كيف تكون مستمعاً جيداً؟

المدينة نيوز :- كاختصاصية في علم النفس السريري, فان واحدة من اكبر الشكاوي التي اسمعها من المراجعين وخاصة بين الشباب غير المتزوجين هي انه لم يعد احد يستمع, نحن جميعا نعرف ذلك الشعور بان تكون جالسا مستمتعا بوقتك ثم يقوم البعض باخراج هواتفهم, هذا بنهاية المطاف يعتبر قاتلا للحديث.
بعضكم قد يفكر, هل هذا مهم؟ نحن جميعا نفعل ذلك, ساجادلكم واقول بانه مهم فالبشر مجهزون بعمق للعلاقات والعديد من الاشياء الجيدة تحصل خلال حديثنا مع بعضنا وذلك غير محسوس على مستوى الوعي, اليكم بعضا من فوائد الاستماع العميق :
التعاطف : الحديث وجها لوجه مع اشخاص يخبرونا كيف يفكرون, العضلات الصغيرة في وجوهنا الى جانب الشبكة المعقدة في ادمغتنا تجعله كذلك بحيث تمكنا من فهم بعضنا البعض على مستويات يمكن ان تعصف بعقل الشخص, هل سبق لك وان تواجدت مع شخص مزاجه جيد وشعرت بان مزاجك اصبح جيدا نتيجة لذلك؟ هذا ما يسمى بالعدوى العاطفية, وهي ظاهرة حقيقية, وهذا ما اتحدث عنه هنا.
تبادل المعلومات: هل تعرف ذلك الشيء الذي ندعوه «الحدس»؟ في الواقع هو ليس بهذا الغموض! فالبشر مجهزون لالتقاط البيانات التي تسجل في مستوى اللاوعي, وتظهر الدراسات ان الاطفال يفقدون القدرة على قراءة التواصل غير اللفظي لانهم يقضون الكثير من الوقت ينظرون الى الشاشات.
اطلاق هرمون اوكسيتوسين : ويطلق عليه «هرمون الترابط» لانه يجعل الناس يشعرون بانهم قريبين من بعضهم, ويفسر ذلك الشعور المدهش الذي تحصل عليه عندما تتحدث مع شخص فتضحك او تبكي او تشعر بحضور رائع.
نعم , اعتقد انه من المهم ان نضع هواتفنا جانبا ونتحدث الى بعضنا البعض, ويبدأ كل هذا عندما يباشر كل واحد منا بتحسين مهارات الاستماع لديه, اليك اهم ستة امور تستطيع عملها الان لتصبح مستمعا جيدا :
1- اعتمد على لغة العيون :
ضع هاتفك جانبا, او مهما كنت تفعل, وانظر الى الشخص الذي تتحدث معه.
2- اضبط لغة جسدك وفقا لذلك :
لا يوجد شي مخيف اكثر من قول شيء محزن لشخص لديه ابتسامة كبيرة على وجهه ! انتبه لتعابير وجهك اثناء استماعك وتاكد من انها تناسب ما يريد ان يوصله المتكلم.
3- لا تفكر ماذا ستقول اثناء حديث الشخص الاخر :
هذه النقطة فائقة الاهمية, خصوصا لانها واحدة من الاخطاء الاكثر شيوعا بعملية التواصل,ويحدث ذلك عادة لان المستمع يكون قلقا حول قول الشيء الصحيح, لكن ثق بي : اجابتك ستكون افضل لو سمحت بان يكون هناك ايقاع من الصمت بين ما تسمع ومتى تجيب, وهذا يشير الى انك تفكر وهذا ليس بالشيء السيء.
4- حاول وبصدق تعليق الحكم :
طبعا , قول الشيء اسهل من عمله, لكن من المهم ان تعمل على ذلك, فالحكم ليس اكثر من ركيزة سهلة: شيء يسمح لك شعور التفوق للحظة, او شيء يعمل بمثابة شكل من اشكال الحماية من معاناة شخص اخر, والحكم على شخص اخر ليس اكثر من خداع للنفس, فالحياة صعبة على الجميع, فنحن جميعا معا في هذا .
5- اطرح اسئلة واضحة :
وفقا للنقطة اعلاه, اذا كنت تميل للحكم على ظروف شخص اخر, فالاحتمالات هي انك لن تفهم ما الذي يمر به هذا الشخص, فالطريقة الرائعة لعلاج ذلك هي بطرح الاسئلة ! اجعل ذلك هدفك لتحاول وبصدق فهم من اين اتى الشخص الاخر, هذا وحده من الممكن ان يجعلك مستمعا مدهشا.
6- قل كلاما يثبت بانك مهتم :
مجرد اننا نستمع هذا لا يعني ان المتكلم يعرف مدى صعوبة ذلك بالنسبة لنا, التواصل هو حقيقة ان تستمع باستخدام عبارات فعالة مثل « سماعي لمى تقوله هو .....» عندما تشك, اذكر العاطفة التي تسمع الشخص يعبر عنها, مثلا « يبدو انك تشعر بالاحباط الان».