اربد: منتدون يؤكدون نجاح السياسة الاردنية مع ازمات المنطقة

المدينة نيوز:- أكد متحدثون في ندوة حوارية حول المشهد السياسي السياسي الراهن نظمتها جمعية الفكر والحوار والتنمية في اربد اليوم الاربعاء، ان الاردن ليس بمعزل عن التطورات والتحولات المتسارعة في المنطقة ويجب عليه بذل المزيد من اليقظة لتجاوز تداعياتها المرتقبة.
كما اكدوا في الندوة التي تحدث فيها رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري والوزير الاسبق ايمن المجالي ومنسق مبادرة زمزم الدكتور ارحيل الغرايبة ان الاردن تمكن من تجاوز الظروف الدقيقة والصعبة في المرحلة الماضية التي اقتصرت تداعياتها وتاثيراتها على الجانب الاقتصادي نتيجة تقلص المنافذ التصديرية والتصديرية من جهة وضغط اللاجئين من جهة اخرى.
واجمع المتحدثون على ان حكمة القيادة ووعي الشعب وقوة مؤسساته العسكرية والامنية والمدنية والحرص عليها وتناغم هذه الثلاثية في تحديد الادور المنوطة بها في اطار المواطنة ومنظومة الحقوق والواجبات هي الركائز التي استند عليها الاردن في العبور من الازمات وتخفيف اثارها لى الحد الادنى واستمراره بمشروعه الاصلاحي النهضوي.
وقال المصري ان الصراع في سوريا تحول الى صراع اممي على الارض اقرب ما يكون الى حرب عالمية ثالثة مصغرة لوجود العديد من القوى على الساحة في الجوار تحتم علينا اعادة ترتيب اولياتنا ومنهجية تعاملنا مع الاحداث لوجود هذا الكم الكبير من الاطراف المتصارعة داعيا الى بناء استراتيجية قوية على المستوى الوطني لمواجهة التحدي المحتمل بان يكون جنوب سوريا مسرحا اوسع لهذا الصراع.
واكد ان عوامل قوة الاردن داخليا تتمثل بالدرجة الاولى بحكمة القيادة في التعامل مع الاحداث وتوافق الاغلبية على شرعية النظام والحفاظ على قوة الدولة ومؤسساتها الى جانب الوعي الشعبي بابقاء المطالب الاصلاحية في اطار الحراك المنضبط الواع الداعي الى الاصلاح الشمولي.
وحذر المصري من تطور الاحداث الجارية بين السعودية وايران والمواقف العربية والخليجية الداعمة للسعودية وهو ما سيقود الى ايران الى التفكير بطريقة ما الى المطالبة باجزاء من البحرين ودول خليجية اخرى مشيرا الى ان الاردن لن يكون بعيدا عن هذه التطورات من منطلق مواقفه العربية والقومية التي تتقدم في كثير من الاحيان على ظروفه الداخلية.
بدوره اكد المجالي عدم تخوفه من الاوضاع الداخلية لان طبيعة العلاقة القائمة على الثقة بين القيادة والشعب اثبتت قدرة الاردن على تجاوز التحديات وتفويت الفرص على الاصوات النشاز ذات الاطماع السياسية الضيقة لكن التخوف الاكبر يبقى من الوضع الاقليمي الملتهب مع دخول العديد من القوى الدولية الى جانب التنظيمات الموجودة على الارض في معادلة الصراع الدائر في سوريا بما نقله من صراع بين النظام والمعارضة.
واشار الى تطور الاحداث في اليمن والمستجدات على طبيعة العلاقة السعودية الايرانية او العلاقة الخليجية الايرانية بشكل اشمل واوسع وهو ما يستدعي التحوط لاتساع رقعة الصراع المذهبي والعرقي وتسلله الى الداخل داعيا الى تعميق مفاهيم المواطنة الحقيقية بعيدا عن العرقية والطائفية لتقوية الجبهة الداخلية.
ودعا الى الالتفاف الى الهم الاقتصادي ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة لاسيما في المحافظات والاطراف كاساس لتماسك الجبهة الوطنية على اسس راسخة من العدالة وتوزيع مكتسبات التنمية بما ينعكس على قوة الموقف السياسي الجمعي الذي يختلف حول كيفية حماية النظام والوطن وتقوية مؤسساته العسكرية والمدنية بدل التفكير في كيفية الحصول على لقمة العيش التي من الممكن ان تشكل نقطة يتسلل منها المتربصين بايناء الوطن وجرهم نحو الفرقة والاختلاف.
وقال الغرايبة ان الاردن لن يكون بمعزل عن ما يجري في محيطه الملتهب لاسيما انه يقع في قلب العالم العربي والتحد الاكبر يرتبط بمدى القدرة على النجاة من هذا الوسط والحفاظ على الدولة مؤسساتها مشيرا الى ان مسلك اتلاردن السياسي في التعامل مع القضايا الملتهبة شكل نجاحا كبيرا لكن المستقبل يتطلب الكثير.
واكد ان مواجهة التطرف وعدم السماح له بالتغلغل بين الصفوف وتجفيف منابعه هو ركيزة استمرار الاردن في النجاح بتجاوز الاخطار المحدقة بالتركيز على النهج الاصلاحي الشمولي في كل القطاعات والحرص على تنشئة جيل مؤمن بوطنه ومنتم على اسس المواطنة البعيدة عن العرقية والطائفية والمذهبية لانها الاخطر على الوطن في حال نموها وبروزها.
واشار الغرايبة الى ضروة تجويد مشروع قانون نتخاب باعتبارها رافعة الاصلاح السياسي بما يخدم التوجه الى تنمية الحياة الحزبية والائتلافات البرامجية رغم عدم وجود احزاب تكون قوية على الارض وهنو ما يتطلب ان يكون المشروع محفزا وباعثا لعمل سياسي برامجي اكثر جراءة على الدخول في المعترك السياسي والمشاركة الايجابية.
وكان رئيس الجمعية النائب السابق الدكتور حميد البطاينة الذي ادار الندوة اكد ان الاردن مر ويمر بظروف سياسية واقتصادية تحتاج الى صوت العقل والحكمة والمنطق بعيدا عن النظرة الضيقة لاصحاب الاجندات الخاصة مؤكدا ان توفر الارادة السياسية العليا المتمثلة بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني اعطت زخما غير مسبوق لانجاز الاصلاحات السياسية التي تؤكد استقرار الجبهة الداخلية ومتانة اجهزة ومؤسساته.
(بترا)