تراجع حقوق الانسان في اوروبا جراء الاعتداءات وازمة المهاجرين

المدينة نيوز :- اعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الاربعاء ان المخاوف الناتجة من الاعتداءات الاسلامية، خصوصا في فرنسا وتدفق المهاجرين ادت الى تراجع حقوق الانسان في اوروبا في 2015.
ونقلت فرانس برس عن مدير المنظمة كينيث روث خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول أن "الخوف من الإرهاب الذي تعزز خصوصا في أعقاب اعتداءات باريس وبيروت والهجمات في اسطنبول وأنقرة وغيرها، جعلت الكثير من الأشخاص يبدأون في تحويل اللاجئين إلى كبش فداء".
وأضاف روث في تقديمه دراسة تزيد على 650 صفحة أن "هذا الخوف أدى إلى تزايد الإسلاموفوبيا، وسلب الحقوق الأساسية بما في ذلك الحياة الخاصة من دون أي دليل على وجود فعالية حقيقية لهذه التدابير".
ومع مواجهتها لتدفق غير مسبوق للمهاجرين، أقامت دول من الاتحاد الأوروبي جدرانا على حدودها للحد من هذا السيل أو فرضت قيودا تشريعية على دخولهم.
واعتبر روث أن إصلاح قانون اللجوء الذي اعتمدته الدنمارك أمس الثلاثاء، والذي يجيز مصادرة المقتنيات الثمينة للمهاجرين، "دنيء".
وأضاف "أيحتاج بلد غني كالدنمارك حقا إلى تجريد طالبي اللجوء اليائسين من آخر مقتنياتهم قبل منحهم الخدمات الأساسية؟"، متهما كوبنهاغن بالرغبة في ردع المهاجرين.
وانتقد مدير "هيومن رايتس ووتش" طريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع أزمة المهاجرين ، قائلا :"حتى الان لم تترك السياسة الأوروبية للاجئين إلا خيارا وحيدا بالمخاطرة بحياتهم في البحر".
ودعت المنظمة الى "بديل اكثر انسانية" لمنع موت المهاجرين في المتوسط وذلك عبر زيادة عدد التأشيرات الممنوحة في لبنان وباكستان المجاورين على التوالي لسوريا وافغانستان اللتين يتحدر منهما اكبر عدد من طالبي اللجوء في اوروبا.
واذا كانت هيومن رايتس ووتش رحبت بقرار رئيس الوزراء الكندي الجديد جاستن ترودو استقبال 25 الف لاجىء سوري، وصل منهم عشرة الاف حتى الان، فانها دعت كندا والولايات المتحدة واستراليا وروسيا وبلدان الخليج الى بذل جهود اكبر.
ولفت تقرير المنظمة ايضا الى "اسلاموفوبيا صارخة والصاق طابع شرير باللاجئين" في الولايات المتحدة، حيث اقترح المرشح للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري دونالد ترامب اغلاق الحدود امام المسلمين.
وينطبق هذا الامر ايضا على اوروبا حيث ابدى النواب خشيتهم من تسلل جهاديين من بين المهاجرين الاتين من سوريا او افغانستان.
واعتبر روث ان "قلق اوروبا حيال اللاجئين الجدد بوصفهم تهديدا ارهابيا هو بمثابة عامل مسهل خطير للتطرف (الاوروبي) العنيف لان مهاجمي باريس هم في غالبيتهم مواطنون بلجيكيون وفرنسيون".
ولاحظت المنظمة ان التراجع "الملحوظ" لحقوق الانسان في البلدان الغربية يقترن بتراجع فعلي لهذه الحقوق في بلدان اخرى.
(بترا)