«ريجيني» جديد في مصر...

المدينة نيوز:- تنتظر مصر أزمة جديدة مع دول الغرب، بعد حادث مقتل جوليو ريجيني، لتضاف إلى سلسلة الأزمات التي تكبل الدولة وتعيق سيرها نحو الاستقرار.
قبل يومين فقط على زيارة فرانسوا هولاند إلى مصر، خرجت أم فرنسية إلى وسائل الإعلام ومنظمات حقوقية، لتشكك في رواية الشرطة المصرية حول حادثة مقتل ابنها في مركز شرطة عام 2013.
إريك لانج
نيكول بروس هي والدة "إريك لانج"، الموظف والباحث في المركز الفرنسي بالقاهرة، الذي قتل عن 49 عامًا قبل 3 سنوات، وقالت حينها إنه قُتل داخل قسم للشرطة، عندما اعتدى عليه 6 سجناء داخل غرفة الحجز، لكن "نيكول" تقول إن هناك حقيقة أخرى غائبة في القضية.
وقُتِل إريك، في 13 سبتمبر 2013، أثناء احتجازه في قسم شرطة قصر النيل، حيث أعلن الأمن أن المواطن الفرنسي تعرضه لضرب مبرح من رفاقه في الزنزانة، بعدما اعتقلته السلطات، بسبب عدم التزامه بحظر التجول حينها، وكان إريك - حسب والدته - مدرسًا للغة الفرنسية، وباحثًا يكتب بانتظام تقارير عن الأوضاع في مصر، ونشر بعضها عبر صفحته على فيس بوك.
وأكدت والدة إريك، أن القضاء المصري، برّأ ابنها من أية تهمة بعد يوم من اعتقاله، لكنه استمر في الحبس دون أسباب واضحة، متهمة السفارة الفرنسية بأنها لم تقم بما ينبغي فعله لإعادته إلى بلاده، ويقول رافاييل كيمف، محامي العائلة، إنه أصبح منذ قرار إطلاق سراحه في حالة "اعتقال تعسفي".
وأشارت نيكول إلى أنها رفعت دعوى قضائية ضد وزير الداخلية وضابطين من الشرطة بتهمة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.
مسار جديد
وربما التحقيق في حادث مقتل المدرس الفرنسي مسارًا جديدًا الآن، بسبب الزيارة المرتقبة للرئيس فرانسوا هولاند إلى مصر، الأحد المقبل.
وقال الناطق الرسمي باسم وزير الخارجية الفرنسي، إن بلاده تتحرك في باريس والقاهرة، حتى تُسلط كل الأضواء على هذه المأساة.
تسليم الجناة
وأضاف الناطق الرسمي أن وزير الخارجية الفرنسي "طالب السلطات المصرية بضمان عدم إفلات أي أحد من العقاب وتقديم المسئولين عن الحادث إلى العدالة، ونحن في تواصل مع عائلته التي نكرر لها كل تضامنًا معها".
غير أن الأم نيكول تتهم الحكومة الفرنسية بعدم القيام بالواجب وتقديم المساعدة لابنها عندما كان يتوجب إطلاق سراحه، حيث تقول إنه "تم اعتقاله وتعذيبه وقتله من دون أي سبب".
وأضافت أن السلطات لم تساعد حتى في تسلّم جثمان ابنها المقتول، بل تم إخبارها بأن هذا مسئوليتها.
طالبت نيكول الرئيس الفرنسي بأن يعيد فتح قضية ابنها مع المسئولين المصريين، قائلة: "نريد الحصول على محضر التحقيق، ومعرفة سبب اعتقاله التعسفي، ومن كان المسئول عن ذلك".
ناطق في الخارجية الفرنسية قال إن القنصل العام في القاهرة "يتابع التحقيقات في القضية منذ 2014 ويتواصل بشكل منتظم مع محامي الأسرة"، وأشار إلى أن الجلسة الأخيرة لمحاكمة المتهمين (من السجناء الجنائيين) عُقدت في 8 فبراير 2016، وأجلت إلى 15 مايو 2016 المقبل.
جوليو ريجيني
يُذكر أن العلاقات بين القاهرة وروما تعيش أسوأ أيامها بعد العثور على جثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قرب القاهرة في فبراير الماضي، وقامت روما باستدعاء سفيرها بالقاهرة وسط توقعات بتصاعد الأزمة.