ماذا وراء إعادة روسيا وسوريا الدبابة الإسرائيلية ؟

المدينة نيوز :- علق موقع ديفكا العبري الإستخباري كما رصدته جي بي سي نيوز الثلاثاء على إرجاع روسيا والنظام السوري دبابة إسرائيلية وقعت في الأسر لدى السوريين في العام 1982 بقوله :

أنه يمكننا الافتراض أن مكتب الرئيس الروسي بوتين سال مكتب الرئيس الأسد خلال الأسابيع القليلة الماضية فيما إذا كان يعارض أن تسلم روسيا لإسرائيل الدبابة الإسرائيلية التي شاركت في معركة السلطان يعقوب عام 1982 واستولى عليها السوريون، وأرسلوها إلى روسيا؟ .

أن الدبابة أصلها أميركي من نوع باتون، بيد أن الروس أرادوا معرفة الإضافات التي أضافتها إسرائيل إليها، وبشكل خاص على صعيد الدروع، وقد استجاب الرئيس السوري حافظ الأسد وأرسل الدبابة. ومن الجدير بالذكر أن هذا هو السبب الحقيقي لصمت سورية حتى الآن فيما يتعلق بالإفصاح عن مصير الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين كانوا في الدبابة حينما هاجمها السوريون عام 1982. إن إعادة الدبابة تؤكد أن الرئيس السوري بشار الأسد أعرب عن عدم معارضته لإعادتها لإسرائيل، الأمر الذي يثير الآمال في أن يوافق في المستقبل على تسليم معلومات لإسرائيل حول مصير الجنود الثلاثة المفقودين، وربما إعادة رفاتهم. لقد طلب نتنياهو خلال زيارته الأخيرة لموسكو من الرئيس بوتين إعادة الدبابة إلى إسرائيل.

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يقوم بوتين والأسد بهذه المبادرة؟ وتفيد مصادر الموقع أن السبب يرجع إلى الخطوات السياسية التي يعتزم الرئيس الروسي القيام بها في الشرق الأوسط إضافة إلى العمليات العسكرية في سورية. ففي كل مرة تقابل ضباط روس رفيعو المستوى مع نظرائهم الإسرائيليين، طرح الروس مسألة جنوب سورية، فالروس يسعون لإعادة جنوب سورية إلى سلطة الأسد لاعتبارهم أن هذه الخطوة هي بمثابة شرط إستراتيجي حتمي لاستقرار النظام السوري. بيد أن هذه السياسة تتعارض مع السياسة الأميركية الإسرائيلية الأردنية السعودية تجاه جنوب سورية، فهذه الدول الأربعة تؤيد قوات مختلفة من المتمردين السوريين، كل حسب مصالحها. ( المفردات للموقع العبري - المحرر ) .

إسرائيل تؤيد المتمردين السوريين نظرا لاعتبارهم بمثابة الجهة العسكرية الوحيد في المنطقة المؤهلة لمنع قوات إيران وحزب الله من السيطرة على المناطق الحدودية في هضبة الجولان السورية المتاخمة مع شمال إسرائيل. لكن الرئيس الروسي لديه حل لإسرائيل لهذا الوضع: فإذا وافقت إسرائيل على الكف عن دعم المتمردين السوريين، مما سيسهم في تمكين الرئيس الأسد من فرض سلطته على جنوب سورية، فإن موسكو ستكون على استعداد لاستخدام الجيش الروسي في سورية من أجل ضمان عدم وصول قوات إيران وحزب الله إلى مناطق جنوب سورية، ولا تقترب من الحدود الإسرائيلية. بوتين يرغب في إعادة الوضع الذي كان قائما على الحدود الإسرائيلية السورية منذ انتهاء حرب الاستنزاف بين إسرائيل وسورية بعد حرب 1973، إلى ما كان عليه. ويعتقد بوتين أن إعادة الوضع إلى ما كان عليه سيفضي إلى ثلاثة تطورات أساسية:

1- الشروع باتصالات سياسية بين الكوادر السياسية الإسرائيلية السورية، كخطوة أولى على طريق الشروع بمفاوضات سلمية فيما بعد.

2- إن إجراء اتصالات روسية إسرائيلية سورية من هذا القبيل، ستفضي إلى ابتعاد إيران وحزب الله عن دمشق.

3- وفي نفس الوقت ستؤدي هذه الخطوة إلى ابتعاد إسرائيل عن الولايات المتحدة.

وذكر الملف أن بوتين يعرف أن إعادة الدبابة الإسرائيلية لن تؤدي إلى الشروع بخطوات من هذا القبيل فورا، لكنه يتمتع بالكثير من الصبر، رغم أن الخطوة هي خطوة أولية وصغيرة " .( المصدر : جي بي سي نيوز - الناصرة ) .