مورو محاضرا في "شومان": الإسلام انتشر بالعلم والتسامح لا بالسيف

المدينة نيوز:– قال نائب رئيس مجلس النواب التونسي المفكر الإسلامي عبد الفتاح مورو ان الاسلام استقر بنشر العلم والمعرفة والتسامح لا بالقتل والارهاب.
واضاف مورور في محاضرة بمنتدى عبد الحميد شومان، امس الاثنين، بعنوان (الاسلام وتحديات العصر)، ان العقل الإسلامي يستطيع أن يبدع وأن يقدم للبشرية نتاجا راقيا، لافتا إلى أن الخلل اليوم ليس في العقل نفسه، بل في المسارات التي سلكها وأبعدته عن سياقات التطور والحضارة والرقي.
وعرض مورو الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الشعب التونسي خلال المحاضرة التي قدمه فيها الدكتور كامل أبو جابر، لمظاهر التخلف العديدة التي تسود العالم الإسلامي حاليا، وما تظهر عليه من ضيق الأفق الذي بات يحكم نظرته للأمور خصوصا في مجالات التنوع الإثني وقبول الآخر.
ودعا المحاضر الى اهمية إعمال العقل في جميع شؤون الحياة وهو ما سوف يقود الاسلام من جديد إلى سلم الرقي والحضارة، مؤكدا أن الإسلام في عصوره الذهبية شمل الجميع برعايته؛ مسلمين ومسيحيين ويهودا، وأن الجميع عاشوا تحت حمايته وفي ظله، لأنه أراد هذا التنوع الذي يمنحه قوة على قوة.
وانتقد المحاضر ما يجري من تقتيل وتشريد واغتصاب تقوم بها مجموعات باسم الإسلام بدعوى إقامة الدولة أو الخلافة الإسلامية، رافضا مقولات إن الإسلام استقر وانتشر بالسيف والقتل، بل تسنّى له ذلك من خلال نشر العلم والمعرفة.
واشار الى دور جامعة ومسجد القيروان التي كانت أقدم جامعة في العالم حيث استطاع الإسلام أن يرشد الناس إلى العلم والمعرفة ما حببهم به ورغبهم في دخوله.
ودعا الشباب إلى تحريك فكرهم والانطلاق من واقعهم في التفكير بما يناسب مجتمعاتهم ليساهموا في بناء إعمار الكون، مؤكدا أن التغيير يكون بالمعرفة وتفتيح العقول، لا بتعطيلها وتسليمها للعرافين ومفسري الأحلام ومدعي إخراج الجن من البيوت والأجساد.
وقال ان التغيير قادم لا محالة لأن العلوم بدأت تملأ العقول.
واضاف أن التغيير لا يبدأ إلا بالمعرفة، وضرورة النظر في نصوص القرآن الكريم من أجل قراءة تفسيرية جديدة لها، مؤكدا أن التجديد في تفسير النصوص القرآنية لا يمكن أن يتم إلا بآليات المعرفة التي نعيشها اليوم.
وأوضح ان التجديد يعني أن نفهم النص بعلومنا الحديثة كما أن العلوم الإنسانية وعلى رأسها الفلسفة هي العلوم التي تصنع العقل وتبني المنهج السليم في التطور والتنمية، مبينا ان عبادتنا الكبرى هي التفكر، والقرآن هو رياضة للعقول وهو نص مفتوح لا للتلقين.
(بترا)