فيديو| تعذيب مواطن مصري بالسودان: «داسوا على راسي بالجزم.. وقالوا خلّي السيسي ينفعك»!

المدينة نيوز:- في السودان..- اتهموني بتصوير أماكن حساسة بالسودان.. وطلبوا مني معلومات عن السد العالي
- مدير الأمن الوطنى بولاية سنار وضع حذاءه على رأسي وهددني «سنحرق جسدك وسنلقى بك في النيل الأزرق»
- ثمانية أشخاص تناوبوا الضرب علىّ بمواسير المياه وأجبروني على خلع ملابسي والنوم على بطني
- عندما سألتهم الرحمة وأنني مصري قالوا «المصريين كلهم كفرة ورئيسكم كافر»
** في مصر..
- طلبت من الحجر الصحي بمطار القاهرة تحرير تقرير طبي فاحتجزوني ساعتين ثم جاءني ضابط واستمع إلى أقوالي وطلب مني المغادرة
- ضابط بالأمن الوطنى قال لي «كويس إنك رجعت بالسلامة.. إحمد ربنا على كده»
- ذهبت إلى «الخارجية» لأتقدم بشكوى فطلبوا مني أن أشتكي «الداخلية»
- في «الداخلية» قالوا لي موضوعك مع «الخارجية».. فأين أذهب لأسترد كرامتي التي أهدرت؟
حلقة جديدة من مسلسل إهانة المصريين بالخارج، إذ تختلف أرض الإهانة من بلد إلى بلد، ويبقى المصرى الأصيل هو العامل المشترك، من الشرق إلى الغرب يتعرض أغلب المصريين لإهانات عدة، تبدأ بالسب وتنتهى بالتعذيب الجسدي وإهدار كرامة كانت مصانة.. تعود الحكاية إلى مواطن مصرى يدعى محمود عبد الرازق عبد القادر خليفة، 31 عامًا، كان يعمل بالسودان، تعرض للتعذيب على يد جهاز الأمن الوطنى والاستخبارات السودانى، ويبحث عن حقه واسترداد كرامته.. فإلى التفاصيل..
فوق القانون
يقول محمود ، «أعمل بالسودان منذ عام 2005 تاجراً للأدوات المنزلية والكهربائية بولاية سنار، وفي أثناء عملي بأحد الأسواق استوقفني مسؤول ملف الأجانب بجهاز الأمن الوطنى والاستخبارات السوداني، ويدعى شمس الدين، وطلب مني صوراً شخصية لي وللمصريين العاملين بالولاية، كما طلب مني أن آتي إلى مكتب المخابرات السودانية في اليوم التالي»..
وأضاف عبد الرازق، «في اليوم التالي قابلني بأحد الأسواق، وطلب مني الجلوس على الأرض تحت قدميه، فرفضت وأخبرته أنني سأشتكيه، وتقدمت بالفعل بشكوى إلى وزارة الداخلية السودانية من خلال أحد أقسام الشرطة، وعندما علموا أن هذا المسؤول يعمل بالأمن الوطني والاستخبارات السودانية، قالوا لى إنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً معهم، وأنهم فوق القانون».
قوة أمنية وحفلة تعذيب
وتابع المواطن المصري، «بعد الانتهاء من عملي وأثناء ذهابى إلى الفندق فوجئت بقوة أمنية تنتظرني بعربات ذات دفع رباعي، وسحبوا مني جواز سفري غصباً، وقالوا لي طالما جواز السفر معانا فستأتي إلينا ثم فتشوني وأخذوا الأموال التي معي وكسروا لي التليفون واتهموني بأنني أقوم بتصوير أماكن حساسة بالسودان، وفي اليوم التالي ذهبت إلى مقر الاستخبارات السودانية، فأخبروني إنهم أتوا بي كي يضربوني».
