هل الابتلاء الدنيوي عقوبة من الله للبشر؟

تم نشره الخميس 16 حزيران / يونيو 2016 09:24 صباحاً
هل الابتلاء الدنيوي عقوبة من الله للبشر؟

المدينة نيوز:- كتب الشيخ بسام جرار مقالا يجيب على سؤال حول اي مصيبة تلحق بالانسان في الدنيا وإن كانت تلك عقوبة من الله أم ان لها معاني اخرى.

وقال جرار “ في التصور الإسلامي الدنيا دار امتحان وابتلاء وليست دار جزاء، والتربية الإسلامية تقوم على هذا الأساس؛ وبالتالي فإنّ مسألة العدالة لا تتجلى حقيقتها إلا يوم القيامة. والابتلاء ليس عقوبة. وحتى عندما يكون الابتلاء عقوبة فإنه يكفر الذنوب ويرفع الدرجات، والنصوص في ذلك كثيرة.

ويضيف جرار أنه جاء في الآية 35 من سورة الأنبياء:"... ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون": الفتنة في أصل اللغة: هي تعريض خام الذهب للنار والصهر لاستخراج الذهب وتمييزه عن الشوائب. والابتلاءات يقصد منها استخراج الخير من النفوس، أي من أجل أن تظهر حقيقة النفس، فإن كان فيها خير ظهر. والآية الكريمة تنص على أنّ الابتلاء قد يكون بأمور هي شر أو بأمور هي خير. وكل ذلك من أجل التمحيص لاستخراج الخير إن وجد؛ فمن ابتلي بفقر فصبر ولم يسرق ولم يغش... تجلت حقيقته الخيّرة. ومن ابتلي بكثرة المال فأكثر من الصدقة والبذل... تجلت أيضاً حقيقته الخيّرة. ولو خيّرتَ الناس لاختاروا أن يتم اختبارهم بالغنى، وذلك لأنّ الإنسان مفطور على حب المال. ولكن ليس من السهل أن نحكم أي الابتلائين أخطر على مصير الشخص؛ فكم من فقير صابر وكم من غني شاكر. في المقابل كم من غني قاده غناه إلى الانحراف والغرق في بحور الشهوات، وكم من فقير دفعه فقره إلى الانحراف والضلال. والنفوس أسرار، وليس في الابتلاء اختيار، وتتنوع الابتلاءات تنوعاً شديداً إلى درجة أنْ تتعدد تعدد الناس.

وختم الشيخ جرار حديثه بالقول “ يبتلى الإنسان بالنعم وبغيرها في آنٍ واحد؛ فكم من غني يتناوشه المرض، وكم من صحيح الجسم ابتلي بزوجة أو ولد عزيز. وكم من فقير استمتع بنجاح ولده وصلاحه، وكم من ضرير يتمنى أن يفقد المال وكل النّعم وتكون له نعمة النظر.... فهذه حقيقة الدنيا. وفي النهاية يموت الجميع ويفلح من أفلح، ويخفق من ظنّ أنّ الحياة هي نهاية المطاف. وحتى الذي يزعم بلسانه أنّ الحياة ليست نهاية المطاف فقد نجده في عواطفه وسلوكه يقول: بل إنّ الدنيا هي كل شيء ونهاية كل حي. وهذا يعني أنه بحاجة إلى هداية وتدريب ليصبح لديه الإيمان الحقيقي. فالأمر لا يحتمل إلا إجابة واحدة: هل هناك آخرة؟ من لم يكن مؤمناً بالآخرة فليفعل ما يشاء، وليحل مشكلته كما يشاء، بل إنّ انتحاره أفضل له، لأنّ الحياة عندها ستكون بلا معنى. أما من يؤمن بأنّ هناك آخرة وأنّ هناك خلوداً في عالم السعادة فليثبت أنّ إيمانه حقيقي. ولا يكون الإثبات كما يُحب هو ويشتهي، بل كما يريد من خلق ورزق واختبر:" لا يسألُ عما يفعل وهم يُسألون"الأنبياء 23



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات