العواقب المرضيّة للشراهة

تم نشره الأحد 14 شباط / فبراير 2016 08:46 صباحاً
العواقب المرضيّة للشراهة
الشراهة

المدينة نيوز - رغم اختلاف أسباب البوليميا بين شخص وآخر، لكن النتيجة واحدة، فهي تأتي من أسباب عدة، منها ما هو معروف مثل الاستعداد الوراثي، ومجموعة من العوامل البيئية والاجتماعية والثقافية.

وتتجلى البوليميا على شكل نوبات متكررة من الأكل المفرط، يليها سلوك تعويضي، كما يشدد المصابون بالبوليميا على شكل الجسم أو الوزن في تقييم الذات، وقد يفضي ذلك إلى تدهور القيمة الذاتية والاحترام الذاتي بسبب المظهر الخارجي.

ويمكن تقسيم الأكل المفرط إلى نوعين: تناول كمية كبيرة جداً من الطعام في فترة قصيرة من الوقت. والإحساس بفقدان السيطرة أثناء تناول الطعام (مثل العجز عن منع نفسك من تناول الطعام).
ويعد السلوك التعويضي بمثابة طريقة لمحاولة السيطرة على الوزن بعد نوبات الأكل المفرط، ويشمل التقيؤ، الصوم، الإكثار من استعمال مدرات البول أو ملينات الأمعاء، ممارسة التمارين بإفراط، استعمال أي نوع من العقاقير بطريقة غير صحيحة، بهدف السيطرة على الوزن.

ويمكن للمصاب بالبوليميا أن يتوه في شرك دائرة خطرة من تناول الطعام بطريقة لاإرادية ومحاولة التعويض عن ذلك، مما يؤدي إلى مشاعر الخجل والذنب.

وقد يصبح هذا السلوك إكراهياً وخارجاً عن السيطرة مع مرور الوقت، ويؤدي إلى الهوس بالطعام، والتفكير دوماً بالأكل (أو عدم الأكل)، وخسارة الوزن، والحمية المنحفة، وصورة الجسم.

إلا أن هذه الأنواع من السلوك تبقى مخفية في أغلب الأحيان، وقد ينجح المصابون بالبوليميا في إبقاء عادات أكلهم وتمارينهم سرية.

ونتيجة ذلك، يمكن أن تبقى البوليميا من دون تشخيص لفترة طويلة من الوقت.

ويكشف العديد من المصابين بالبوليميا عن تقلّبات في الوزن ولكنهم لا يخسرون الوزن، ويبقون عادة ضمن معدل الوزن الطبيعي، مع ميل إلى الوزن الضئيل قليلاً، أو يكتسبون ربما بعض الوزن.

ومن أهم الأعراض الجسدية للبوليميا: تقلّبات متواترة في الوزن، علامات تلف بسبب التقيؤ، ومنها الورم حول الوجنتين أو الفك، أو تلف في الأسنان ونفس كريه، وجلد متصلّب في بعض المناطق، الإحساس بالانتفاخ أو الإمساك أو عدم القدرة على تحمّل الطعام، غياب دورة الطمث عند الفتيات والنساء، الإغماء أو الدوار، والإحساس بالتعب وعدم النوم جيداً.

وبالنسبة للأعراض النفسية فتشمل:
-الانهماك بالأكل والطعام وشكل الجسم ووزنه.
-الإحساس بالانزعاج من أي تعليق مرتبط بالطعام، أو الوزن، أو التمارين، أو شكل الجسم.
-عدم تقدير الذات أو الإحساس بالخجل أو الذنب، خصوصاً بعد تناول الطعام.

الأعراض السلوكية

-أدلة على الأكل المفرط (مثل اختفاء الطعام أو اقتناء كميات كبيرة منه).
-التقيؤ أو استعمال ملينات الأمعاء أو قامعات الشهية أو مدرات البول.
-تناول الطعام منفرداً وتفادي تناول الوجبات مع الآخرين.
-سلوك عدائي للمجتمع، وقضاء الوقت في العزلة والوحدة.
-سلوك هوسي أو متكرر فيما يتعلّق بشكل الجسم والوزن (مثل قياس الوزن بشكل متواتر، والنظر إلى المرآة بشكل مفرط، وقياس الخصر…).
-التحلّي بالسرية فيما يتعلّق بالطعام (مثل القول إن الشخص تناول الطعام فيما هو لم يفعل ذلك، أو إخفاء الطعام في غرفته).
-ممارسة التمارين الرياضية بإفراط (كما في الطقس السيئ، أو في عزّ المرض أو الإصابة، والإحساس بالاكتئاب إذا لم تكن ممارسة التمارين الرياضية ممكنة).
-التركيز على الحمية الغذائية (مثل الانتباه إلى عدد الوحدات الحرارية، وتفادي مجموعات معيّنة من الطعام مثل الدهون والكربوهيدرات…).
-التوجّه باستمرار إلى الحمام مباشرة بعد انتهاء الوجبة دليل على التقيؤ أو استعمال مليّن الأمعاء.
-إيذاء الذات والإفراط في استعمال الأدوية ومحاولة الانتحار.
والمخاطر المرتبطة بالبوليميا وخيمة، وقد تشمل:

-التقرح المزمن للحنجرة، وعسر الهضم، وحرقة المعدة، وارتداد الحمض (ارتجاع المريء).
-التهاب المريء والمعدة بسبب التقيؤ المتكرر.
-قرحة في المعدة والأمعاء.
-اضطراب مزمن في حركة الأمعاء (مثل الإمساك أو الإسهال) بسبب إساءة استعمال ملينات الأمعاء.
-ترقق العظام، مما يجعل العظام هشة وسهلة على الكسر.
-غياب أو خلل في دورات الطمث عند الفتيات والنساء.
-ارتفاع احتمال العقم عند الرجال والنساء.
-خفقان القلب، مما يزيد من احتمال قصور القلب.

وفي النهاية، يجب التذكير بأن الشخص يمكن أن يتعافى من البوليميا، حتى لو عاش مع المرض لأعوام عدة. لكن طريقة الشفاء قد تكون صعبة، إذ يدخل المريض في حلقة مفرغة من اضطرابات الأكل والتمارين، مما يؤثر في قدرته على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات.

لكن مع توافر الفريق الطبي الصحيح والتحلّي بمستوى عالٍ من الالتزام الشخصي، يعتبر التعافي هدفاً قابلاً للتحقيق.

ولا بد من طلب المساعدة بأسرع ما يمكن عند ملاحظة أعراض البوليميا، لأن التشخيص المبكر يفضي إلى شفاء أفضل وأسرع.

وثمة علاجات عدة متوافرة للبوليميا، وتشمل:
-العلاجات النفسية.
-العلاج السلوكي الإدراكي.
-برامج المساعدة الذاتية المرتكزة على الأدلة.
-العلاج السلوكي الجدلي.
-إدارة التوتر.
-مضادات الاكتئاب.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات