مؤتمر تربوي يبحث العلاقة بين الهوية والتمكين

المدينة نيوز - : نظمت الامانة العامة للمؤسسات التربوية المسيحية في المملكة اليوم الثلاثاء مؤتمرا بعنوان "الهوية والتمكين".
وحضر المؤتمر مندوبا عن وزير التربية والتعليم امينها العام للشؤون المالية والادارية سامي السلايطة ونقيب المعلمين حسام مشة ومدير العلاقات الثقافية والدولية في الوزارة محمد الدعجة والامناء العامين السابقين للمؤسسات التربوية المسيحية وعدد من الكهنة والراهبات والتربويين والامين العام الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا الاب بطرس عازر.
وقال النائب البطريركي العام للاتين في الاردن المطران مارون اللحام في كلمته مندوبا عن راعي المؤتمر بطريرك القدس للاتين البطريرك فؤاد الطوال ان المدارس المسيحية ادت دورا اساسيا في حياة المجتمع والكنيسة كونها كانت المدارس الوحيدة في اكثر من موقع اضافة الى مساهمة الذين تخرجوا منها في بناء المجتمع أما في حياة الكنيسة فقد ساهمت المدارس في المحافظة على الهوية الايمانية وتطويرها.
واضاف اللحام ان المدارس المسيحية مازالت تواكب حركة المجتمع وتعمل على تطوير ذاتها لتستجيب للحاجات المتجددة بالرغم من الظروف الصعبة وتعمل على خلق جو مشبع بروح الحرية والمحبة وتساعد الطلاب على انماء شخصيتهم والعمل من اجل خير المدينة الارضية وتعدهم لخدمة الله ليكونوا خمير خلاص للجماعة الانسانية .
وقال لحام ان المدرسة الكاثوليكية تخضع للمقاييس التعليمية والتربوية والثقافية كالمدارس الاخرى في مجتمع دائم التطور لافتا الى انها تضع الايمان المسيحي والقيم المسيحية في صلب حياتها واهدافها .
واكد انها تعمل في مجتمع متعدد الكنائس والاديان وتفتح ابوابها للجميع بشكل لا يفقدها هويتها المسيحية واصالتها وتستوعب الواقع المتعدد وتدرجه بشكل عضوي ضمن هويتها ورسالتها ورؤيتها التربوية لتخريج طالب مؤمن ومنفتح يعلم ان مجتمع اليوم متعدد وأن الدين يجمع ولا يفرق وآن الاخر المختلف دينيا أخ له تجب محبته واحترامه لا مخاصمته .
وأكد اللحام أن المدارس المسيحية يتلقى فيها الطالب التنشئة التي تؤهله للقيام بدور ايجابي وفاعل في المجتمع من خلال تربيته على الخير العام واحترام البيئة واستيعاب التعددية الثقافية والاجتماعية والدينية وحرية الراي واحترام الراي الاخر والمشاركة في الحياة العامة مشاركة بناءة ونزيهة مبينا أن هوية المدرسة المسيحية تبقى أمنية خيالية ما لم تتحول الى مشروع تربوي شامل يحتوي على تطبيقات تربوية ومبادرات وأدوات آليات تضعها موقع التنفيذ وكي يكون هذا المشروع متكاملا يجب ان يشمل الادارة والهيئة التدريسية والطلاب والاهل والمستخدمين.
القائم بأعمال سفارة الفاتيكان في الاردن روبيرتو كونا قال أمر رائع ان نحاول العمل على نشر الرحمة الإلاهية في مدارسنا وتربية ابنائنا على ذلك وان تكون هذه القيمة المفتاح في علاقتنا مسلمين ومسيحيين وبواسطة المحبة والفهم والعيش المشترك نعبر عن الرحمة من أجل أن نبني عالما وأردنا يعيشان من اجل السلام والتضامن والمحبة .
وأكد الامين العام للمؤسسات التربوية المسيحية الاب رشيد مستريح اننا بامس الحاجة الى خطة شاملة تعنى بجوانب العملية التربوية مؤكدا على العمل بروح الجماعة لكي تصبح مدارس الامانة العامة التي هى مدارس وطنية وكنسية بامتياز اسرة ضمن الاسرة التربوية الكبيرة في وزارة التربية والتعليم كونها تخدم جميع فئات المجتمع المحلي ولكي تصبح مساهمتها أكبر واقوى في مسيرة التعليم المتطورة في وطننا لتحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني التي تتمحور حول خلق نظام تربوي يحقق التميز والاتقان والجودة من خلال استثمار الموارد البشرية والمعرفة كثروة وطنية استراتيجية.
وقال ان الهدف من المؤتمر هو بلورة رؤية تربوية تضع في مقدمة اولوياتها كل محاور العملية التربوية والتعليمية كالبعد الانساني والتربوي والحضاري والثقافي والبعد الروحي الايماني ما يتطلب وضع خطط وبرامج عملية يشارك بها كلا حسب خبرته وعلمه داعيا الجميع الى عمل مشترك من اجل تنشئة اجيال تبني الوطن بعلمها وإخلاصها ويسمو العالم بانسانيتها ليبقى الاردن رائدا في العلم والتنمية والازدهار .