البيض والسبانخ .. غذاء مأمون وصحة للعيون!

المدينة نيوز:- "بيضة واحدة في اليوم تحمي من الإصابة بالضمور البقعي"، هذا ما تشير إليه الدراسات الحديثة والتي تؤكّد على أهميّة البيض لصحّة العيون. الضمور البقعي المرتبط بالتقدّم بالعمر ينتج عن تدهور في الجزء المركزي في الشبكيّة والذي يتحكّم في حدّة وجودة الرؤية ما يسبّب ضعف البصر.
يحتوي البيض على مركّبات كاروتينويد المضادّة للأكسدة، وبخاصّة "لوتين" و"زيكسانثين"، والضروريّة لصحّة البصر. وتشير الدراسات إلى أنّ هذه المواد المضادّة للأكسدة والضروريّة لصحّة العيون تتوفّر في البيض بشكل أفضل منها في الخضروات الخضراء مثل السبانخ، والذي كان يعتبر لفترة من الوقت بأنّه المصدر الغذائي الرئيسي لهذه المواد.
الوقاية من الإصابة بأمراض العيون
البيض غني بمادّة اللوتين، إحدى مركّبات كاروتينويد المضادّة للأكسدة، والتي تساهم في الوقاية من الإصابة بالضمور البقعي والساد. بحسب الدراسات، وجودة مادة اللوتين الطبيعي المتوفّر في البيض أعلى منها في أطعمة كثيرة أخرى، وأنّ استرات اللوتين فيها أكثر حيويّة من الأنواع المتوفّرة في المنتجات المكرّرة.
وتؤكّد الدراسات أيضا على أنّ تناول المواد الغنيّة بمادّة اللوتين تساعد في تعزيز نسبة تركيز اللوتين في العيون أكثر من الحصول على هذه المادّة من المكمّلات، كما أنّ عمليّة امتصاص اللوتين من صفار البيض هو أفضل منه في المكمّلات والسبانخ، فعلى الرغم من أنّ نسبة اللوتين في البيض أقلّ منها في السبانخ، إلاّ أنّه مصدر أكثر حيويّة من السبانخ، ويؤدّي تناوله إلى زيادة تركيز نسبة اللوتين في الدم بأضعاف ما يمكن أن يعمله السبانخ.
يحتمل أن يكون ذلك نتيجة لاحتواء صفار البيض على الدهنيّات (الكوليسترول والكولين)، كبقيّة مركّبات كاروتينويد، يذوب اللوتين في الدهنيّات، فلا يمكن امتصاصه دون وجود الدهنيّات.
وهذا يعني أنّه من أجل تعزيز امتصاص اللوتين من السبانخ والخضروات الأخرى الغنيّة به، ينبغي تناولها مع بعض المواد الدهنيّة مثل زيت الزيتون عالي الجودة.
وحتّى يتمكّن الجسم من امتصاص أعلى نسبة ممكنة من اللوتين, يمكن تناول البيض مع السبانخ. سواء كنت تفضّل تناول السبانخ طازجا أو محضّرا على البخار أو غير ذلك، يمكنك إضافة القليل من زيت الزيتون والبيض المسلوق والمفروم عليه، للتمتّع بأعلى قدر من الفائده لصحّة عينيك.
مادّة الزيكسانثين في البيض أيضا تساهم في الوقاية من الضمور البقعي المرتبط بالتقدّم بالعمر. بيضة واحدة في اليوم تؤدّي إلى ارتفاع نسبة مواد اللوتين والزيكسانثين في الدم، وبالتالي الحد من خطر الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالتقدّم في العمر دون العمل على رفع مستويات الكوليسترول أو الدهنيّات.
وتفيد هذه المواد أيضا في حماية العين من خطر الإصابة بالساد وهو مرض إعتام العدسة. وعلى الرغم من أنّ نسبة هاتين المادّتين أقلّ منها في الأطعمة الأخرى مثل السبانخ، إلاّ أنّها سهلة الامتصاص داخل الشبكيّة أكثر من تلك الموجودة في المواد الأخرى.
حوالي 90% من المصابين بالضمور البقعي، يعانون من النوع الجاف منه والذي يؤدّي إلى تكوّن بقع صفراء صغيرة تدعى "براريق"، وهي نواتج زائدة تتراكم بسبب نقص المواد المضادّة للأكسدة الضروريّة لتنظيف العيون من هذه الزوائد، والتي تعمل بالتالي على تفكيك الخلايا والتسبّب في تشويش الرؤية.
فلتستمع بتناول بيضة مسلوقة واحدة على الفطور لتتمتّع ببصر حديد. أو احمل معك ساندويشة سلطة بيض إلى المكتب، أو أضف بيضة مسلوقة إلى سلطة اللنشيون. وفي نهاية عطلة الأسبوع استمتع بوجبة خضار مضاف إليها البيض.