تقرير دولي يحمل الأطراف السورية مسؤولية إعدامات المحتجزين
المدينة نيوز :- قال تقرير دولي، صادر عن لجنة دولية مستقلة، ان آلاف المعتقلين قد قتلوا أثناء احتجازهم من قبل الأطراف المتصارعة في سوريا خلال الأربع سنوات والنصف الماضية مناشدة مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات حازمة.
وأصدرت اللجنة الدولية المستقلة المعنية بالتحقيق في الانتهاكات في سوريا أحدث تقاريرها عن الوضع في سوريا تحت عنوان "بعيد عن العين، بعيد عن الخاطر: الوفيات أثناء الاحتجاز في الجمهورية العربية السورية".
واستندت اللجنة في التقرير إلى 621 مقابلة والعديد من المواد الوثائقية موضحة كيفية عملية الاعتقال التعسفي لمدنيين سوريين واحتجازهم بطريقة غير قانونية واختطافهم أو أخذهم رهائن منذ اندلاع النزاع.
وقال رئيس لجنة التحقيق المستقلة، باولو بينيرو، بمؤتمر صحفي في جنيف، إن عددا كبيرا من الأشخاص غالبيتهم من المدنيين الرجال اعتقلوا وتعرضوا للانتهاكات من جميع أطراف الصراع مضيفا ان الكثيرين من المحتجزين لقوا مصرعهم أثناء احتجازهم.
وقال ان اللجنة "خلصت إلى أن تلك الانتهاكات تصل إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، حيث يتعرض المعتقلون لانتهاكات على نطاق واسع في مراكز الاعتقال الحكومية. ويتعرض السجناء بشكل روتيني للتعذيب والضرب، ويجبرون على العيش في زنزانات مكتظة غير نظيفة، بدون ما يكفيهم من الطعام وبدون رعاية طبية. ويلقى الكثيرون منهم حتفهم في الاحتجاز".
وقال عضو اللجنة، فيتيت مونتاربورن، إن أوضاع المعتقلين في سوريا أصبحت حرجة، وتمثل أزمة ملحّة وواسعة النطاق على صعيد حماية حقوق الإنسان.
فمع تواجد آلاف المعتقلين في الاحتجاز شددت اللجنة الدولية على ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية والجماعات المسلحة، والقوى الخارجية الداعمة لمختلف الأطراف المتنازعة وكذلك المجتمع الدولي ككل، إجراءات عاجلة لتفادي وقوع مزيد من الوفيات.
وحول الطرف الحكومي المعنون "الحكومة السورية" أشار الشهود والمواد التوثيقية إلى وجود عشرات الآلاف من المعتقلين لدى الحكومة السورية، كما اختفى آخرون بعد اعتقالهم من قبل قوات الحكومة أو خلال تنقلهم بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وأكدت اللجنة أن الحكومة السورية ارتكبت جرائم ضد الانسانية متمثلة في القتل، والاغتصاب وغيره من ضروب العنف الجنسي، والتعذيب، والسجن، والاختفاء القسري وغيره من المعاملات اللاإنسانية.
وحول المجموعات المسلحة، قال التقرير انه وبعد تمكنها من السيطرة على بعض الأراضي، قامت المجموعات المسلحة المناهضة للحكومة أيضاً باحتجاز معتقلين تحت ظروف وحشية.
وقال التقرير إن بعض المجموعات المناهضة للحكومة قامت بإنشاء أماكن احتجاز مؤقتة حيث تمت إساءة معاملة جنود أسرى من الحكومة وإعدامهم مضيفا ان جبهة النصرة والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة تسيطر على أماكن احتجاز تضم جنود الجيش السوري علاوة علي المدنيين.
وسُجّلت حالات تعذيب ووفاة المعتقلين في بعض هذه المرافق. وقال التقرير إلى أن جماعة جبهة النصرة الإرهابية وبعض الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة ارتكبت جرائم حرب متمثلة في القتل، والمعاملة القاسية، والتعذيب.
اما بالنسبة عصابة داعش الارهابية، والمناطق الخاضعة لسيطرتها، أشار التقرير الى تعرض المعتقلين إلى انتهاكات خطيرة بما في ذلك التعذيب، والإعدامات الميدانية ويتكرر إعدام المعتقلين بعد أن أصدرت المحاكم غير القانونية أحكام الإعدام عليهم.
وشدد التقرير على أن عصابة داعش الارهابية، ارتكبت جرائم ضد الإنسانية متمثلة في القتل، والتعذيب، وجرائم الحرب.
وناشدت اللجنة الدولية، مجلس الامن الدولي، بفرض عقوبات ضد الأفراد والهيئات والجماعات المشتبه في مسؤوليتهم أو تواطؤهم في حالات الوفاة أثناء الاحتجاز والتعذيب والاختفاء القسري.