جودة يشارك باجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي

تم نشره الثلاثاء 12 نيسان / أبريل 2016 03:16 مساءً
جودة يشارك باجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي
ناصر جودة

المدينة نيوز:- شارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة باجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي الذي انعقد في اسطنبول اليوم الثلاثاء.

وبحث الاجتماع جدول اعمال قمة منظمة التعاون الاسلامي الـ 13 التي تنعقد يومي الخميس والجمعة القادمين بحضور اكثر من 30 رئيس دولة وحكومة تحت شعار (الوحدة والتضامن من اجل العدل والسلام) والذي يتضمن العديد من القضايا والموضوعات المهمة للعالم الاسلامي، ومن ابرزها القضية الفلسطينية، ومحاربة الارهاب والتطرف الى جانب برنامج عمل منظمة التعاون الاسلامي حتى عام 2025.

وقال جودة في كلمة له اثناء الاجتماع، ان انعقاد الدورة الثالثة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي يأتي في وقت تشهد فيه دولنا تحديات جسيمة تهدد أمنها واستقرارها، وعلى رأسها الإرهاب والتطرف العنيف الذي يعاني من ويلاته وجرائمه المسلمون والعرب أكثر من غيرهم من الأديان والأعراق الأخرى، ما يشكل دافعاً لنا للعمل والتعاون سوياً على تسخير وتكامل جميع إمكاناتنا وقدراتنا لمكافحتهما والتصدي لهما ضمن إستراتيجية موحّدة عسكرياً وأمنياً وفكرياً وايدولوجياً.

واكد ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله سيبقى في طليعة كل جهد دولي وإقليمي لمجابهة عصابات الإرهاب والتطرف العنيف ودعاة وأتباع الفكر المتطرف في كل مكان ووفق نهجٍ شمولي يأخذ بعين الاعتبار المجابهة العسكرية والأمنية والفكرية لافتا الى مقولة جلالة الملك بأن الحرب على هذه العصابات وخوارج العصر؛ هي حربنا نحن العرب والمسلمين في المقام الأول، وبأنها "حرب عالمية ثالثة ولكن بوسائل أخرى".

واشار جودة الى ان جهود التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب الذي تشكل في أواخر عام 2014  استطاعت الحد من إمكانات هذه العصابات خاصة عصابة "داعش" الإرهابية،  إلا أنه ما يزال علينا العمل معاً من أجل التصدي بشكل أكثر فاعلية لمسألة استمرار تدفق ما سمي بالمقاتلين الأجانب، وتعزيز قدرة الأطراف المحلية على محاربة عصابة "داعش".

وفي هذا السياق، رحب ودعم الأردن جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة لتشكيل "التحالف العسكري الإسلامي" لمكافحة الإرهاب الذي نشارك به كتحالف وندعم كل الجهود الدولية للتصدي للمجرمين.

وقال جودة: وفي الإطار ذاته لا بد من التأكيد على أن معركتنا مع الإرهاب تتطلب منا البحث في جذور وأسباب انتشاره للقضاء عليه.

وبين إن الفوضى في مناطق النزاعات والانقسامات الطائفية وسياسات التهميش والإقصاء وتفتيت الدول وتقسيمها تشكل الأرضية الخصبة للإرهاب والتطرف، مثلما أن الإخفاق في حل القضية الفلسطينية وعدم إيجاد حلول للنزاعات الأخرى في المنطقة، وفي مقدمتها الحرب في سوريا، يعزز الشعور بالظلم والإحباط ويخلف التطرف والإرهاب.

وقال اننا ومن هذا المنبر، نذكر بدعوة جلالة الملك للعالم بدعم الشعوب المسلمة في منطقة البلقان والاهتمام بها للحيلولة دون أن تنالها الأفكار المتطرفة التي قد تتحول إلى عنيفة وإرهابية.

واكد جودة ان الاردن ادرك مبكراً أهمية البعد التنويري والعقائدي، وضرورة إبراز المنهج الإسلامي القائم على احترام التنوع، وإعلاء قيم الحوار والانفتاح واعتدال الخطاب الديني، ولذلك قام الأردن بإطلاق "رسالة عمان" ومبادرة "كلمة سواء"، "والأسبوع العالمي للوئام ما بين الأديان" الذي تبنته منظمة الأمم المتحدة.

وقال جودة ان الاردن يؤكد ضرورة التركيز على تحصين فئة الشباب، أمل الأمة وبناة المستقبل، وأهمية تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن رقم 2250 الصادر في شهر كانون أول 2015 حول "الشباب والأمن والسلام"، بناءً على المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني أثناء رئاسته لمجلس الأمن في شهر نيسان عام 2015، والتي نرحب بها في إعلاننا اليوم.