يستكمل عبد الرازق مسلسل إهانته، «بدأت حفلة من التعذيب ضدي، فبادرني أحدهم بالضرب على رأسي بالعصا، وزاد عدد الذين اعتدوا علىّ إلى ثمانية أشخاص، اعتدوا عليّ بالضرب بالعصا ومواسير المياه الغليظة، وظلوا يعذبوني لمدة ساعتين، وسألوني أسئلة كثيرة عن المخابرات المصرية، وما إذا كنت ضابطًا بالمخابرات أم لا، كما سألوني عن معلومات عن السد العالى وغيره من الأماكن في مصر، وأخبرتهم أن كل ما أعرفه عن المخابرات هو مسلسلات رأفت الهجان وجمعة الشوان، وبادرني قائلاً أيضاً إحنا بنعمل في المخابرات، وإنتوا بتلبسوا أحسن مننا وبتركبوا كمان طيران مش باخرة».
وأضاف، «طلبوا مني أن أخلع ملابسي وأنام على بطني، فقلت لهم إنتم مسلمين فكيف تفعلون بي هكذا؟ فقالوا لي المصريين كلهم كفرة ورئيسكم كافر وخلّيه ينفعك، وظلوا يضربوني ثم جاء لى رئيسهم، ويدعى أبو بكر الصديق وشهرته أبو بكر الدنقلاوي، وهو مدير جهاز الأمن الوطني والاستخبارات بولاية سنار، واستهزأ بي قائلا كيف يضربوك كل هذا الضرب؟ وبدأ هو الآخر يعتدي عليّ بالضرب على وجهي بلطمات متعددة، ثم أخرج مسدسه ووضع حذاءه على رأسي وقال لى سنلقى بك فى نهر النيل الأزرق لتصل إلى دمياط، وسنأتى بك من دمياط لنحرق جسدك.. لا يهمنا مصر ولا رئيسها وبدأ فى ضربى بالشلاليت بعد أن قيدني مساعدوه من الخلف، وبعد ذلك أعطاني جواز السفر وطلب مني أن آتي في اليوم التالي، وما إن خرجت من مقر الاحتجاز حتى حجزت تذكرة سفر وغادرت البلاد على الفور».
بين الخارجية والداخلية.. يا مصري لا تحزن
يحكي عبد الرازق عن معاناته داخل بلده مصر فيقول، «عندما وصلت إلى مطار القاهرة طلبت من الحجر الصحي تحرير تقرير طبي، فاحتجزونى لمدة ساعتين مع السوريين المخالفين المحتجزين بالمطار، وبعد هذه الفترة من الاحتجاز جاءني ضابط، واستمع إلى أقوالي ثم طلب مني المغادرة، وقال لي سنتصل بك ولم يحدث أي اتصال بعد ذلك، وذهبت إلى قسم شرطة إبشواي بالفيوم، حيث أقيم، وحررت محضراً بالواقعة، فحولوني إلى ضابط بالأمن الوطنى الذي استمع إلىّ وقال لي (كويس إنك رجعت بالسلامة.. احمد ربنا على كده ولم يفعل لي شيئاً)، فخرجت من هناك يائساً من كل شيء لأن بلدي لم يأت لي بحقي بعد إهانة كرامتي وسب بلدي بأفظع السباب وأصبحت معنوياتي في الحضيض وحالتي النفسية سيئة للغاية».
ويختتم المواطن قصة الإهانة، «بدأت في تحرير تقرير طبي، والغريب أن وكيل النيابة استمع إلىّ وحقق مع على سلالم النيابة، وأخيراً ذهبت إلى وزارة الخارجية لأتقدم بشكوى حول ما حدث لي من تعذيب بالسودان، فطلبوا مني أن أشتكى وزارة الداخلية المصرية، وقالوا لي المسؤولية تقع عليهم، وهم الذين أضاعوا حقي وعندما ذهبت إلى وزارة الداخلية قالوا لى موضوعك مع وزارة الخارجية فأين أذهب لأسترد كرامتي التي أهدرت؟ فهل إذا كان ما حدث كان لابن مسؤول كبير بالبلد كان سيكون كل هذا الصمت أم أنهم كانوا سيأتون له بحقه.. أنا ابن مصر ومن حق مصر تجيبلي حقي، فقدت كل شيء أهينت كرامتي وفقدت عملي وأموالي هناك وذهبت للنائب العام المصري فلم يفعل شيئًا كما تقدمت بشكاوي إلى رئاسة الجمهورية ولم يرد أحد عليّ».