المدينة نيوز- جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السبع وعن كل ذي مخلب من الطير"، سنن أبي داوود 2/ 383.
قال الشوكاني: "وفي الحديث دليل على تحريم ذي الناب من السباع وذي المخلب من الطير وإلى ذلك ذهب الجمهور"، نيل الأوطار للشوكاني 8/ 189.
وقال صاحب اللسان: "والسَّبُعُ يقع على ما له ناب من السِّباعِ ويَعْدُو على الناس والدوابّ فيفترسها مثل الأَسد والذِّئْب والنَّمِر والفَهْد وما أَشبهها"، لسان العرب 8/ 146.
أضرار تناول لحم الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة في ضوء علم الايكولوجي:
تُعد النباتات المصدر الغذائي الرئيسي للحيوانات والانسان. فالنباتات تنمو وتكبر من خلال المياه وثاني أكسيد الكربون وبمساعدة الطاقة الشمسية تنتج هذه النباتات الاوكسجين والجلوكوز في عملية تسمى "التمثيل الضوئي". ولكن في حالات تمتص النباتات كميات من المياه أكبر من افرازاتها، وبالتالي تصاب هذه النباتات بالتضخم البيولوجي. وهذا التضخم يحدث بمستويات مختلفة وتتنوع اسبابه، مثلا قد يحدث ان تتعرض النباتات لمبيد حشري او تمتص مواد غير عضوية موجودة في بيئتها مثل الزئبق والزرنيخ من دون القدرة على التعامل مع هذه المواد بالسرعة الكافية، والنتيجة اصابة هذه النباتات بالتسمم البيئي بنسبة "على سبيل المثال 1 ملم غرام لكل كيلوغرام من وزنها".
بعد ذلك ياتي حيوان اليف -على سبيل المثال الأرنب- يعتمد في غذاءه على النباتات ليحصل منها على طاقته، فيتضاعف التضخم البيولوجي بجسد هذا الحيوان عشر اضعاف مما كان عليه في هذه النباتات ليصل التسمم البيئي في جسم الارنب الى نحو 10 ملم غرام لكل كيلوغرام من وزنه. وهذا الحال ينطبق ايضا على الانسان في حال تناول هذه النباتات، اي في حال اختياره النباتات كمصدر غذائي رئيسي "الانسان ياكل مباشرة النباتات".
بعد ذلك ياتي حيوان مفترس-على سبيل المثال الثعلب- يعتمد في غذاءه على الحيوانات ليحصل منها على طاقته، فيتضاعف التضخم البيولوجي بجسم الثعلب نحو عشر اضعاف مما كان عليه في جسم الارنب ليصل التسمم البيئي في جسم الثعلب الى نحو 100 ملم غرام لكل كيلوغرام من وزنه. وهذا الحال ينطبق ايضا على الانسان في حال تناول هذا الارنب، اي في حال اختياره الحيوان الاليف كمصدر غذائي ثاني "الانسان ياكل الارنب والارنب ياكل النباتات".
بعد ذلك يأتي طائر مفترس -على سبيل المثال نسر- يعتمد في غذاءه على الاسماك والحيوانات ليحصل منها على طاقته، فيتضاعف التضخم البيولوجي بجسم النسر نحو 3-5 اضعاف مما كانَ عليه في الثعلب ليصل التسمم البيئي في جسم النسر الى نحو 1000 ملم غرام لكل كيلو غرام من وزنه. وهذا الحال ينطبق ايضا على الانسان في حال تناول هذا الثعلب، اي في حال اختياره الحيوان المفترس كمصدر غذائي ثالث "الانسان ياكل الثعلب والثعلب ياكل الارنب والارنب ياكل النباتات".
بعد ذلك ياتي انسان يعتمد في غذاءه على الطيور الجارحة ليحصل منها على طاقته، فسيتضاعف التضخم البيولوجي بجسمه ضعفين مما كان عليه في النسر ليصل التسمم البيئي في جسم هذا الانسان الى نحو 2000 ملم غرام لكل كيلو غرام من وزنه، اي في حال اختياره الطيور الجارحة كمصدر غذائي رابع "الانسان ياكل النسر والنسر ياكل الثعلب والثعلب ياكل الارنب والارنب ياكل النباتات".
والتسمم البيئي "على سبيل المثال" تسمم جسم الانسان بالرصاص من المصدر الغذائي الرئيسي يصاحبه اعراض تظهر في وقت مبكر مثل التعب وفقدان الشهية والامساك والارق. اما لو تضاعف الرصاص في جسم الانسان بعد الفشل في الوصول للعلاج الطبي -المصدر الغذائي الثاني كالارنب- فسيؤدي الى ارتفاع ضغط الدم وضعف الرؤية والسمع وضعف تنسيق عضلات الجسم. وفي حال تضاعف الرصاص في جسم الانسان للمرة الثانية -المصدر الغذائي الثالث كالثعلب المحرم شرعا- فسيؤدي ذلك الى فقدان السمع والبصر وتلف في خلايا المخ والجهاز العصبي بجانب مشاكل سلوكية. وفي حال تضاعف الرصاص في جسم الانسان للمرة الثالثة -المصدر الغذائي الرابع كالنسر المحرم شرعا- فسيؤدي ذلك في الحالات القصوى الى الوفاة. لهذا تعد الحيوانات المفترسة والطيور الجارحة من اكثر الكائنات الحية في النظام الايكولوجي التي تحمل سموم بيئية في جسمها. والله اعلم بالصواب
