تقنيّات جديدة لمعالجة حصى الكلى

المدينة نيوز- حين يُعلن عن نفسه... لا بدّ من إلغاء كلّ المشاريع مهما كانت مهمَّة... إذ ما إن يُسدِّد ضربته المُحكَمة حتى تصدر عن الشخص المتألِّم صرخة مُدوية لا يستطيع كتمانها، مصحوبة بشعور خانق يَقطَع الأنفاس، كمَن يلوي خنجراً في الأحشاء ويقطّعها إرباً... إنه المغص الكلوي Colique Nephretique. ما هي أسبابه؟ وما هي التقنيات الجديدة لمعالجة الحصى في الكلى؟ مع الإختصاصي في جراحة المسالك البولية والأعضاء التناسلية، في مستشفى مار يوسف - مركز ريمون وعايدا نجَّار الطبي، البروفسور بيار سركيس الذي كان من السبّاقين في لبنان بتطبيق تقنية الـ Ureteroscopie Souple plus laser أي المنظار القابل للالتواء وتفتيت الحصى من خلال الليزر، للتخلُّص من حصى الكلى وإنقاذ المريض من آلامٍ جُلجُلية.
• ما هو المغص الكلوي؟ وما هي أسبابه؟
يُعرَّف المغص الكلوي طبياً على أنه ألم حادّ في الخاصرة والبطن، وينتج في غالبية الأحيان عن وجود حصاة واحدة أو أكثر في حوض الكلية Bassinet أو في مستوى الحالب Uretère الذي يمر من خلاله البول من الكلى في اتجاه المثانة. وتتشكَّل الحصاة جراء تجمّع بلورات معدنية، ما يُسبِّب انسدادات والتهابات في الكلى والمسالك البولية.
• لمَ يتسبَّب بهذه الآلام الشديدة؟
تنجم الآلام بسبب «تنفُّخ» الكلية التي لا تستطيع إدرار البول في اتجاه المثانة وأيضاً من انقباض العضلات الموجودة في الحالب جرّاء انسداد المجاري البولية.
• ما هي الخطوات العلاجية التي تتّبعونها حين يتبيّن أنّ الخلل سببه حصاة في الكلية أو مجرى البول؟
بداية، في حال كانت الحصاة صغيرة الحجم ولا يوجد آثار إلتهابات في الكلية، نتبع العلاج الطبي أي من دون تدخُّل تنظيري ومن دون تفتيت خارجي، مرتكزين على أدوية معيَّنة من شأنها تخفيف الألم وتوسيع المجاري البولية إفساحاً في المجال أمام الحصاة لتسقط من تلقاء نفسها في اتجاه المثانة ومنها الى الخارج.
وفي حال تعذَّر سقوط الحصاة بالأدوية ولا سيَّما إذا تبيَّن لنا أنّ هناك «تنفّخاً» في الكلية مصحوباً بأوجاع مضنية، هنا نتدخّل عبر تفتيت خارجي للحصاة Lithotritie Extracorporelle أو نلجأ لعملية تنظيرية Urétéroscopie فنفتّت الحصاة داخل المجرى ونسحبها وإذا تعذّر الوصول الى الحصاة، نكتفي بالميل الداخلي الذي يوسِّع المجرى البولي ويزيل «تنفُّخ» الكلية.
• هل هناك حالات تستدعي التدخُّل الفوري؟
نعم، هناك حالة تضطرنا الى التدخُّل الفوري وهي عندما تكون الكلية ملتهبة والحصاة قد أقفلت مجراها ولا نستطيع الإنتظار، فنُخضع المريض لعملية تنظير مباشرة. وهناك حالة أخرى تستدعي التدخّل الفوري أيضاً، حين يكون لدى المريض كلية واحدة تعوق الحصاة مجراها.
• بروفسور كيف يمكن الوقاية من تشكّل الحصوات؟
من المهم شرب ليتر ونصف الى ليترين من الماء يومياً على دفعات. أما بالنسبة لسُبل الوقاية الأخرى، فهناك فحوصات نُجريها للمرضى لمعرفة نوعية الحصى وما إذا كان هناك من سبب مباشر يؤدي الى تكوّنها باستمرار لديهم.
• ما هو التقدُّم الذي تحقَّق في مجال تفتيت الحصى؟
هناك تقدّم مهم جداً في مسألة معالجة الحصى في الكلى، وذلك من خلال تقنية تُدعى بالفرنسية Urétéroscopie Souple plus laser أي المنظار القابل للالتواء وتفتيت الحصى من خلال الليزر.
والتقنية هذه تُعتبر جديدة نسبياً ونحن في مستشفى مار يوسف، كنا السبّاقين في تطبيقها، ما يعني أننا قادرون على الوصول الى داخل الكلية واستكشاف «مغاورها» كافة لتكسير الحصاة بالليزر داخل الكلية الأمر الذي لم يكن متوافراً في السابق، إذ كنا نضطر للتفجير الخارجي أو مُجبرين على ثقب الكلية للوصول الى الحصاة.