ندوة عن اولويات الاصلاح في رابطة كتاب السلط

المدينة نيوز:- اكد وزير الخارجية السابق الدكتور مروان المعشر ان التحديات التي واجهت العالم العربي قبل اندلاع الثورات تتلخص بثلاث فجوات هي فجوة المعرفة والحريات السياسية وفجوة المرأة ومقاومة تمكينها، مشيرا إلى ان الحكومات لم تول هذه الفجوات اي اهتمام الى ان تفجرت الثورات.
وقال المعشر خلال الندوة التي اقيمت في رابطة كتاب السلط مساء امس بعنوان "اولويات الاصلاح" أن العمل الفردي لا يمكن بأي حال أن يؤدي الى الإصلاح الحقيقي المنشود، بل لا بد من تضافر جهود جميع مكونات المجتمع المحلي من مؤسسات أهلية ورسمية، وأن يكون هناك عمل حزبي متكامل، ولا بد أن تشمل عملية الإصلاح جميع مجالات الحياة .
واضاف انه لا يجوز تغول سلطة على سلطة اخرى، وانه لا بديل عن الإصلاح المتدرج والجوهري كونه يعزز المسيرة ويقوي بنية المجتمع، وتنفيذ برامج اقتصادية تحاكي هموم المواطنين وأن لا نكتفي بإطلاق الشعارات التي ثبت بأنها لا فائدة منها .
واشار الى أن قانون الانتخاب الجديد ابتعد عن الصوت الواحد، بهدف إخراج مجلس نيابي أكثر تمثيلا وكفاءة، مبينا أن نجاح الإصلاح يتوقف على وجود إرادة حقيقية تؤمن بالتغيير المتدرج، وأن الدولة قادرة على تخطي العقبات في مجالات الإصلاح، داعيا إلى بناء مؤسسات ديمقراطية تسعى إلى التأكيد على مفهوم الدولة المدنية والحفاظ على الهوية الوطنية الجامعة لكل مكونات الدولة . واكد ضرورة نبذُ العنفِ بجميع أشكاله بما في ذلك العنفِ اللفظي واعتماد خطابٍ صارمٍ وواضحٍ ضدَّ كلِّ من يستخدمُ العنفَ ضدَّ المدنيين لتحقيقِ مآربَ سياسية، مشددا على مسؤولية الخطابَين الديني والعلماني في توجيه الرأي العام وتوعيتِه ضدّ اعمال العنف التي تستهدف أمنه واستقراره.
وقال المعشر "اذا اردنا ان نتمتع بمصداقية عريضة فإننا بحاجة الى مشروع تنويري تعددي مدني ديمقراطي يحاكي حاجة الناس وشعورهم انهم شركاء في صنع القرار كما يحاكي حاجاتهم الاقتصادية ويرفع من مستوى معيشتهم، وان وجد هذا المشروع بالتوازي مع الارادة السياسية وحده الكفيل للتصدي للأفكار الداعشية لان الوقوف في وجه الاخطار الامنية ضروري الا انه وحده لا يصنع مستقبلا مشرقا من دون مشروع حداثي لبناء الدولة العصرية" .
(بترا)