الشهية: كيف تكون طبيعية؟

الطعام ضروري لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء وظائفه الحيوية، وللحصول على أفضل النتائج، ينبغي مراعاة تناول الغذاء الصحي المتوازن والكميات المعتدلة مهما كانت الشهيّة للطعام، والتي قد تتأثر زيادة أو نقصانا بعدّة عوامل نفسيّة ومرضيّة ودوائيّة، بالإضافة إلى تأثير التقدم بالعمر.

هناك بعض الحقائق حول الشهية والتي من المفيد معرفتها، وهي:

رغبة طبيعيّة: الشهية هي رغبة الفرد لتناول الطعام، وكثيرا ما ترتبط بالشعور بالجوع لأنّ الجسم يحتاج إلى كميات كافية من الطاقة لأداء وظائفه الحيوية كالتمثيل الغذائي.

رغبة نفسيّة: على الرغم من أنّ كلّا من الجوع والشهية تحدّد ماذا ومتى ولماذا نأكل؟ فإنّ الجوع هو الحاجة الفسيولوجية للغذاء، في حين أنّ الشهية هي الرغبة النفسية لتناول الطعام، ولذا ترتبط الشهية بالتجربة الحسّية مثل رؤية الطعام أو شم رائحته وغيرها من المنبهات العاطفية والأوضاع الاجتماعية، والعادات الثقافية.

رغبة غير حاسمة: ليس هناك سبب محدّد لقلّة الشهيّة أو زيادتها لأنّها ترتبط بعوامل عديدة تتحكم بها. البعض تزيد شهيّته إن كان يعاني من الاكتئاب، مع أنّ آخرين تقلّ شهيّتهم للأكل إن كانوا يعانون من الاكتئاب، وكذلك الأمر لدى من يتعاطى الأدوية، وغيرها من الأسباب الصحية. كما وأنّ ممارسة التمارين الرياضية تؤثر على الشهية بقدر معدّل وشدة ومدة التمارين، ومعدل الأيض في الجسم؛ وكميّة الدهون المخزّنة في الجسم، وكمية ونوع الطعام بعد ممارسة الرياضة وغيرها من الأمور.

رغبة خافية التبرير: ليس الجوع أو الشبع سببا في الشهية، فهناك من يعاني من فقدان الشهية لأسباب منها الملل، والاكتئاب، والشعور بالوحدة، والمرض المزمن، وتناول بعض الأدوية، على الرغم من شعوره بالجوع وحاجة جسمه إلى الطعام، ومن ناحية أخرى، قد تجد من يقبل على الطعام بنهمٍ دون أي أسباب ودون حاجة جسمه إلى الطعام أو شعوره بالجوع!

عوامل تحدد الشهية

هناك عوامل تتحكم في الشهية منها:

العمر: في الطفولة تكون شهية الأطفال مفتوحة لتناول الطعام، وبعض الأطفال قد تزيد شهيتهم أكثر من غيرهم لأنهم بحاجة إلى مزيد من الطاقة عن غيرهم. ولذا لا ينبغي القلق بشأن شهية الاطفال طالما أنّهم ضمن الوزن الطبيعي، ومستوى النشاط الجيد، ويتناولون الغذاء المتوازن. أمّا البالغين، فغالبا ما يواجهون انخفاضا في الشهية مع تقدمهم في السن وما يرتبط به من نقص في حاسّة التذوّق والشم الذي يدفعهم إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر أو الملح في محاولة مضللة للحفاظ على المواد الغذائية التي تعني لهم النكهة.

المكيّفات: التدخين أو تناول القهوة أو مشروبات الكافيين قبل الطعام بـ نصف ساعة يخفض الشهية للطعام، ولذا فإن من أعراض الانسحاب عند التوقف عن التدخين على سبيل المثال أن يكون الشخص مفتوح الشهية ومقبلا أكثر على تناول الطعام.

انخفاض نسبة السكر بالدم: أو ما نسمّيه شعور الجوع حيث لا يجد الجسم ما يكفي من الجلوكوز للحصول على الطاقة، وهنا تزداد الشهية ومثال على ذلك مرضى السكّري الذين يشعرون كما لو كانوا لا يملكون ما يكفي من الطاقة ولذا يعانون من زيادة الشهية.

اعرف عن شهيتك

الشهية أكثر تعقيدا مما قد يتصور البعض، والأطباء في جميع أنحاء العالم يدرسون كيفية السيطرة عليها وتعديلها، فقد يعود فرط الأكل لعدّة أسباب منها:

أسباب نفسية كالقلق والاكتئاب وخلال فترة الحيض ما يدفع لتناول الحلوى وبعض الأطعمة عالية المحتوى الحراري كنوع من الأكل
العاطفي الذي يبعث على الشعور بالراحة.

خلل في مركز الشبع بالدماغ.

خلل في عمل الغدة الصماء.

الأمراض كمرض السكري، ومرض غريفز.

فرط نشاط الغدة الدرقية.

نقص السكر في الدم الذي يخلق رغبة شديدة في تناول أطعمة الراحة، وهذا ما يحتاج اتباع نظام غذائي متوازن في أوقات منتظمة،
وتجنب الكثير من السكر أو الملح.

الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المنبّهة مثل الكافيين والحلوى.

قد يكون السبب في ضعف الشهية ناجم عن مرض شائع كنزلة البرد أو الأنفلونزا أو الإجهاد أو الشعور بالضيق والانزعاج العاطفي أو الاكتئاب.

نتيجة تناول بعض الأدوية التي تقلل الشهية كالمضادات الحيوية، والكودايين وغيرها من العقاقير، ولذا يجب تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم.

السيطرة على الشهيّة

بشكل عام، يمكن السيطرة على الشهية بتعديل السلوكيات الغذائية وتناول وجبات طعام متوازنة صحية تحتوي على الكثير من الخضروات والبروتينات والفواكه وقدر أقلّ من الكربوهيدرات والحلويات للحفاظ على معدّل التمثيل الغذائي في الجسم مع ممارسة الرياضة المعتدلة للحفاظ على معدل منتظم لحرق الطاقة مع مراعاة تناول الوجبات ببطء ومضغها جيدا لإعطاء الفرصة للشعور بالشبع دون التهام كميات زائدة من الطعام.

صحتك في شهيتك

احرص على التحكم في شهيتك وعدم الاستسلام للرغبة في تناول الطعام أو العزوف عنه، فجسمك يحتاج إلى الطاقة لأداء عملياته الحيوية، وأنت تحتاج الوزن الصحي، ولذا تناول الغذاء الصحي المتوازن الحافل بالخضر والفواكه بما لا يقلّ عن 5 حصص يوميا بجانب البروتين والكربوهيدرات ومختلف العناصر الغذائية، وتناول طعامك ببطء لتشعر بالشبع واستشر الطبيب بشأن حالتك الصحية للتأكد من عدم وجود سبب مرضي أو دوائي يؤثر على شهيتك، وابتعد عن الأكل العاطفي كوسيلة للتنفيس عن حالتك النفسية