اختتام اعمال المتلقى العلمي الثاني لمجمع البيطار الاسلامي في العقبة

المدينة نيوو - : اختتمت في العقبة اليوم الاحد، اعمال المتلقى العلمي الثاني " علماء الدين وقضايا العصر " الذي نظمه مجمع البيطار الاسلامي ومعهد المعارج للعلوم الشرعية برعاية سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة بحضور عدد من علماء الامة من العراق والشام واليمن .
وناقش المؤتمر على مدى يومين متتاليين اوراق عمل تتعلق بدور المؤسسات الدينية في امن المجتمعات ودور العلماء في تامين المجتمعات والعلم المسند وحفظ المجتمعات كما ناقش موضوع نقض اصول التكفير ودور العلماء في تزكية المجتمعات واصول الدعوة عند العلماء واهمية الدعوة الى الاسلام بالموعظة الحسنة انطلاقا من روح الاسلام الذي جعل هذه الامة امة وسطا تدعو الى الخير والفضيلة وتنبذ الفرقة والتطرف.
وقال الخصاونة ان الاسلام هو دين الوسطية والاعتدال وانه لا غلو ولا تطرف ولا ارهاب فيه وانما هو نهج معتدل مرجعه الوحيد الهدي النبوي والقران الكريم وان الغفلة عن خطر التطرف والارهاب والتكفير يهدد الامة في دينها لذلك وجب ان يكون هذا الامر مدار بحث وتوعية من الدعاة والمفكرين والمصلحين والائمة والوعاظ .
واشار الى ان اخلاق المسلم لا تخدم الا الفضائل وهي حرب على الرذائل وعندما اثنى الله عز وجل على نبيه محمد عليه السلام قال تعالى: " وانك لعلى خلق عظيم " لذا فمن الوجوب في هذه الايام ان توضع مسألة الاخلاق في مقدمة اهتمام علماء الامة لان العالم كله الان بات يفتقد الى سماحة الاسلام والى خلق الاسلام تعيث به تصرفات خاطئة خارجة عن النص تسيء الى دين الله والى خلق المسلم الحميد .
وقال وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتورهايل الدوود، ان رسالة الاسلام جاءت تحمل الخير لكل البشرية وليست محصورة على فئة اوطائفة او عصبة اوجنس وان هذه الرسالة جاءت رحمة للعالمين وينبغي علينا جميعا ان نعمل من اجلها ليكون هذا الدين دين البشرية كلها .
واضاف ان واجبنا اليوم كعلماء ومفكرين هو الوقوف في وجه قوى الظلام والتطرف فامتنا امة وسط وهداية ومحبة لا امة تطرف وتكفير وارهاب، موضحا ان الامم لا تتداعى من خارجها بل من قوى التفتيت في داخلها ومن تحدياتها الداخلية والامم تسقط من داخها لذا فان كل واحد منا على ثغرة من ثغور الامة والوطن.
واكد مدير معهد المعارج الاسلامي الشيخ عون القدومي ان رسالة المعهد هي تقديم وجبة مجتمعية لكافة اطياف المجتمع والمساهمة في الدفاع عن الدين الحنيف في وجه موجة طوفان العولمة الذي دخل الى الافكار والديار والاجيال وخرب ما شاء له ان يخرب .
واوضح ان المعهد بجهد منتسبيه ومعاونيه و الاجهزة الرسمية التي تؤازره يقوم الان على تعرية ظاهر التطرف والتكفير بدءا من جذورها ومراحلها المتمثلة بالتنظير والتكفير وانتهاءا بالتفجير وان نقدم رسالة السلم للعالم كله لنجدد للامة المعاصرة دورها الفعال في الحياة .
وقال مفتي الديار العراقية الاسبق الشيخ الدكتور عبدالملك السعدي، ان القران الكريم سمي قرآنا لانه جمع واقرن كل الفضائل وقدم للناس ما هو خيرفهذه الامة تتسم بالخيرية انطلاقا من قوله تعالى: " كنتم خير امة اخرجت للناس " حيث ان كنتم هنا تفيد الاستمرارية والبقاء وليس الانتهاء وضمت هذه الاية الكريمة ثلاث خصائل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله ومما يؤسف له هذه الايام ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقع في غير اهله فانقلب المعروف منكرا والمنكر معروفا .
واكد الشيخ الحبيب ابو بكرمن اليمن ان ما تعانيه الامة اليوم هو ازمة اخلاقية لعدم العمل بالقيم الحميدة التي حث عليها ديننا الحنيف واختلال منظومة القيم بفعل ما يتم استيراده من قيم امم اخرى لتنامي دور وسائل الاتصال الحديثة والغزو الفكري الذي طال كل شيء.
واوضح الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي من رابطة علماء الشام ان ما يميز الانسان على هذه الارض هو قدرته الفكرية والتي جعلته مستخلفا فيها لاعمارها لا هدمها والانسان ان لم يطلب العلم يهبط من انسانيته ليصبح جسدا ميتا وليس بحي وان البشرية كلها تتمنى السلامة والسعادة والاستمرار ولكي تصل الى هذه الغايات على الانسان ان يستجيب لاوامر الدين ونواهيه التي تنظم معالم الحياة الانسانية .
ونوه الى ان اليأس ليس من الدين في شيء وان حالة الامة صعبة حقا في الوقت الحاضر لكنها ابدا لا تدفع المؤمن للياس والاحباط وحسن الظن بالله الذي هو من اخلاقيات المسلم الصحيحة، مشيرا الى ان سلامة وجود الانسان هي بالاستقامة التي تزيل العقبات والعمل الصالح.بترا