ندوة : غياب النهوض الحضاري العربي يعود لعدم وجود فلسفة حديثة

المدينة نيوز- خلصت ندوة حوارية عقدتها الجمعية الفلسفية الاردنية بعنوان "واقع الفلسفة العربية الحديثة" مساء أمس الثلاثاء في مقر منتدى الفكر الاشتراكي،إلى أن غياب الحراك والنهوض الحضاري يعود الى عدم وجود فلسفة عربية حديثة.
وقال الدكتور هشام غصيب الذي أدار الندوة التي تمحورت النقاشات فيها حول وجود فلسفة عربية حديثة بالمعنى المتعارف عليه للفلسفة، إن النتاج الفكري الذي ظهر في العصر الحديث لا ينطبق عليه مسمى الفلسفة كما ينطبق على نتاجات اليونانيين مثل ارسطو وافلاطون أو نتاجات الفلاسفة الغربيين مثل ديكارت وكانط وغيرهم .
وأضاف الدكتور غصيب " ان مفكري العرب الحديثين لا يمكن نعتهم بالفلاسفة لأن أيا منهم لم ينتج مذهبا فلسفيا يعتد به .
وتابع ان أعلاما مثل الجابري وأركون هم باحثون في التراث وليسوا فلاسفة، كما أن الأعلام الآخرين كانوا قارئين وشارحين للفلسفة الغربية دون أن يكون لهم فلسفاتهم الخاصة .
وأشار الباحث وائل أبو صالحة إلى أن الفلسفة العربية ظلت تدور وتدور في فلك الفلسفة الغربية، وربما يكون التغير النوعي الذي حصل في الفكر العربي هو التحول للفلسفة المادية التاريخية واستخدام أدوات التحليل المادي التاريخي الدياليكتيكي المستوحاة من الفلسفة الماركسية .
وقدم الدكتور حسان بدران رؤية للإجابة عن التساؤل الذي طرحه مدير الجلسة حول عدم وجود فلسفة عربية حديثة، رائيا أن التحولات الاجتماعية والسياسية ونمو آليات الإنتاجية لم يصل إلى المرحلة التي تؤهله لإنتاج فلسفة تقف بمصاف الفلسفات الغربية.
ورأى ان الفلسفة هي نتاج كل الحراك على المستوى الحضاري، ولا يمكن أن تنبثق دون هذا الحراك.
وأشار رئيس الجمعية الدكتور موفق محادين إلى أن التطورات التي حصلت في أنماط الإنتاج لم تكن بالعمق الكافي لكي تنبثق فلسفة حقيقية، عازيا ذلك إلى أن أنماط الانتاج البدائية المعتمد على النمط الايلافي هي المسيطرة، وأشار الباحث مجدي ممدوح إلى أن المتفلسف العربي الحديث وجد نفسه في موقف تراجيدي ممزقا بين آخرين : الآخر التراثي، والآخر الغربي، وكلاهما يعد آخر بكل مقاييس الآخروية .
وقال إن النص الفلسفي التراثي يعد آخر لغرابة اشكالياته وآلياته، موضحا أن هذا جعل من النص الفلسفي العربي الحديث نصا هجينا لا يتسم بالأصالة .
وأشار الباحث أسامة بركات إلى أن الفلسفة العربية بمعناها الكامل لم توجد في أي حقبة، إذ لا يمكن عد الفارابي وابن سينا والغزالي فلاسفة لأنهم كانوا مجرد ناقلين وشارحين للفلسفة الغربية .
وأشار الشاعر الزميل موسى حوامدة إلى أنه يتوجب علينا عدم الإمعان في جلد الذات والانتقاص من النتاج الفلسفي العربي، فقد كان هذا النتاج هو ذروة الفكر الانساني في حقبة القرون الوسطى قبل النهضة الاوروبية الحديثة .
--(بترا)