إطعام المحتاجين في رمضان.. الوجبات الجاهزة تحد من خياراتهم

تم نشره السبت 30 نيسان / أبريل 2016 12:02 مساءً
إطعام المحتاجين في رمضان.. الوجبات الجاهزة تحد من خياراتهم
تعبيرية

المدينة نيوز:- في وقت تتزاحم فيه الجهات والجمعيات الخيرية على تقديم وجبات الطعام الجاهزة لمحتاجيها وخاصة في شهر رمضان الفضيل، ترى مبادرات مجتمعية اخرى ضرورة مراعاة رغبات بعض الاسر في اختيار ما تفضله من وجبات عن طريق تقديم المواد الأولية لتقوم الأسر بإعداد وطهي ما يتناسب مع صحة افرادها.

ولا تحبذ أم محمود، تلقي وجبات الطعام الجاهزة، لأن أطفالها في أغلب الاحيان لا يحبون الصنف المقدم، ما يضطرها الى إعداد طعام بسيط لسد رمقهم، اضافة الى معاناة زوجها من ارتفاع ضغط الدم، ما يمنعه من تناول تلك الوجبات.

وتفضل أن يقدم المحسنون والجمعيات المعنية، المواد الاولية لإعداد الطعام بدلا من الوجبات الجاهزة، كون الأم على دراية كاملة بما يحبه أطفالها، ومعرفة كمية الطعام المناسبة لإعدادها، مبينة أن الوجبات الجاهزة لا يتم الاحتفاظ بها في حال زيادتها على عكس الطعام المحضر في المنزل.

وتقول "إننا نتلقى الدعم من عدد من الجمعيات في شهر رمضان، لكننا نجوع في باقي أشهر السنة"، منتقدة نشاط الجمعيات الخيرية في الشهر الفضيل وغيابها في الأشهر الأخرى.

ولأن هناك مرضى من المحتاجين لا يأكلون الطعام مالحا أو مشبعا بالبهارات او الدهون، فقد كانت المبادرة التي أطلقها أخيرا مركز الموسوم للتدريب بعنوان (مكنّي ولا تجبرني)، كدعوة الى المتبرعين لتقديم المواد الاولية للوجبات، بدلا عن الوجبات الجاهزة التي قد لا تناسب بعض الاسر المعوزة.

وتقوم فكرة المبادرة بحسب رئيسة المركز انعام القاسم، على اعتبار الأم في العائلة هي الأعلم بما يفضله أبناؤها من طعام، لذلك فهي الأقدر على طهي الاصناف التي يحبونها بالطريقة التي تفضلها، مشيرة الى أن ذلك يعزز لدى الامهات شعورهن بالأمومة في ممارسة الطهي أمام أطفالهن، وكسب الاجر في الطهي وإطعام أفراد العائلة، "ولأن رائحة الطهي في المنزل لها أثر على الأطفال وتشعرهم بأن والدتهم تقوم بإعداد طعام لذيذ هم يطلبونه"، وفق تفسيرها.

وتبين أن المبادرة موجهة بشكل أساسي إلى المتبرعين بالشهر الفضيل الذين يقدمون وجبات الافطار المكونة دائما من الارز واللحوم للمحتاجين، داعية الراغبين الى التبرع قبل بداية شهر رمضان الفضيل بتوزيع اساسيات الطعام على المحتاجين ولمرة واحدة، لأن من يتلقى التبرع من الفقراء قادر على الطبخ بطريقته، فلماذا نجبره على أكل نوع معين من الطعام بحسب برنامج المتبرع.

وأشارت الى أن توزيع التبرعات العينية على الفقراء له سلبيات من بينها أن من يقوم بالتوزيع هم اشخاص صائمون همهم إنهاء التوزيع بأسرع وقت وكيفما كان لمشاركة عائلاتهم وجبة الافطار، مبينة أن هناك شكاوى من محتاجين بأن المتبرعين يقدمون نفس الطعام يوميا، ولو تم توزيعه بدون طبخ لصنعوا ما يفضلون من أطعمة.

يقول استاذ الدراسات القرآنية بكلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور محمد المجالي، إن الإسلام يشجع على إطعام الطعام عموما، لافتا الى ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حذر من أن يبيت احدنا شبعان وجاره جوعان "فقد برأت منه ذمة الله".

ويؤكد أن الطعام والامن من أكثر حاجات الانسان اهمية، كما قال الله تعالى في سورة قريش "الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".

ويوضح في هذه المسألة ان الانسان يأكل ما يحب، موضحا أنه قد يعاف طعاما ما، مؤكدا أن تقديم المواد الاولية أنفع له في اختيار ما يريد أكله.

ويشير الى اهمية تعزيز مشاعر الاولاد بالأم، إذ أن شعور الاطفال يختلف عندما يأتي الطعام جاهزا كصدقة عما تقوم الأم بإعداده، لكنه لم يقلل من ايجابية توزيع الطعام الجاهز أحيانا من حيث توفير الوقت والمشقة على الأم في إعداد الطعام.

استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش اشاد بمبادرات تقديم الطعام الجاهز وخاصة في الشهر الفضيل لمن يحتاجه، لأنها فكرة تتناسب مع أجواء الشهر.

ويؤكد أن التركيز على الاحسان والمساعدة تريح الأسرة والعائلة من صرف وقت طويل لتحضير وإعداد الطعام، مشيرا الى أن بعض الوقت يمكن ان نستفيد منه في الاهتمام بالأطفال والزيارات وزيادة دخلها اذا كانت تمتلك مهنة.

ويشير الى أن الاسر التي تتلقى تلك الوجبات في أغلب الاحيان تحضر جزءا من المائدة (الشوربة، القطايف مثلا)، اضافة الى ان هذه الاسر تحصل من خلال التبرعات على اكل متوازن يسد حاجاتها الاساسية في الغذاء.

ويقول إن الاسر الفقيرة تحصل على دخل متواضع سواء من صندوق الزكاة أو المعونة الوطنية والجمعيات الخيرية والمحسنين، إذ تستطيع استغلال جزء من هذا الدخل في شراء انواع من الطعام الذي يفضلونه.

 (بترا) 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات