رغم التهدئة بين حزب الله والمصارف: لا حلول ومئات الحسابات بخطر

المدينة نيوز:- يهدف القانون الاميركي رقم 2297 والذي بدأت مفاعيله في لبنان منذ اسابيع، الى حظر التمويل الدولي لحزب الله، والتضييق عليه ماليا بمحاولة لوقف وصول المبالغ المالية الشهرية اليه. ولكن ما لم يكن بالحسبان لدى كثيرين ان نتيجة تطبيق المصارف اللبنانية لهذا القانون ستكون اقسى بكثير من المتوقع بسبب تدابير اتخذتها المصارف في لبنان من تلقاء نفسها، ففتحت أزمة كبيرة بين الحزب والمصارف، وعلى رأسها مصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة، فأين أصبحت هذه القضية اليوم؟
تكشف مصادر مطلعة عن "وجود أكثر من 2000 حساب لمدارس ومؤسسات وأطباء وموظفين، في بيئة حزب الله، ترتبط "حياتهم" بالحسابات المصرفية، مشيرة الى ان الامور حتى الساعة لا تزال مكانها ولم تُفرض عقوبات مصرفية على نسبة كبيرة من مؤسسات الحزب، والنقاش بشأن أي حالة يتم بطريقة هادئة.
وتشير المصادر الى ان الصورة السوداء التي أحاطت بعلاقة حزب الله والمصارف اللبنانية منذ اسابيع، بدأت تميل الى اللون الرمادي، ويمكن القول ان "هناك نيّة واضحة بالتهدئة"، لافتة إلى أنّ طريقة تعاطي المصارف مع حزب الله والمؤسسات والأشخاص المحسوبين عليه أصبحت أكثر ليونة، بحيث يتمّ دراسة الحالات المصرفية "القريبة" من حزب الله، ولا يتم اتخاذ الاجراءات الزجرية بناء على "رائحة" هذا الحساب أو ذاك.
وتضيف المصادر عبر "النشرة": "تفاقمت أزمة حزب الله مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الايام الماضية بعد حديث الاخير لقناة "CNBC" والذي قال فيه: "كان حاسماً للبنان الانخراط في الممارسات المالية الدولية... ونحن لا نريد أموالاً غير مشروعة في نظامنا، كما لا نريد لعدد قليل من اللبنانيين أن يفسد صورة البلاد أو الأسواق المالية في لبنان". وتكشف المصادر "أن حزب الله اعتبر يومها أن حديث الحاكم عن "الاموال غير المشروعة" موجّه اليه، وتم توضيح هذا الأمر"، مشيرة الى ان سلامة صرّح بالكثير ولم يُنقل من حديثه سوى جزء يسير وتم نقله بطريقة غير دقيقة خلال الترجمة". وتؤكد المصادر أن "توضيحا لمجرى الحديث ومعناه قد وصل لقيادة الحزب فتراجعت حدة التصريحات بوجه حاكم مصرف لبنان".
عقم في الحلول
أغلق أحد المصارف منذ شهر تقريبا حسابات فاطمة (اسم مستعار) بسبب ارتباط والدها بمؤسسات حزب الله، فتوجهت منذ ايام الى مصرف آخر لأجل طلب فتح حساب جديد، تقول لـ"النشرة". وتضيف: "بعد الكثير من الاسئلة التي وجّهتها الموظفة عن حسابي السابق ابلغتني بأنها ستتصل بي لأجل اخباري بنتيجة قرار المدير، فجاءني الرفض بعد ثلاثة أيام بسبب ما أسموه "اشارة حمراء" على إسمي وإسم عائلتي"، مشيرة الى ان نفس النتيجة حصلت بعد محاولتها فتح حساب في مصرف ثالثٍ.
إن طريقة تعاطي المصارف مع المؤسسات والاشخاص المحسوبين على حزب الله والمقربين منه وعائلاتهم، لا تزال سيّئة، رغم كل التطمينات التي أٌشيعت في الفترة السابقة، وخصوصا ما نُشر عن موافقة رياض سلامة على فتح حسابات جديدة للمؤسسات الإجتماعية التابعة للحزب ولا سيما مستشفى الرسول الأعظم. وفي هذا السياق تكشف مصادر مطلعة على الملف أن "شيئاً عمليا لم يتحقق حتى الساعة رغم وجود بعض الايجابيات الكلامية"، مشيرة الى ان "مقربين من حزب الله يرون أن حديث سلامة الايجابي يهدف لتقطيع الوقت ليس إلا".
إن استمرار الازمة الراهنة ستؤذي كثيرين من المودعين ناهيك عن الضرر الكبير الذي سيلحق بالمصارف ان تطورت الأزمة، أما بالنسبة لمصرف الشرق الأوسط وإفريقيا التابع لـ "آل حجيج" والذي اتخذ اجراءات قاسية بالفترة الاخيرة بحق محسوبين على الحزب، فتلك قصة أخرى وأسبابها قد تتعدى حدود الوطن.
(المصدر: النشرة اللبنانية)