخية ووصايتنا على الأماكن المقدسة فيها أمانة حملها أجدادنا وسيحملها أبناؤنا وبناتنا".
(بترا)