فنانون لا يتابعون «دراما رمضان»

المدينة نيوز:- ما بين بيانات قاعدة مشاهدة الدراما العريضة والمتنوعة، تتغافل البيانات والإحصاءات شريحة صنّاع الدراما ، الذين يفترض أن يكونوا أول متذوقيها على مدار العام، وخلال شهر رمضان خصوصاً، الذي يبقى أكثر شهور العام استيعاباً للأعمال الدرامية المتنوعة، والمختلفة، وبكم يتجاوز لدى المراقبين مفهوم التخمة، والترف الإنتاجي، لاعتبارات كثيرة أهمها التنافس الشديد على كعكة الإعلانات، فالمشاهدون حسب استبيانات الشركات المختصة في البحوث والإحصاءات أوفر عدداً.

لكن المفاجأة أن عدداً كبيراً من الفنانين يزهدون كثيراً في متابعة الدراما في أوقات كثيرة، لاسيما في موسم التخمة الإنتاجية «رمضان»، بل إن بعضهم يكاد يقاطعها تماماً، وربما يكون الاستثناء الأعمال التي يطلون فيها، أو تلك التي يظهر فيها نجم بعينه من زملائهم، وحتى هذه ربما يمر الشهر الكريم دون متابعتها، مكتفين برصد انطباعات إعلامية وجماهيرية عنها في وسائل التواصل الاجتماعي.

وخلافاً لمضمون أمثلة كثيرة تؤكد أن منجزي أي منتج هم أوائل مستخدميه، تتنوع أسباب عدم متابعة العروض الدرامية في رمضان بالنسبة للفنانين، لكن يأتي في مقدمتها الانشغال بشؤون الأسرة والتجمعات العائلية، والخصوصية الروحانية للشهر الكريم، ومحاولة استثمار أوقاته في جوانب عدة، بحيث لا يكون لمشاهدة التلفاز معها ثمة وقت.

تخمة المعروض من الأسباب الرئيسة في هذا الإعراض، ما يجعل المسلسل المفضل في بعض الأحيان معروضاً في توقيت غير مناسب، أو من خلال قناة تبث فواصل إعلانية بشكل مبالغ فيه، كما أن بعض الفنانين يعتبرون هذا الشهر بمثابة إجازة خاصة مع العائلة لاسيما أنه يكون غالباً بعد انتهاء فترات تصوير طويلة، في حين أن بعضهم يبقى مرتبطاً باستكمال تصوير، أو استضافات في بعض البرامج، أو حتى التقديم التلفزيوني نفسه.

وعلى الرغم من أنه يعد المنتج الإماراتي الأبرز في السنوات الأخيرة، إلا أن الفنان أحمد الجسمي، يأتي ضمن قائمة «نجوم لا يتابعون الدراما في رمضان»، حيث يقول: «الأعمال التي أحرص على متابعتها، غالباً ما أتحيّن وقت عرضها الثاني، بعيداً عن الشهر الفضيل لمتابعتها».

وأضاف: «الأمر ليس خياراً مسبقاً بمقاطعة التلفزيون خلال الشهر الفضيل، لاسيما أننا ننتمي إلى صناعة الدراما التي تبقى أكثر نشاطاً من حيث العرض خلال شهر رمضان، بل لاعتبارات كثيرة تختلف من موسم إلى آخر، أولها انه في كثير من الأحيان يكون تصوير بعض الأعمال ممتداً أثناء رمضان، وهو ضغط نفسي وعملي رهيب، لا يترك للمنتج خصوصاً فسحة من وقته، وتبقى متابعة ردود الأفعال الإعلامية والجماهيرية للمسلسل الذي أقوم بإنتاجه أو المشاركة فيه، عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي هي الصيغة الأكثر عملية».

وضم الجسمي إلى هذا السبب أيضاً حقيقة التخمة الهائلة من المعروض الدرامي في الشهر الفضيل، مضيفاً: «كثيراً ما يكون في خاطري متابعة مسلسل ما، لكن تلك الرغبة تتلاشى في ضوء فوضى المعروض وكثافته، فأقرر في النهاية تأجيل هذا الأمر إلى حين إعادته بعد رمضان».

الفنان محمد سعيد، يرى أن متابعات دراما رمضان اختلفت اختلافاً كبيراً في العقد الأخير خصوصاً، عن سابقه، مشيراً إلى أنه كانت هناك حالة تشبه الإجماع على متابعة أعمال بعينها، قبل أن تتحول بفعل التعدد الهائل في القنوات، وتنافس كل منها على استيعاب مزيد من المسلسلات، إلى تشتيت المشاهدين، لتذهب معه ميزة اجتماع الأسرة على متابعة أعمال بعينها، باستثناء حالات نادرة.

للفنانة أشجان رأي آخر في هذا الإطار، حيث ترى ان الأمر يتعلق بضعف المنتج الدرامي عموماً، وغياب الأعمال الكبرى التي كان حضورها بمثابة مَعلم أساسي على مختلف الشاشات العربية، فضلاً عن لجوء كثير من الفضائيات إلى المبالغة في الفقرات الإعلانية التي تجعل متابعة أي مسلسل ربما يتطلب أكثر من ضعفي وقته الأصلي.

ظاهرة إحجام الفنانين عن متابعة الأعمال الدرامية بشكل موسمي، خصوصاً في رمضان ليست مقتصرة على الفنانين الإماراتيين، فقط، أو ظاهرة تتعلق بالممثلين منهم فحسب، حيث تؤكد المطربة اللبنانية سيرين عبدالنور، التي لها تجارب تلفزيونية وسينمائية مختلفة، ان انشغالاتها المتعددة كثيراً ما تبعدها عن متابعة المسلسلات في أوقات التصوير المزدحمة، سواء قبل رمضان أو أثناءه، مضيفة: «إلى حد ما أحاول أن أنتهز فرصة إعادة المسلسلات حسب ما يسمح به وقتي، أما رمضان فهو فرصة لكي أمنح بعض الوقت لأسرتي، خصوصاً عندما يسبقه تصوير مسلسل يأخذ الكثير من الوقت والجهد على حساب الأسرة». سفير الألحان الإماراتية الفنان فايز السعيد، أيضاً من المطربين الذين لا يشاهدون الدراما بشكل منتظم، خصوصاً في رمضان، وحتى عندما كان بطلاً لأحد الأعمال الدرامية للمرة الأولى «يا مالكاً قلبي»، مضيفاً: «هناك الكثير من الانشغالات التي تحول دون متابعة الدراما بشكل دوري وحثيث على مدار العام، كما في مراحل سابقة، فلشهر رمضان على سبيل المثال، وهو الأكثر ازدحاماً بالأعمال الدرامية، طقوس خاصة، وارتباطات عائلية مهمة، والأولوية فيه بعد الجانب الروحي، أن أكون قريباً من زهرتيّ حمدان وهند، اللذين غيرا حياتي منذ تشريفهما دنياي».