ديفكا : تحذير أمريكي سعودي مصري لعباس من إشراك حماس في الانتخابات

المدينة نيوز - : ذكر ملف ديفكا الثلاثاء أن الولايات المتحدة، مصر،السعودية وإسرائيل حذروا في الآونة الأخيرة رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأنه ارتكب خطأ سياسيا صعبا حينما أعلن عن إجراء الانتخابات البلدية في مناطق السلطة الفلسطينية وسمح لحركة حماس بالمشاركة فيها.

وعلق الموقع المقرب من الإستخبارات في تقرير رصدته وترجمته جي بي سي نيوز : لقد قدر أبو مازن أن الإعلان عن إجراء الانتخابات سيفاجئ حركة حماس بسبب المشاكل الصعبة التي تعيشها حركة حماس على الساحة العربية الداخلية ، وتجدر الإشارة إلى أن أبو مازن يواجه صعوبات لا تقل عن صعوبات حماس، حيث أن غالبية صلاته مع زعماء العالم العربي مقطوعة- إضافة إلى الصعوبات والمشاكل المالية والداخلية سيدفعها إلى الإعلان عن عدم مشاركتها في الانتخابات، على غرار ما فعلت في انتخابات عام 2012. بيد أن حركة حماس فاجأت أبو مازن وأعلنت عن قبولها للمشاركة في الانتخابات.

وتعتقد واشنطن والقاهرة والرياض وإسرائيل أن أبو مازن ليس على استعداد في هذه الأيام للإصغاء لهم حول أن الوضع على أرض الواقع سيقود نحو نتائج مشابهة لتلك التي حدثت قبل عشر سنوات عام 2006 في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عندما حظيت حركة حماس بأغلبية وخسرت فتح الانتخابات. وحتى لو لم تنتصر حركة حماس في الانتخابات التي ستجري لأربعمائة بلدية فلسطينية والتي سجل فيها حتى الآن حوالي مليون ناخب في الضفة الغربية والقطاع، فإن الحملة الانتخابية يمكنها أن تساعدها في ترميم بنيتها السياسية المدمرة في المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية. أي أن الجهود الاستخبارية المشتركة التي جرت لسنوات طويلة بين الأجهزة الأمنية الأميركية والإسرائيلية، والفلسطينية والتي بذلت خلالها تلك الأجهزة الثلاثة جهودا كبيرة من أجل تفكيك البنية السياسية لحركة حماس، قد ذهبت أدراج الرياح.

إن جميع الجهات الخارجية والفلسطينية الداخلية تعترف بحقيقة أنه حالما تنتهي الانتخابات البلدية في الثامن من تشرين الأول القادم، فإن حركة حماس ستشرع في بناء قاعدة الحملة السياسية - التي تبنيها في هذه الأيام على متن موجة التعاطف معها وفي القرى والمدن الفلسطينية التي ستحرز الفوز فيها .

ولا تقتصر المخاوف الإسرائيلية الأميركية على ذلك فقط، بل أيضا على أن فوز حركة حماس سيفضي إلى تعزيز قوة موجة "الإرهاب" الفلسطينية الحالية، والتي يبدو بعد سنة من انطلاقها في أيلول 2015، في مرحلة التهدئة جدا.

أضاف ديفكا : إن الوضع لدى الفلسطينيين يبدو في حالة ضياع وفوضى، إلى الدرجة التي لا تستطيع فيها شخصيات فلسطينية، وليس فقط خارجية، فهم ما يحدث على الساحة الفلسطينية. فليس من الواضح حتى الآن من هي الجهات الفلسطينية والعشائر والحمائل التي تدعم هذا الطرف أو ذاك.

إن بشائر التنظيم على الساحة الفلسطينية من أجل خوض الانتخابات تشير إلى أن هناك ميلا لدى مؤيدي حركة فتح لتشكيل قوائم مستقلة لا تتضامن مع أبو مازن. ففي نابلس على سبيل المثال، فإن أحد أقطاب حركة فتح المركزيين : غسان الشكعة شكل قائمة مستقلة خاصة به، لا ترتبط بحركة فتح. في حين وضعوا على رأس قائمة حركة فتح في أكبر المدن الفلسطينية، محمد عيش، رجل أعمال والذي كان في الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات مرشحا من حركة حماس. كما قام مؤيدو حركة فتح في البيرة بتشكيل ما لا يقل عن خمس قوائم انتخابية منفردة، أي أن حملة الانتخابات الفلسطينية التي لم تقم بعد بخطواتها الأولية من أجل الانتخابات تبدو فيها حركة فتح منقسمة على نفسها وممزقة بصورة عميقة. والوضع لدى حركة حماس ليس أفضل من ذلك.

لقد ساد الاعتقاد في البداية بأن معارضي أبو مازن في أوساط الفلسطينيين وعلى رأسهم رجل الأعمال محمد دحلان - والذي يتجول حاليا بين بعض الدول والقاهرة ومزرعته الفاخرة في مونتنجرو على البحر الأدرياتيكي – سيؤيدون مرشحي حركة حماس بغية إضعاف والمساس بأبو مازن، والدعم يعني إرسال المال إلى المرشحين المختلفين في حركة حماس. لكن سرعان ما اتضح أن هذه التقديرات ليست صحيحة. فتدخل تلك الجهات في الانتخابات قليلة، والمبالغ المالية التي تصل منها أيضا قليلة جدا. ومن الجائز أن السبب في ذلك يرجع إلى التقديرات الآخذة في الانتشار في أوساطهم وأوساط الفلسطينيين من أن أبو مازن سيعلن في اللحظات الأخيرة عن إرجاء الانتخابات.

وفي إطار محاولاته لتفنيد هذه الأقوال يستعد أبو مازن لما يصفه هو نفسه أمام مقربيه "عملية القدس" فنظرا لأنه يعرف أن إسرائيل لن تسمح للسلطة الفلسطينية بوضع صناديق انتخابية في القدس التي فيها 130000 ناخب، يدرس أبو مازن إمكانية الإعلان عن أن الانتخابات الفلسطينية ستشمل انتخابات لبلدية القدس. أي أن السلطة الفلسطينية تعمل على تشكيل بلدية فلسطينية لبلدية القدس تنافس البلدية الإسرائيلية. وسيقيم رئيس البلدية الفلسطيني الذي سينتخب للقدس وأعضاء بلديته في أبو ديس. بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كم عدد المقدسيين الذين سيشاركون في انتخابات بلدية القدس؟ وفي نفس الوقت فإن عمل إسرائيل ضد انتخابات رئيس بلدية القدس سيكون مبررا لدى أبو مازن لإلغاء الانتخابات، بدعوى استحالة إجراء الانتخابات دون القدس، وتحميل إسرائيل المسؤولية.

وإذا تم لأبو مازن هذا الامر ، فإن السلطة ، ممثلة بأبو مازن توافق على أن تكون ابو ديس ، هي العاصمة الفلسطينية المقترحة ، كونها تقع ضمن القدس ، وهو ما سبق واتفق عليه ابو مازن مع يوسي بيلين في العام 1996 والتي تقضي بموافقة عباس عى أن تكون ابو ديس المحاذية للقدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية . ( المصدر : جي بي سي نيوز - ترجمة خاصة ) .