وفي هذا السياق نؤكد أيضاً دعمنا لقمة القادة الشباب التي تعقد على هامش مؤتمرنا هذا، والتي يشارك بها وفد أردني، تجسيداً لرؤية الأردن في دعم الشباب، قادة المستقبل، في العالم الإسلامي وتوفير الفرص لهم.

واضاف جودة: اننا يجب ان لا ننسى تحدياً آخر علينا التعامل معه بطريقة أكثر فاعلية، وهو معركة الفضاء الإلكتروني، لمنع عصابة "داعش" من تجنيد أعضاء جدد على مستوى العالم والتغرير بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتمويلهم للسفر إلى سوريا والعراق وغيرها من الدول بالاضافة الى استخدام هذا الفضاء للاتجار بالإرث الثقافي وتحقيق أرباح بمئات الملايين من الدولارات سنويا.

واعاد جودة تأكيد الاردن على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية وجوهر الصراع في المنطقة والسبب الرئيس لعدم الاستقرار كما يؤكد الأردن أهمية استئناف المفاوضات الجادة والملتزمة والمحكومة بسقف زمني للوصول إلى اتفاق يفضي إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية على التراب الوطني الفلسطيني وعلى حدود خطوط الرابع من حزيران عام 1967، استناداً إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وبشكل يحفظ ويحقق المصالح الحيوية العليا للأردن المرتبطة بهذه القضايا كلّها وخاصة قضيتي القدس واللاجئين.

وقال إن القدس الشرقية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف تشكل للأردن أولوية قصوى ونؤكد مجدداً أن الأردن بقيادة جلالة الملك، هو الوصي على جميع هذه المقدسات، وسيتصدى بكل حزم، كما كان على الدوام، لكل ما من شأنه أن يمسها وفقاً لهذه الرعاية والوصاية الهاشمية التاريخية.

واضاف اننا أكدنا بشكل مباشر للعالم بأن الأردن يحتفظ بكافة الخيارات لاتخاذ جميع الإجراءات السياسية والقانونية للوقوف بوجه الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في القدس، واعتبار كافة الإجراءات الإسرائيلية بهذا الخصوص لاغية وباطلة بطلاناً مطلقاً، ومعدومة الأثر قانونياً وسياسياً، كونها صادرة عن "قوة احتلال" لا يجيز لها القانون الدولي ولا الشرعية الدولية، القيام بتلك الاعتداءات والانتهاكات بأي شكل كان.

واشار جودة الى ان الاردن نجح من خلال عضويته في مجلس الأمن، باستصدار بيان من المجلس العام الماضي استُخدِمَ فيه، ولأول مرة، مصطلح "الحرم الشريف" بدلاً من "جبل الهيكل"، ودعا إلى الحفاط على الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف، وعدم المساس به كما كان لحراك الأردن الفاعل في منظمة اليونسكو بالغ الأثر في إصدار العديد من القرارات التي تدين السياسات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس وتطالب بوقفها الفوري والكف عن تغيير معالم المدينة وطمس هويتها التاريخية ومحاولة تهويدها والتأكيد على أن المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف مترادفان لمعنى واحد.

واوضح جودة انه مع دخول الأزمة السورية عامها السادس، يؤكد الأردن موقفه الثابت منذ البداية، والداعي إلى أهمية التوصل إلى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا، ووحدتها الترابية، وبمشاركة كافة مكونات الشعب السوري، ويوفر البيئة المناسبة لعودة أبنائها إليها، ويلبي تطلعات شعبها سياسيا ويسهم في القضاء على الإرهاب والتطرف في سوريا، مؤكدا أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار رقم 2254 للعام 2015 المعني بإطلاق عملية سياسية جادة تفضي إلى تحقيق الحل السياسي استناداً إلى بيانات مجموعة الدعم الدولية، وبناء على مقررات مؤتمر جنيف 1، وأهمية استمرار الأطراف السورية بالالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2268 للعام 2016، والذي صادق على وقف العمليات القتالية في سوريا، وكذلك الالتزام بقرار مجلس الأمن 2258 الداعي إلى استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ونرحب بالعودة للجولة الثالثة من المفاوضات.

