12 صورة "نادرة" ترصد انفعالات جمهور أم كلثوم أثناء الحفلات
المدينة نيوز:- دقائق وتُفتَح الستار، جملة يأخذ بعدها الحضور أماكنهم، يعدلون جلستهم، وينهون نقاشاتهم الجانبية بين بعضهم البعض قبل بدأ الحفل الساهر الذي قدموا إليه من كل حدب وصوب. يتأهبون الآن للحظة حاسمة يفضح فيها الستار سره، كاشفًا عن لوحة عرضية صُممت خصيصًا لإمتاع الناظر والسامع، تحتل أرجائها فرقة شرقيّة تشكل قوسًا كحال صَدفة مفتوحة في قلب المحيط، تتوسطها لؤلؤة، أو كوكب دري، تجلس على كرسي خشبي، في انتظار دقة الحسم، من عود قصب، أو قانون صالح، لتقف شامخةً، تشدو وتُطرِب، وتُسمع الصم الغناء، القادم من الشرق، قلب الشرق، مصر، ليغزو جميع أنحاء العالم، ويحق عليها القول بأنها «كوكب الشرق».
جمهور أم كلثوم بالكاد لم يكن كأي جمهورٍ عادي ذهب مثلاً لحضور حفل من حفلات أضواء المدينة، أو ليالي التلفزيون، التي عهدناها في التلفزيون المصري فترة من فترات عمرنا، لكنه كان مميزًا في كل تصرفاته، إيحاءاته، وتفاعلاته عقب كل جملة تنطقها الست، إما بإنفعالات جسدية صامته، أو آهات وتأوهات ترج أصدائها أرجاء المكان، لتعلو وتعلو مع تجليات الست وفرقتها، حتى أن معظمنا يتذكر تماما صيحة الرجل المغمور صاحب مقولة «عظمة على عظة يا ست»، في لحظة يسود فيها الصمت مسرح الحدث، إلا صوت هذا الشخص، وآخرين قرروا أن يخرجوا عن صمتهم ووقارهم بصرخة تعكس مشاعرهم المتأثرة بجملة شعرية أو موسيقية أصابة قلبهم في مقتل.
حتى هيئتهم كانت مميزة، ما بين فساتين مزركشة، وتسريحات شعر مهندمة، وبزّات رسمية، وكأنهم يتأهبون لحضور مؤتمر كبير، أو مراسم تتويج واحتفالات رئاسية لا تقبل بغير الحضور بالملابس الرسمية. وفي حين أنهم كانوا في حِلٍ عن الإلتزام بذلك، مع ذلك لم يفكروا في التخلي عن أناقتهم لتوازي أناقة حفلٍ ساهر تحييه سيدة بقامة وقيمة كبيرة، ترتدي أجمل فساتينها، وتختار أعذب الكلمات والألحان لتغنيها من أجل إمتاعهم.
المتعة المتكاملة تلك، يستشعرها الآن مشاهد من بعيد، في زمان غير الزمان، عندما يتابع حفلات الست في التلفاز بعد مرور أكثر من 40 عامًا على رحيل بطلة العرض، السيدة أم كلثوم، فيمتدحها، باكيًا على أيامٍ بهذا الجمال فاتته ولم تعد كذلك، مكتفيًا بالتقليب في الصور التي تحيي الذكرى، ومتابعة حفلاتها من شاشة صغيرة، على أمل أن تأخذه روحه إلى هناك، فيذوق متعة الجلوس في رحابها، ببزة رسمية، أو فستان مزركش، متخيلاً أنه لو بين الحضور لن يكون أقل منهم شغفا، وتفاعلاً.
من هذا المنطلق، تحاول «المصري لايت» من خلال هذا التقرير، أن تنقلك إلى صفوف جماهير أم كلثوم الغفيرة، بعرض بعض صور تفاعلات الحضور مع أغانيها داخل حفلاتها، والتي طالما تمنيت أن تكون بينهم يومًا بنفس الهيئة والشغف.
12.
11.
10.
9.
8.
7.
6.
5.
4.
3.
2.
1.
