كيف يتعقب السوريون الطائرات الروسية لتفادي غاراتها؟

المدينة نيوز - : “مروحية برميل دخلت الأجواء من الشرق، انتباه، مدنيين انتباه، أخلوا الشوارع، أخلوا التجمعات”.. جملةٌ يسمعها كثيراً سكان حمص والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية من مكبرات الصوت بالمساجد، إذ ابتكر نشطاء سوريون في المناطق المعرضة لضربات الطائرات الروسية وسيلةً لتحذير السكان قبل الهجوم من خلال ما يسمّى “المراصد”.
والمرصد هو عبارة عن شبكة سرية بين مقاتلين على الأرض وسكان مدنيين، يقيم فيها عددٌ من مقاتلي المعارضة بالقرب من المطارات العسكرية السورية والقواعد الروسية الموجودة في سوريا، ومن خلال رسائل على تطبيق “واتساب WhatsApp”، يكتب الراصد “إقلاع حربي روسي باتجاهكم: انتباه”، فتصل الرسالة إلى جماعة سرية وتنطلق أصوات صفارات الإنذار في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، فيركض السكان للاختباء.
كما يحذّر الراصد الناشطين والمسعفين والمقاتلين من طائرات حربية تتجه نحوهم، وذلك باستخدام أجهزة اتصال لاسلكية.
فبعد تزايد الضربات على مناطق المعارضة، كان من الضروري إيجاد وسيلة تنبيه للأهالي ليتمكنوا من الفرار إلى الملاجئ، أو إلى القرى المحيطة.
المنطقة التي يتواجد بها المرصد غالباً ما تكون على قمة عالية في المناطق الخاضعة للنظام مثل مدينة اللاذقية، حيث توجد قاعدة حميميم الخاضعة للسيطرة الروسية؛ كي يستطيع متابعة حركة الطيران، ودون إضاءة حتى لا ترصده الطائرات.
الحرب وقلة الإمكانيات لم تمنع مقاتلي المعارضة من ابتكار كل جديد في محاولة لتقليل خسائر الغارات الروسية أو السورية، يقول أحد المقاتلين - الذي رفض ذكر اسمه - لوكالة الصحافة الفرنسية، “فبعد فترة استطاع الشباب تفكيك رموز الاتصالات الروسية من خلال معرفة معاني الكلمات بالروسية، وحين تنطلق صفارات الإنذار يبقى أمام المواطنين بين 5 الى 7 دقائق للاختباء في الأقبية أو الفرار إلى قرى مجاورة”.
يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الأربعاء 20 يناير/كانون الأول، إن 3 آلاف شخصاً - بينهم أكثر من ألف مدني على الأقل - قتلوا في الضربات الجوية الروسية في سوريا منذ 30 سبتمبر/أيلول 2016.