واكد ان أزمة اللاجئين السوريين تعد قضية ملٌحة، وعلى المجتمع الدولي العمل على حلها أو التخفيف من آثارها، فهي من أكبر المآسي الإنسانية في عصرنا، والأردن هو الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، نتيجة استقباله أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري يشكلون حوالي 21 بالمئة من سكانه، ترتب على استضافتهم أعباء اقتصادية وأمنية، وضغوطاً شديدة على موارده المحدودة أصلاً واستنزافاً لأكثر من ربع موازنته السنوية، بالإضافة إلى الانعكاسات الأخرى على المجتمعات المحلية والبنى التحتية.

وقال جودة ان الاردن قدم في مؤتمر لندن للمانحين في شهر شباط الماضي اقتراحاً لاعتماد نهج جديد للتعامل مع أزمة اللاجئين لا يقتصر فقط على إيلاء موضوع اللاجئين ومساعدتهم الأولوية بل يعطي أهمية أخرى للمجتمعات المستضيفة على حد سواء، فأصبحت ترتكز على آلية تعامل شمولي وطويل الأمد، يهدف إلى جذب الاستثمار وتحفيز النمو، وزيادة المنح المالية.

واكد ان الاردن إذ ينظر لمؤتمر لندن على أنه محطة هامة نأمل منها استجابة العالم الفاعلة والعملية للتبعات الإنسانية للأزمة السورية، فإنه يكرر شكره وتقديره لدولة الكويت الشقيقة على استضافة المؤتمرات الدولية الثلاث الأولى للمانحين، ويدعو الدول المانحة إلى ضرورة الوفاء بتعهداتها التي أعلنتها والتزمت بها خلال هذا المؤتمر، إذ لم يتجاوز ما وصل من دعم للدول المستضيفة ما نسبته 48 بالمئة من مجموع التعهدات الدولية لغاية الآن.

واكد جودة دعم الأردن للأشقاء العراقيين في مساعيهم الرامية لترسيخ الأمن والاستقرار في بلدهم، وجهودهم لتحرير المدن والقرى من سيطرة عصابة "داعش" الإرهابية ودحرها، وهو أمر يتطلب دعم الوحدة الوطنية لتحقيق المصالحة بين مختلف أبناء الشعب العراقي الشقيق والاستمرار في دعم الإصلاح السياسي والاقتصادي.

وفيما يتعلق باليمن، قال جودة: إننا نرحب بمبادرة وقف إطلاق النار وسيواصل الأردن دعم الشرعية في هذا البلد الشقيق، وشارك الأردن من خلال عضويته في مجلس الأمن في صياغة واعتماد قرار المجلس رقم 2216 لحل الأزمة في اليمن، مؤكدين أن الحل السياسي يجب أن يستند إلى عناصر المبادرة الخليجية ومخرجات لجنة الحوار الوطني اليمنية.

وعبر عن ترحيب الأردن بتشكيل حكومة الوفاق الوطني، ودعمه للجهود الرامية إلى استتاب الاستقرار والأمن، ودعوة كافة الأطراف الليبية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية نحو وطنهم، والتكاتف لإرساء الأمن والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على أمن واستقرار دول الجوار.

وبالنسبة لأوضاع مسلمي "الروهنغيا" في "ميانمار"، اشار جودة الى ان الاردن ما زال يشعر بالقلق إزاء أوضاعهم هناك، إذ لم نلاحظ تغييرات ملموسة على مسألة استمرار حالات التمييز وانتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة، والعنف والحرمان الاقتصادي، ومنعهم من الحصول على الجنسية، ومن هنا، نجدد دعوتنا لكافة الأطراف الإقليمية والدولية للضغط على السلطات في "ميانمار"، لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، وشرائع حقوق الإنسان.

واشار الى ان الاردن يرحب باعتماد المؤتمر لوثيقة التعاون الإسلامي 2025 لتعزيز التعاون بين الأعضاء، وبمقترح إنشاء آلية للتنسيق حول المساعدات الإنسانية بين الدول الأعضاء، ويدعو إلى التعاون ما بين المنظمة وهيئات الإغاثة في الدول الأعضاء، ومنها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، للمساهمة في مد يد العون لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية.

وقال لا بد أن نستذكر تعاليم ديننا الحنيف التي تدعو إلى الإحسان والتسامح والاعتدال ونبذ العنف والكراهية، أمام محاولات خوارج هذا العصر الذين يسعون، ومعهم أعداء الدين، إلى الإساءة إلى ديننا وتشويه حقيقة وصورة هذا الدين العظيم مستشهدا بقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) صدق الله العظيم.

وكان جودة قد وقع على تعديل ميثاق منظمة التعاون الاسلامي بعد ان استكمل الإجراءات القانونية، وذلك على هامش أعمال الدورة الثالثة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات