خبراء عرب وأجانب: الشرق الأوسط الأكثر اختراقا من دول الغرب
المدينة نيوز- أجمع مفكرون وخبراء عرب وأوروبيون وأميركيون على "فشل" العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وعدم قدرتها على الإبقاء على تماسك حدودها وشعوبها.
وقالوا إن القوى الغربية الكبرى "كان لها دور كبير في تشكيل الشرق الأوسط، وأهمها الحرب على العراق"، مؤكدين أن الولايات المتحدة الأميركية لديها القدرة على حل مشاكل المنطقة.
وأضافوا إلى أن مشاكل المنطقة لا تتعلق بالإسلام والمسلمين، بل تتمركز بدول عربية مخفقة غير متسقة تعاني عدم الشرعية وشعوبها تعاني عدم عدالة وعدم مساواة وبطالة.
جاء ذلك بمؤتمر دولي تحت عنوان " التحولات في الشرق الأوسط وأثرها على الشعوب والحدود والدول"، عقده مركز الدراسات الاستراتيجية - الجامعة الأردنية، بالتعاون مع معهد الشؤون الدولية – إيطاليا والشبكة المتوسطية الجديد للدراسات، في قاعة المؤتمرات كلية الأمير الحسين للدراسات الدولية بالجامعة الأردنية.
وأوضح هؤلاء الخبراء والمفكرون أن الهجرة الضخمة للأشخاص الديناميكيين والأذكياء وظهور مجموعات عنف صغيرة أغلبها إسلامية كتنظيم "القاعدة"، من أهم أسباب حالة التشرذم العربي.
وفيما يتعلق بالتحول الإقليمي بالمنطقة، أكد الخبراء والمفكرون أن أهم أسبابه هو "تدخل قوى الغرب بدول المنطقة، فالشرق الأوسط هو الأكثر اختراقاً من تلك القوى"، ناهيك عن تدهور سيادة الدول وضعفها وظهور السيادة المنافسة من خارج الحدود، وقوة وظهور اللاعبين من غير الدول، وتدهور نموذج الدولة القومية.
ورغم إقرارهم بـ"وجود تنافس حقيقي واضح حول الدور الإقليمي بالمنطقة بين إيران وتركيا"، إلا انهم دعوا إلى بناء قومية تلتزم فيه الدول التزاما واقعياً حقيقياً، وخصوصاً تلك الدول التي تعاني المشاكل.
وفي الجلسة الترحيبية للمؤتمر، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور موسى شتيوي إنه وبعد خمسة أعوام على بدء الربيع العربي، واحتلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومئة عام على اتفاقية سايكس بيكو والحروب الأهلية التي اندلعت بدول عربية، تمخض عنها العديد من النتائج والتحولات التي أثرت على بنية الدول والحدود وحركة الشعوب.
وأضاف، بالجلسة الترحيبية للمؤتمر، من أهم مظاهر تلك التحولات هو فشل الدول الحديثة في العديد من الدول، وعدم قدرتها على الإبقاء على تماسك حدودها وشعوبها، فضلاً عن الهجرات القسرية غير المسبوقة، وخصوصاً نتيجة للصراع والحرب الأهلية في سورية والتي أدت إلى التهجير القسري لأكثر من ستة ملايين شخص يتوزعون بشكل أساسي على ثلاث دول هي: الأردن، لبنان، وتركيا.
وأوضح شتيوي أن حجم الهجرة غير مسبوق، حيث بات يشكل أكثر من 20 بالمئة من سكان الأردن ولبنان، بالإضافة إلى ما يترك ذلك من آثار ديمغرافية واقتصادية وحتى سياسية على الدول المضيفة.
ومن مظاهر التحولات، وفق شتيوي، ظهور وبروز الحركات المسلحة المتطرفة، والتي كانت جزءاً من الحرب الأهلية، ما أدى إلى امتداد الإرهاب والعنف إلى خارج حدود تلك الدول إلى دول مجاورة، حتى بات الإرهاب والتطرف أكبر تحدي للدول.
ومن مظاهر التحول ايضاً ما هو مرتبط بالاقتصاد، إذ ان انهيار بعض الدول والحروب الأهلية أدت إلى تدمير شبكات التجارة بين الدول وتدمير البنية التحتية وتراجع الاستثمار الأجنبي والسياحة، ما أدى إلى إيجاد ظروف وظواهر اقتصادية معقدة.
من ناحيته، قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عزمي محافظة إن منطقة الشرق الأوسط "لم تشهد استقراراً منذُ أكثر من قرن من الزمن، بسبب ما أفرزته الحرب العالمية الأولى من انهزام الدولة العثمانية واتفاقية سايكس، وما تلا ذلك من قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وما رافقه من تشريد لشعبها وتشتته في الدول المجاورة، إذ كان للأردن النصيب الأكبر من هذه المعاناة".
وأضاف "أدت الصراعات التي نشبت في أكثر من دولة بالمنطقة تباعاً أو معاً إلى النزوح والهجرة القسرية واللجوء إلى دول مجاورة بأعداد تفوق قدرتها الاستيعابية، وتوفير مقومات الحياة الكريمة المقبولة إنسانياً لأولئك اللاجئين، ما خلق أزمة عالمية تنصلت خلالها كثير من الدول من واجباتها تجاه هذه الوضع الإنساني المؤلم".
وأكد محافظة أن هذا المؤتمر يهدف إلى المزيد من النقاش لفهم هذه التحولات كمساهمة مهمة في إلقاء الضوء على هذه المعضلة ومحاولة فك ألغازها لعله يساعد في تقديم ما قد يحول دون دمار المنطقة وتفتيتها أكثر مما هي مجزأة ومنقسمة على نفسها.(بترا)