الاستخبارات الأميركية: واشنطن لا تستطيع وحدها إصلاح الشرق الأوسط

تم نشره الأحد 24 تمّوز / يوليو 2016 01:08 مساءً
الاستخبارات الأميركية: واشنطن لا تستطيع وحدها إصلاح الشرق الأوسط

المدينة نيوز :- قدم أكبر مسؤول استخباراتي أميركي تقديرات معاكسة عن بعض القضايا الرئيسية، مثل “التصعيد” والتهديد الذي تشكله جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سورية، وتحذير إدارة أوباما من مخطط لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع روسيا على أهداف سورية، والتساؤل حول أن محاولة الانقلاب التركية تم تنظيمها من قبل رجل دين يقيم في الولايات المتحدة.

وقدم مدير الاستخبارات الوطنية "سي آي إيه"، جيمس كلابر، تعليقات صريحة ومميزة في مقابلة الأربعاء. موسعا تحذيرات أدلى بها في مقابلة في مايو الماضي، من أن الولايات المتحدة لا تستطيع في حد ذاتها  “إصلاح” مشاكل الشرق الأوسط المضطرب. ويشاطر الرئيس أوباما، كلابر  في رأيه المتشكك، وعزز هذا الرأي قلق الإدارة الأميركية من إرسال قوة عسكرية إلى سورية.

خطر جبهة النصرة

وكان كلابر أثار جدلا واسع النطاق عبر التشكيك في “فيض” القلق الأخير إزاء جبهة النصرة. وقال إن الجماعة المرتبطة بـ”القاعدة” لا تشكل سوى خطر وليد على الولايات المتحدة، ولا تقترب من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة، مضيفا أن قدرة “جبهة النصرة” على مهاجمة الولايات المتحدة وأوروبا هي “رغبة طموحة” أكثر من  كونها “وشيكة”، على حد قوله في أحد التقارير الإخبارية  بشأن تزايد الأدلة على المؤامرات الخارجية من قبل الجماعة.

التعاون مع روسيا

وتتماشى شكوك كلابر بشأن جبهة  النصرة، مع  حذره من التعاون مع روسيا لشن هجمات ضد التنظيم ، وهو النهج الذي وافق عليه أوباما مبدئيا. وقال “لقد أبديت تحفظاتي بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الروس، وهو ما يريدونه بشدة. . . وقال إنهم يبذلون ما في وسعهم  لمعرفة مصادرنا والأساليب والتكتيكات والتقنيات والإجراءات الخاصة بنا “.

وبناء على سجل روسيا من عدم الوفاء بالوعود، تساءل كلابر  “ما الذي بمنحك الثقة بأنهم سيتحسنون إذا فعلنا الأكثر معهم، أو تبادلنا الخبرات؟”

وأكد كلابر أن أوباما يواجه مجموعة قاتمة من البدائل في سورية، قائلا “كل ما يملك صناع القرار لدينا هو فقط الخيارات السيئة، وليس هناك خيارا جيدا هنا “وتابع:” يبدو أن هناك الكثير من الخطابات التي تجعلك تعتقد، أن هذا حقا بسيط، إذا قمنا بفعله ونحن على ما يرام! ”  مستطردا “لا. سورية هي مجرد أمر معقد وغير معقول، يمكنه فقط أن يصيب رأسك بالصداع”.

مثل أوباما، يشك كلابر في أن التدخل العسكري أو شبه العسكري الأمريكي في سورية من شأنه أن يساعد”. وقال “كنت بالقرب من جميع المداولات في عام 2012. وكان هناك جدلا كبيرا وقاسيا حول دعم المعارضة، وهذا كل ما فعلناه، وأنا لا أعرف أننا سنكون في أي وضع مختلف، غير أننا نتورط في المزيد من الدم والمال”.

انقلاب تركيا

وردا على سؤال ما إذا كانت المزاعم التركية، بأن رجل الدين فتح الله جولن المخطط لمحاولة الانقلاب في 15 يوليو تحمل أي شيء من المصداقية، أجاب كلابر: “لا، ليس بالنسبة لي. “وقال إن وزير الخارجية جون كيري” كان على حق في كرة الضغط على الأتراك، لدعم طلب تسليمهم  جولن، بناء على أدلة تورطه “لم نره حتى الآن. نحن بالتأكيد لم نرَ ذلك في إنتل".

وقال إن محاولة الانقلاب عقدت الوضع السوري، لأن الكثير من الذي طالتهم حملة التظهير التركية  كانوا المفاتيح الرئيسية مع الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، مثل قائد قاعدة إنجرليك الجوية. مضيفا أن “هذا يعد تراجعا لجهود [مكافحة الإرهاب] بشكل عام، لأن الأتراك على وشك أن يستنزفوا مع هذه المحاولة الانقلابية وتبعياتها، وأنه في هذه الفترة من التخبط  من المهم  للأتراك البقاء في حلف شمال الأطلسي”.

وقال كلابر إن على  الولايات المتحدة التوقف عن الأمل في إصلاح سريع لمنطقة الشرق الأوسط، بعد فترة طويلة من عدم الاستقرار والعنف من قبل تنظيم القاعدة، والدولة والجماعات الأخرى، وقال “نحتاج لوقت طويل لنصل إلى هذا الأمل، وسيكون هذا هو الطبيعي بالنسبة لنا”.

كلابر، وهو أحد  المحاربين القدمى إبان  الحرب الباردة، عرض ملاحظة معاكسة أخيرة، بشأن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد لا يكون قويا كما كان يبدو، قائلا “نحن نراقب الرأي العام في روسيا، وأعتقد أن شعبيته قد تكون هشة قليلا. ونظرا للضغوط على الاقتصاد وآثاره على الأفراد – من بطالة والأجور والمعاشات التقاعدية  القليلة- فإنه ليس من الواضح بالنسبة لي أن الكلام عن روسيا كقوة عظمى أثبت نفسه في أماكن واسعة، مثل أوكرانيا وسورية، وسيظل يتردد صداها مع الجمهور الروسي “على حد وصفه.

“الحديث عن هذا الأمر يصيبني بالصداع”، نوه كلابر بنقطة واحدة خلال المقابلة التي امتدت لنحو 90 دقيقة. مشيرا إلى التناقض المدهش  بين “البساطة” في نقاشات الحملة، و”التعقيد” في اتخاذ القرارات الفعلية، وأوضح “قد يتصور الناس  أن القوة العسكرية الأمريكية يمكنها توجيه ضربة حاسمة في أماكن مثل الرقة والموصل ثم ينتهي الأمر، مستطردا “لكن العالم لا يعمل بهذه الطريقة”.-(صحيفة التقرير نقلا عن واشنطن بوست)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات