معلّم يروي اللحظات الأخيرة لطفل جازان المنحور على يد والده

تم نشره الأربعاء 17 شباط / فبراير 2016 10:19 صباحاً
معلّم يروي اللحظات الأخيرة لطفل جازان المنحور على يد والده
صورة ارشيفية

المدينة نيوز :- خلال رسالة تسجّل مشاعره الحزينة، تفاعل أحد معلمي الطفل المنحور على يد والده في جازان، إثر الحادث الماساوي، عندما أقدم الوالد على قتل نجله (10 سنوات)، بـ”سكين”، حيث لم يتمالك المعلم نفسه بعد سماع نبأ الجريمة، فسارع بكتابة رسالة مؤثرة، سجل خلالها صفات الطالب (عبدالله) القتيل، خلال سنواته الدراسية، قبل أن يلقى مصرعه على يد والده.

وقال المعلم (إبراهيم حكمي) -في رسالة: “مات عبدالله بشجاعة.. هو أحد طلابي بالصف الرابع.. كل البراءة والوداعة والهدوء.. لا أراه إلا ضاحكًا.. جاء إلى المدرسة للصف الأول وكان يرافقه جدّه، وحينما سألت عن والده قالوا إنه في السجن.. طوال مدة دراسته لم يكن أبدًا مصدر إزعاج لمعلم أو زميل، ولم يكن طرفًا في أي مشكلة يومية، طالب مهذب بشوش تحبّه حين تراه”.

وأضاف المعلم في رسالته “ترى الأمل والقوة والشجاعة والتفاؤل في ضحكته ونظرة عينيه.. كان قويًّا بشكل يفوق طاقاتنا، ونحن نكبره بعقود.. كان يمنّي نفسه كثيرًا بخروج والده من السجن ليعوضه عن سنين الفقد والحرمان.. كان يحلم بيوم يخرج فيه من المدرسة، ليشاهد والده ينتظره بكل سعادة وحنان إلى بيته.. كان يتخيّل مع كل طرقة لباب فصله أنه والده يبشره بخروجه من السجن ليحضنه ويقبّله.. كان يتمنى ويتمنى، مثله مثل أي طفل في سنّه”.

وتابع: “خرج والده من السجن، وجاء إلى المدرسة وطرق باب الفصل فتح المعلم الباب.. وما هو إلا أن رأى والده.. فزّ فرحًا وابتهاجًا.. أراد أن يباهي به ولسان حاله يقول هذا والدي.. انظروا يا زملائي.. اعتقدتم أنني بلا أب.. قلت لكم أنه كان مسافرًا وجاء الآن إليّ مباشرة.. إنه يحبني ويريد أن يدللني.. منّى نفسه داخل نفسه أن يذهب به إلى محل للألعاب، ليختار له لعبة أو أكثر يحبها.. تخيّل وضعه أمام محل ملابس الأطفال ووالده يقول له: اختر ما تحب”.

وقال المدرس -في وصف حال الطفل حين رأى والده- “تخيل كثيرًا.. توهم كثيرًا.. أخذه والده من المدرسة وهو لا يكاد يصدق الفرحة التي بداخله، فهي المرة الأولى التي يصطحبه فيها من المدرسة.. كان يشعر أنه يحلم.. إحساس لا يقارن.. شعور فوق الوصف.. سعادة لا مثيل لها.. يأخذه والده صباح هذا اليوم في منتصف اليوم الدراسي”.
وسجّل المعلم في رسالته المشهد الدموي، قائلًا: “يذهب به -والده- بصمت إلى حوش مهجور.. يأخذ سكينه ويسنه أمامه.. أحس الطفل بالرعب والخوف.. اقترب منه والده طرحه أرضًا.. احتضن عبدالله مصحفه وكتبه.. بدأ والده بنحره.. لم يرفع عبدالله يديه ليدفع السكين أو يقاوم الذبح.. كان يحمي مصحفه، ومقرراته، ومات حاضنًا لها.. هكذا قال لي أول من باشر الموقف من رجال الأمن.. مات شجاعًا.. مات بطلًا..”.

وأضاف المدرس: “مات رجلا.. قُتل عبدالله.. قتله من يدعي أنه والده.. مات عبدالله، وماتت بداخله أحلامه وأوهامه وآماله عن أبيه.. مات عبدالله وقد تغيرت قناعاته في حبه لأبيه وفي انتظار السنين.. كانت يرى أن روحه في كتبه، فدافع عنها بكل شجاعة ..حماها بكل بسالة.. لم تتناثر.. لم تتقطع.. اختلط حبر مصحفه الطاهر بدمه النقي.. والله، إن الألم لا يطاق والحسرة عليك لا تحتمل.. خذلناك جميعًا يا عبدالله.. نعم خذلناك جميعًا.. ستبقى في ذاكرتي ما حييت”.

وكان الجاني قد قدم إلى مدرسة نجله، الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي، بأحد مدارس محافظة أحد المسارحة (جنوب جازان)، وأخرجه بالقوة، ثم قاده إلى حوش مهجور (جنوب إسكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيري بالمحافظة)، وبادر بذبح الطفل بطريقة بشعة، ثم تركه ينزف في الموقع.

ووصل الجاني إلى نقطة أمن الطرق بالدغارير وسلم نفسه، ليتم إيداعه قسم التوقيف بشرطة أحد المسارحة، وفتح ملف تحقيق معه حول جريمته البشعة التي هزّت أوساط المجتمع بأسره، بينما باشرت الجهات الأمنية الحادثة، وحضرت فرق من الأدلة الجنائية والبحث والتحري والشرطة لموقع الجريمة، وتحفظت على أداة القتل (السكين) ورفع البصمات، وتم إيداع الطفل المجني عليه ثلاجة الموتى بالمستشفى العامّ بحسب صحيفة عاجل.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات