الأسباب السرية وراء زيارة الإسلاميين لتركيا

المدينة نيوز- خاص - هشام عورتاني -: نجحت الحركة الاسلامية في الاردن بنسج خيوط لعلاقة قوية استراتيجية ليس مع مؤسسات المجتمع المدني في تركيا فحسب بل مع الجانب الرسمي في تركيا الذي نجح في بعث رسائل متلاحقة للشعوب العربية والاسلامية تشي بدعمه للقضية الاولى في العالم العربي وهي قضية فلسطين وان كان هذا الدعم لايتجاوز الجانب المعنوي وبتصريحات الاستنكار والاحتجاج على الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطيني وعلى بعض المواقف الدبلوماسية ، رغم ان الجميع يعلم بوجود علاقات تجارية وعسكرية بين الدولتين تركيا من جهة واسرائيل من جهة اخرى ورغم ان الجميع يعلم طبيعة المصالح بين تركيا واوروبا واستماتتها في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي .
اندفاع اسلاميي الاردن لنسج علاقة مع الجانب التركي لا يأتي من فراغ ، فتركيا دولة لها ثقلها ومكانتها المهمة على الساحة الدولية رغم ان الحركة الاسلامية تميل تاريخيا الى ايران ، فالاسلاميون في الاردن يبحثون عن اوراق رابحة مثل الورقة التركية وورقة ايران لتكون كلا الدولتين حاضنا لهم وورقة ضغط داخلية قد تنجح الحركة الاسلامية في استثمارها في معاركها مع الحكومات التي تتواجد في بلدانها ومنها الأردن .
المعركة القادمة لإسلاميي الأردن مع الحكومة هي الانتخابات النيابية والوصول الى تفاهمات مع الحكومة للحصول على اكبر عدد من المقاعد واسترجاع ذراعها المالي وهي جمعية المركز الاسلامي الخيرية وتحقيق مكاسب سياسية اخرى اذا ماعلمنا ان مجلس النواب القادم يحفل بالمفاجأت من جهة انه قد تقوده بعض التيارات الحزبية ذات الطموحات البعيدة ، علما ان سيطرة الاسلاميين على مجلس النواب اقل وطأة بالنسبة للحكومة من سيطرة التيارات المذكورة بحسب مراقبين .
والجدير ذكره ان وفدا من الحركة الاسلامية ضم المراقب العام الحالي الدكتور همام سعيد والسابق سالم الفلاحات واعضاء في المكتب التنفيذي زار أهالي شهداء "أسطول الحرية " الاتراك وبعض جرحى الاعتداء الصهيوني.
وزار الوفد بيت الشهيد علي حيدر في مدينة ديار بكر التركية وكان في استقبال وفد الحركة ببيت الشهيد والده وصهره وعدد من اصدقائه واقربائه وعدد من ممثلي جمعية الاغاثة IHH , والتقى الوفد بعد ذلك بعدد من الجرحى ومنهم الشاب محرم من حفظة القران الكريم والمصاب برصاصة في عنقه, وبعدها قام الوفد بزيارة مستشفى دجلة للإطمئنان على الجريح تشلبي لوزان والذي لا يزال يرقد على سرير الشفاء وبعدها تم لقاء الجريح محمد علي يزبك المصاب بتسع رصاصات في ساعده الايمن وهو يتماثل للشفاء وأكد يزبك للوفد "انه مصمم على العودة لكسر الحصار ومواصلة واجبه الانساني ", وكان هذا لسان حال جميع الجرحى والمشاركين.
وفي صباح اليوم الثاني زار الوفد مدينة سيرت ومنزل الشهيد الحاج ابراهيم ـ شبيه رائد صلاح ـ , ثم بعدها توجه الوفد الى مدينة ادبياما لزيارة منزل الشهيد فخري بلدن والتقى الوفد اولاده وعددا من اقربائه واصدقائه.
هذه الزيارات لها مدلولاتها السياسية ، والأيام القادمة كفيلة بإظهار الحصاد السياسي للإسلاميين في ظل حكم حزب سياسي تركي ذي جذور إسلامية ويحظى بشعبية طاغية في ذلك البلد ذي الطموحات الإقليمية العظمى ، شأنه شأن إيران الصفوية الحالمة بالسيطرة على المنطقة وشعوبها وتغيير مذهبها بشتى السبل ، وممارساتها في العراق كشفت زيف شعاراتها حيال قضايا العرب ، وحرمة دمائهم وأعراضهم .