"الاوديون" ينبض بالحان موسيقيين وعازفين اردنيين

المدينة نيوز- نبضت مدرجات الـ"الاوديون"، بترانيم صاغها تراقص أنامل موسيقيين وعازفين اردنيين على آلاتهم الموسيقية،مرتقية بصدح اجمل الالحان لتعانق فضاء وسط البلد في عمان.
ففي تظاهرة فنية موسيقية هي الأولى من نوعها في الأردن بهذا الحجم، ونظمتها مؤسسة عبدالحميد شومان ليلة أمس الخميس في افتتاح برنامج "الامسيات الموسيقية في وسط البلد"، اجتمعت أوركسترا وترية مكونة من 25 عازفا وعازفة بمرافقة عازف الإيقاع ناصر سلامة، مع أبرز العازفين والملحنين الأردنيين الشبان والرواد ومنهم الفنان حسن الفقير وبقيادة الفنان فادي حتر، ليقدموا مختارات من مقطوعات موسيقية من تأليفهم او اخرى لغيرهم وبتوزيع جديد.
واستهلت الليلة الموسيقية التي استمتع بها جمهور كبير، علاوة على ما اضفته من سمو موسيقي انساب خارج "المدرجات" وتماهى مع سحر المكان واطرب المارة، بمقطوعة لعازف الايقاع الفنان سلامة بمصاحبة "الاوركسترا"، ليتبعه على التوالي المواهب الموسيقية المبدعة همام عيد على العود، وليث سليمان على الناي ويعرب سميرات الذي يقدم على آلة العود مقطوعات من مؤلفات مدير عام المعهد الوطني للموسيقا المايسترو محمد عثمان صديق.
والليلة المضمخة بالابداع الموسيقي في تغذية انشغاف رواد "وسط البلد"، مستمدة من روح عمان وقلبها الكبير ذاك التجلي المجبول بالانس والمحبة، تواصلت مع الموهبة الموسيقية عبدالحليم الخطيب الذي تتراقص انامله على آلة القانون لتنبعث منها الحان مزجت بين الموسيقا العربية والتركية والشرقية والغربية في "هارموني" شكل مقطوعة "انسياب" بعد ان انسابت "تقاسيمه" في قرير العين العمانية.
وفي مقطوعات تجلى بها الاحتراف الابداعي قدم طارق الجندي على العود، مقطوعتي "بين بين" و"وسط البلد" لتستجيب روح وسط البلد نداء مقطوعته الاخيرة فشحذت من اجواء الليلة مع اطلالة الموهوب محمد طهبوب على آلة الكمان، لتتجلى الحالة الجمالية مع "كونشرتو الناي" للفنان المخضرم حسن الفقير واصابعه تحاكي بوح "الناي" للمقطوعة التي الفها المايسترو محمد عثمان صديق وعزفها الفنان الفقير الذي سبق وان عزفها كأول عربي في مبنى الهارموني في برلين امام كبار عازفي الفلوت الالمان، ليتمم ذاك التجلي قائد "الاوركسترا" الفنان المتميز فادي حتر باداء موسيقي احترافي شدت به آلة "التشيللو" تضمنه مقطوعة طارق الناصر المعروفة "نهاية رجل شجاع" باعادة توزيع جديدة، ليختتم ليلة "النيرفانا" الموسيقي المتميز عبدالوهاب الكيالي على آلة العود التي تشدو في مقطوعتين الاولى من تاليفه بعنوان "في البال" والثانية "ام الروبة" من تأليف الموسيقار منير بشير.
وقال الفنان الفقير لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان هذه التظاهرة الفنية المميزة تعد الاولى من نوعها في المنطقة العربية والتي تعمل على ابراز المواهب الشابة الفردية والجماعية باسلوب حداثي يشكل نقلة نوعية في اسلوبية التأليف الموسيقي الذي يمثل حالة جديدة في الموسيقا العربية.
ونوه الى اهمية الموسيقا في تهذيب الروح، مستشهدا بمقولة الفاتح الفرنسي "نابليون بونابرت" بان "الموسيقا هي الصوت الذي يخبرنا بأن الجنس البشري اعظم مما يعرف" و "ليس هناك ما يعادل تأثير الموسيقا على الاحساس، فهي ربة التهذيب والتذوق والترتيب والجمال" وهو الذي اولى الموسيقا شأنا رفيعا وشكل اول كتيبة لقارعي الطبول في مقدمة جيشه.
الفقير الذي يعد من ابرز عازفي الناي عربيا وعالميا ومعروف بفنه الملتزم باحياء التراث الشرقي الاصيل، أشار إلى ان الفن حالة ابداعية غير مصطنعة، مؤكدا على ضرورة ان تصون المجتمعات العربية هذا النوع من الابداع، خصوصا في الاردن الذي يعاني من عدم توفر الدعم الكافي لهذا النوع من الابداع وقصور دوره في المؤسسة التربوية والمدارس وضعف انتشاره .
واشار الى ان الموسيقا ترتبط بالمجتمعات العربية منذ فجر التاريخ فهي حاضرة في الافراح والاتراح والمدائح النبوية ومواسم الامطار والزراعة والحصاد، لافتا الى ان الفن متصل ببعضه والقنوات الفكرية في مختلف صنوف الابداع متكاملة لتشكل الوعي الذي نصبو اليه.
عازف التشيللو وقائد "الاوركسترا" الفنان حتر راى ان هذا النوع من الحفلات الموسيقية ترتقي بالذائقة الفنية بما تحويه من مؤلفات لاعمال قديمة، واخرى جديدة لعدد من الموسيقيين الشباب، وهو بحسبه يظهر عناصر الاختلاف بين الاجيال مما يعكس روح و"هارموني" جديدين، معتبرا ان هذا التجديد لم يأت من فراغ وانما إتكأ على اعمال الاجيال السابقة.
حتر الذي دعا الى زيادة عدد هذا النوع من الامسيات الموسيقية لاهمية تعزيز الثقافة الموسيقية في المجتمع، طالب بتوفير استراتيجية ودعم مادي حقيقي للقطاع الموسيقي بحيث تعزز من حضورها لدى المجتمع المحلي الذي بحسبه "يحتاج الى جرعات للتعود عليها" وبالتالي ينعكس ذلك على ثقافته، وتهذيبا للروح وتعضيدا لروح التسامح.
--(بترا)