التوحد: الشمول وتنوع النظام العصبي شعار اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد

تم نشره الجمعة 01st نيسان / أبريل 2016 06:22 مساءً
التوحد: الشمول وتنوع النظام العصبي شعار اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد

المدينة نيوز - :  يشارك الاردن دول العالم يوم غد الثاني من نيسان، الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد والذي سيكون تحت شعار " الشمول وتنوع النظام العصبي"،بهدف تاكيد حق الأطفال المتوحدين في الحصول على البرامج التعليمية والتاهيلية والتدريبية المتميزة .

ويرى المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين ،في بيان له بهذه المناسبة ،أن التوحد يعد اضطرابا نمائيا، يؤثر في الفرد في الجوانب الاجتماعية واللغوية والسلوكية كافة في مرحلة الطفولة، كما يعد من الاضطرابات المعقدة التي يكتنفها الكثير من الغموض فيما يرتبط بالأعراض والدلالات وتداخله مع اضطرابات وإعاقات أخرى الأمر الذي دفع الباحثين والمتخصصين ليطلقوا عليه اسم "الإعاقة الغامضة".

ويعتبر التوحد حالة من القصور المزمن في النمو الارتقائي للطفل، يتميز بانحراف وتأخر في نمو الوظائف النفسانية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية واللغوية، وتشمل الانتباه، والإدراك الحسي، والنمو الحركي،حيث تبدأ الأعراض خلال السنوات الثلاث الأولى، ويحدث في كل المجتمعات بصرف النظر عن اللون والاصول العرقية او الطائفية او الخلفية الاجتماعية، ولم تكتشف حتى الان العوامل السيكولوجية والبيئية المسببة للاصابة بالتوحد، بل يغلب الظن بان العوامل المسببة ذات جذور عضوية في المخ والجهاز العصبي المركزي.

ويشير البيان الى ان نسبة انتشار اضطراب التوحد عالميا، تقدر ما بين 2– 5 بين كل "1000 شخص، وينتشر بين الذكور أكثر من الإناث، حيث تقدر هذه النسبة 4 : 1 لصالح الذكور.

ويعتقد الباحثون أن الطفل قد يصاب بالتوحد بسبب عوامل بيئية كظروف في الحمل والولادة أو نقص الأكسجين عند الولادة أو أخذ بعض اللقاحات أو نقصانها أو من خلال انتقال بعض الفيروسات والأمراض المعدية التي قد تزيد وتتحول إلى توحد أو بسبب تناول بعض المواد الكيميائية السامة، أو خلل في المناعة.

ويعتمد تشخيص اضطراب التوحد على استخدام مجموعة من الاختبارات والادوات التي ترتكز على جانبين هما الملاحظة السلوكية للطفل ومقابلة الاسرة.

وعمل المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين ،بحسب البيان على دعم الطلبة ذوي اضطراب التوحد في المؤسسات التي تختص بهم، ودعم هذه المؤسسات على استحداث صفوف للطلبة ذوي اضطراب التوحد وتوفير المستلزمات الخاصة ببرامجهم وفق الية معتمدة لدى المجلس.

كما اصدر المجلس معايير الاعتماد الخاص لبرامج وخدمات التوحد التي تهدف الى رفع جودة الخدمات المقدمة وتدريب الكوادر على تطبيق تلك المعايير،حيث عقد مجموعة من الدورات التدريبية حول التشخيص والطرق العلاجية لإضطراب طيف التوحد، بالإضافة للدورات التدريبية الموجهة لأمهات الأطفال ذوي اضطراب التوحد حول آليات الكشف المبكر ،وتعديل السلوك التطبيقي.

ويقول رئيس جمعية مساندة ودعم الافراد التوحديين واسرهم الخيرية علي حيدر مراد، ان الدراسات العالمية اظهرت ان من بين 200 طفل يأتي طفل واحد مصاب بالتوحد، مشيرا الى ان درجات الاصابة تتفاوت من شخص لاخر.

ويشير الى اهمية اليوم في زيادة توعية الاهالي والمجتمع بهذا المرض، وطرق التعامل مع الاشخاص المصابين، مبينا ان هناك العديد من العقبات التي تواجه الاهالي في اكتشاف المرض تتمثل بعدم وجود التشخيص المبكر في المستشفيات، اضافة الى قلة التوعية باعراض المرض وطرق التعامل معه والمعلومات حول هذا المرض . ويقول وهو والد احد الاطفال المصابين انه اكتشف اصابة طفله بعمر الثلاث سنوات من خلال ملاحظته لسلوكه والاعراض المصاحبة للمرض، ما ادى الى الاسراع بالبحث عن الوسائل للتعامل مع هذا المرض واخضاع طفله للعديد من الدورات والجلسات التي تعمل على تعديل السلوك والانخراط بالمجتمع .

