القدس جبهة أخرى للثورة العربية الكبرى
المدينة نيوز:- لم تغب القدس والمقدسات الإسلامية في فلسطين عن أجندة الشريف الحسين بن علي فيما كانت جيوش الثورة العربية الكبرى تناضل لاستقلال البلاد العربية وحماية القداسة والإرث العربي.
أطلق الشريف الحسين بن علي الإعمار الهاشمي بتبرع شخصي قدره 38 ألف دينار مدشنا معركة مفتوحة لحماية المدينة المقدسة ضد التهويد.
ويقول أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان ان الشريف حسين استجاب لنداء المجلس الإسلامي الأعلى الذي كان يعتبر منظمة إسلامية غير حكومية بتنفيذ هذه المهمة الجليلة حيث كانت القدس ومقدساتها تحت خطر الهدم والإزالة .
ويضيف لــ (بترا) ان الاعمار الهاشمي الأول في مدينة القدس بدأ منذ السنة 1924 بمبادرة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه بالتبرع بمبلغ ثمانية وثلاثين ألف دينارٍ ذهبية لاعمار الرحاب الطاهرة والمحافظة عليها لتبقى القدس مدينة عربية إسلامية، ورمزاً لوحدة الأمة وعنفوانها وازدهارها، وحافزاً فاعلاً في مواجهة الغزاة والمعتدين.
ويقول ان الشريف الحسين بن علي قدم 25 ألف دينارٍ ذهبي من اجل اعمار المساجد، والأوقاف في عموم فلسطين، والمساعدة في المشاريع الخيرية التي تخدم الناس آنذاك.
ويشير إلى أن الشريف الهاشمي الحسين بن علي قدم هذا المبلغ في وقت كان في أمس الحاجة إليه، وهو يقود أحرار الأمة من اجل حريتها وعزتها فكانت القدس عنده بؤرة الاهتمام، وكان لهذا الاعمار الفضل بعد الله تعالى في إنقاذ المسجد الأقصى من الزلزال الكبير الذي ضرب القدس والمناطق الجبلية الفلسطينية الأخرى سنة 1927.
ويضيف ان العمل استمر في هذا الاعمار حوالي ست سنوات على يد المهندس المعماري كمال التركي وكان أهم ما في هذا المشروع هو تغيير الأركان التي كانت تحمل القبة بأركان جديدة.
ويؤكد كنعان أن الاعمار الهاشمي الأول قد فسح المجال أمام الراغبين من ديار الإسلام للمساهمة والمشاركة فيه تأكيدا لوحدة الأمة، والتفافهم حول مقدساتهم وبخاصة في الظروف الصعبة التي كانت تواجهها.
ويقول إنه ما أن تولى المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول، مسؤوليات والده الشريف الحسين بن علي في ظروف سياسية واقتصادية صعبة كانت تعيشها المنطقة، نتيجة للنفوذ البريطاني في المنطقة، وانتداب بريطانيا على فلسطين الذي مهد الطريق أمام اليهود للسيطرة على فلسطين التاريخية تعرّض الحرم الشريف خلال حرب سنة 1948 لأضرار كبيرة. ويضيف ان الملك عبدالله الأول كان أول من أطلق الدعوة لترميم محراب زكريا، وإعادة ترميم المباني المحيطة به التي عانت من أضرار هيكلية خلال الحرب رغم قلة موارد المملكة المالية آنذاك.
ويقول انه في سنة 1949 ساعد الملك عبدالله الأول شخصياً في إخماد حريق كاد أن يدمر كنيسة القيامة حين أمر الحكومة بإعادة ترميمها والعناية بها.
وتولى الملك المؤسس دور سادن الأماكن المقدسة وحارسها طوال فترة حكمه، فقد حافظ على الأماكن المقدسة في القدس ابتداءً من عقد عشرينات القرن الماضي وحتى استشهاده على أبواب الأقصى سنة 1951.
وعن الاعمار الهاشمي الثاني (1954م – 1964م) يقول كنعان انه بتوجيه كريم من الملك الراحل الحسين طيب الله ثراه قامت لجنة الاعمار بدراسة شاملة لأوضاع المقدسات في القدس، ووضع خطة متكاملة لرعاية المدينة المقدسة لتبدأ بذلك عمليات الاعمار الهاشمي الثاني.
واشتمل الاعمار الهاشمي الثاني على اعمار مبنى الجامع الأقصى المبارك، وترميم جدرانه وأعمدته وأروقته وشبابيكه وكل ما يتبع ذلك من مستلزمات زخرفية.
كما شمل الاعمار مبنى قبة الصخرة المشرفة، إذ تم إنجاز الإعمار الهاشمي الشامل لقبة الصخرة المشرفة باستبدال القبة الداخلية الخشبية بقبة من الألمنيوم المذهب.
وتم ترميم المعالم الإسلامية في ساحة الحرم الشريف وما تشتمل عليه من آبار وسبل وقباب ومصاطب ومحاريب.
واشتمل الاعمار في هذه المرحلة على إعادة تكسية قبة الصخرة المشرفة بالألمنيوم الأصفر، وترميم كامل القاشاني الذي يحيط بمبنى القبة من الخارج وما اشتمل عليه من آيات وزخارف، وترميم الزخارف الداخلية في مبنى القبة وما يشتمل عليه المبنى من أعمدة ورخام داخلي.
ويقول كنعان انه بهذا الاعمار الهاشمي عادت قبة الصخرة المشرفة تتلألأ بهاءً وجمالا وقد انتهى العمل من الاعمار الهاشمي الثاني في السادس من آب 1964، وفي السنة ذاتها رعى الحسين رحمه الله حفل الانتهاء من الاعمار في ساحة المسجد الأقصى بحضور ممثلين عن الدول العربية والإسلامية فكان احتفالاً عربياً إسلامياً جامعاً.
(بترا)
