لن تصدقوا ماذا فعل الفيل مع هذه الطفلة!

 المدينة نيوز- في كتاب عن القصص المأساوية للدمار والمعاناة الإنسانية المروعة التي تلت تسونامي عام 2004 قرأ مايكل موريورغو هذا الكتاب الذي ادخله في حالة اكتئاب، ويقول  "كانت حقا واحدة من الكوارث الطبيعية المروعة في عصرنا، وفي خضم الحزن الكبير قرأت قصة صغيرة توحي ببعض الأمل، وكانت القصة عن نجاح فتاة صغيرة في الهروب من شاطئ فوكيت الذي ضربته العاصفة بفضل فيل استطاع إنقاذها، ومن وحي هذه القصة قررت فعل ما أريد، وبالفعل شرعت في كتابة قصة الفيل".

والنتيجة كانت كتابه " Running Wild "، الذي جاء على شكل عرض، وتضمن خيال حول قصة تلك الفتاة التى استطاعت ان تنجو من الكارثة في ذلك الوقت بفضل هذا الفيل.  وطغت الدراما على القصة الحقيقية لما حدث للفتاة "أمبر أوين" هذا اليوم، حيث كانت أمبر في عطلة في تايلاند عندما تحول ركوبها للفيل على الشاطئ إلى حكاية غير عادية مزجت بين الشجاعة البطولية وغريزة الحيوان المميزة، لقد كانت رحلة لمرة واحدة في العمر للفتاة أمبر (8 سنوات) لمدة شهر مع والدتها سمانثا وزوجها إيدي، وفي كل صباح كانت أمبر تذهب إلى الشاطئ لرؤية الفيل الذي كان ينقل الأطفال صعودا وهبوطا خارج فندق شيراتون حيث تبقى عائلتها.

وتروي الفتاة القصة قائلة "كنت في كل صباح بعد ان اتناول الافطار اتوجه لإطعام هذا الفيل "نينج نونج" الموز ثم ابدأ بالتجول على شاطئ وانا اركب على ظهره، وفي صباح يوم الحادثة تناولت وجبة الافطار وتوجهت الى الشاطئ اطعمته الموز وركبت على ظهره وبدأنا جولتنا الصباحية حتى بدء نينج نونج يتصرف بغربة واراد ان يبتعد عن الشاطئ كان يعلم تماما ان هناك شيء خطير قادم، ولكن لم نتمكن من فهمه لا انا ولا حتى صاحبه.

بعد ذلك جاءت موجة عالية وصلت إلى كتف الفيل حتى تشبثت جيدا به وشاهدت في رعب الأصدقاء وهم يختفون تحت الأمواج العالية".

وبعد لحظات انحسر المد فجأة ولم تكن أمبر تعلم ماذا يجري، وكان تسونامي الخطير على وشك تحطيم الشاطئ،  وتقول أمبر كان نينغ نونغ يعلم مؤكدا ما يحدث، فعندما ركض الناس لاصطياد الأسماك التي ظهرت على الشاطئ بعد انحسار الأمواج كان نينغ نونغ يدري أن هناك شئ خطير يحدث وبدأ في الركض إلى الداخل بأقصى قوة ممكنة، وحاول مدرب الفيل ان يسيطر عليه وابقائه على الشاطئ قرب البحر لكن الفيل لم يستجب له وظل يحاول الهروب منه.

لقد كان شعورالحيوانات بتنبؤ قدوم الخطر مذهل  فذلك الشعور هو الذي أنقذ حياة الفتاة عندما ضربت الأمواج المكان، وفي حينها أدركت والدة أمبر حجم الكارثة عندما سمعت صراخ على الشاطئ، وتقول سمانثا (47 عاما)، ركضنا إلى الرمال ولأن أمبر كانت دائما مع نينغ نونغ صرخت: أين الفيل؟  وأخبرني أحدهم أنه مات وحينها شعرت بالخوف الكبير لأنني أعلم أن أمبر كانت على ظهره، كنت أحاول التنفس ولكن المياه وصلت إلى ارتفاع عالي.

وفي الوقت نفسه اتجه الفيل نينغ نونغ دون علم سمانثا إلى الداخل دافعا جسمه إلى الأمام بقوة ضد التيارات القوية التي تحوم حول كتفيه، ونجح الفيل بسبب قوته البدنية في تسلق الشاطئ ضد قوة المياه، ومع وقوع المنازل والأشجار بقي الفيل واقفا، وتوقف الفيل عندما وجد جدارا صغيرا وصمد أمام الضغط القوي من ارتفاع منسوب المياه لفترة طويلة حتى يدفع أمبر إلى الجدار لتصل إلى بر الأمان.

وتسترجع أمبر الأحداث قائلة "أتذكر أنني كنت خائفة جدا ولكني شعرت بالارتياح لذلك".

وقالت سمانثا: "رأيت نينغ نونغ في الطرف الأخر من الشاطئ في نهاية الجدار وأمبر على ظهره، كنت في حالة هيستيريه كيف استطاع إنقاذها، لقد أمسكها وركض إلى الفندق في غرفتنا في الطابق الأول، وبعد أقل من 10 دقائق جاءت موجة اخرى واجتاحت غرفتين في الطابق الأرضي ولا تعرف أمبر ماذا حدث لنينغ نونغ، قائلة لقد أنقذ حياتي، لقد أدرك علامات حدوث شيء خطر وذهب بي إلى مكان امن، وسأتذكره دائما، لقد جعلني أستطيع أن أعيش الحياة، وعلمني ان ادرك  في سن مبكر أن الاشياء الفظيعة يمكن أن تحدث في لحظة وأن الحياة يمكن أن تتغير إلى الأبد".

وظلت سمانثا ممتنة لنينغ نونغ أيضا، ولا زالت ترسل الأموال سنويا للاعتناء بالفيل نينغ نونغ في "فوكيت"، وكانت العائلة ذات حظ جيد حيث لم يتأثر الفندق الذين نزلوا فيه بشكل قوي ونجحوا بعد 3 أيام في السفر إلى وطنهم "بريطانيا"، وتقول سمانثا " قضينا ثلاثة أيام مروعة، بقينا داخل الفندق ولكن من خرجوا أبلغونا عن رؤية عشرات الجثث العائمة على الطريق، وشعرت أمبر بالسعادة لأن المسرحية الدرامية لموربورغو الجديدة مستلهمة من قصتها.