ويشدد على ضرورة التوعية والتعليم بطرق معالجة المرض وتصحيح تصرفات الاطفال منذ الصغر للتقليل من الاعراض، مشيرا الى الاطفال الذين يخضعون للجلسات والدورات اصبحوا على تواصل مع المجتمع ومكنتهم من الالتحاق بالمدارس .

وتعتبر أخصائية تحليل السلوك التطبيقي/ مديرة ضبط الجودة في الأكاديمية الأردنية للتوحد عروب الطوالبه،ان زيادة التوعية بهذا اليوم خطوة ايجابية ومهمة في زيادة التثقيف الاسري والمجتمعي بالأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد،والتوعية حول ماهية التوحد وأسبابه وأعراضه وأهمية التشخيص المبكر للتدخل العلاجي المبكر،وتصحيح المفاهيم الشائعة في المجتمع، وتوعية الأسر بكيفية التعامل مع هذه الفئة وتعريفهم بأحدث البرامج التي توصل إليها العلم في كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال.

وتوضح ان اضطرابات طيف التوحد تعتبر من الإعاقات النمائية العصبية التي تشترك في كثير من الخصائص الأساسية فيما بينها، وتضم هذه الاضطرابات متلازمة أسبرجر واضطراب التفكك الطفولي والاضطراب النمائي الشامل غير المحدد.

وتشير الى ان المدى العمري لظهور أعراض التوحد يكون ضمن الطفولة المبكرة (8 سنوات), بحيث تؤثر الإصابة باضطراب طيف التوحد على قدرة الطفل على التواصل اللفظي وغير اللفظي، وفهم اللغة، واللعب مع الآخرين والتواصل معهم.

وتوضح انه في الوقت الحالي لا يوجد أي فحص أو اختبار طبي يستند إليه في تشخيص اضطراب طيف التوحد, ولكن يتم تشخيص اضطراب التوحد من خلال تقييم سلوكي يقوم به فريق مدرب يتكون من طبيب الأطفال, وأخصائي علم نفس, وأخصائي علاج سلوكي, وأخصائي نطق ولغة, وأخصائي علاج وظيفي، وفي كثير من الأحيان الأهل هم أول من يلاحظ أن طفلهم يظهر سلوكيات غريبة مثل عدم التواصل البصري, وعدم الإستجابة لاسمه, أو اللعب بالدمى والألعاب بطريقة نمطية متكررة غير عادية وخاصة في عمر الطفولة المبكرة.

وتشجع طوالبه الأهل على إحالة طفلهم إلى المختصين وترك المخاوف والإنكار حتى يتم تشخيص طفلهم مبكرا ،وإتاحة الفرصة للعلاج والتأهيل من خلال برامج التدخل المبكر، مشيرة الى ان الهدف من التقييم التشخيصي هو تحديد ما إذا كان الفرد تنطبق عليه المعايير التشخيصية لاضطراب طيف التوحد وفقا لما تم اعتمادها في الدليل الإحصائي والتشخيصي والتي تتضمن قصور في التواصل الإجتماعي والتفاعل الإجتماعي وصعوبات في الأنماط السلوكية والاهتمامات والأنشطة المحدودة والتكرارية والنمطية, وذلك للحصول على المعلومات الكافية من أجل تصميم خطة العلاج المناسبة له.

وتبين ان اهم العقبات التي تواجه مصابي التوحد تتمثل في ضعف الوعي الأسري والمجتمعي و أدوات التشخيص دون المستوى المطلوب والذي بدوره يعيق عملية التدخل المبكر لعلاج هذه الفئة اضافة الى عدم توافر نصوص موثقة بأخلاقيات وقوانين التعامل مع هذه الفئة سواء كانت المعاملة من قبل الأهالي أو مؤسسات رعاية الأفراد المشخصين به .

ويؤكد مدير مركز الخزامى للحالات الخاصة الدكتور ابراهيم ابو عليم، أهمية الكشف المبكر و اجراء التشخيص الدقيق للوقوف على حجم الاحتياج الفعلي ورسم البرامج العلاجيه طبياً و تربوياً و نفسياً و اجتماعياً،مبينا انه من خلال المعايشه الميدانيه نرى حالات التحسن و التقدم و الامكانيه الفعليه لدمجهم في المجتمع،ليكونوا متفاعلين و معتمدين على الذات ،مما يتطلب جهداً تشاركياً بين المؤسسات و الاسره.

يشار الى ان تسمية هذا اليوم تم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنهاية عام 2007 ، وهو أول يوم عالمي يخصص لمرض التوحد. ويهدف إلى التعريف بمرض التوحد، ودعوة الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الدولية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني إلى نشر الوعي العام بهذا المرض.

(بترا) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات