رئيس مجلس الاعيان: أزمة اللاجئين والمهاجرين نتاج الصراعات والازمات

المدينة نيوز- أكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز على ان الهجرة وقضية اللاجئين التي يعاني منها العالم في الوقت الراهن ، والمرشحة للزديادة والاستمرار ، ما هي الا نتاج للعنف والصراعات ، وعدم الاستقرار والفوضى السائدة في منطقة الشرق الاوسط منذ وقت طويل ، من دون ان يلتفت العالم اليها ، ويتحمل مسؤولياته الاخلاقية والانسانية حيالها.
وعرض رئيس مجلس الاعيان ، في الكلمة الرئيسة التى القاها اليوم ، في مؤتمر رؤوساء البرلمانات ، في الجمعية البرلمانية الاوروبية \مجلس اوروبا ، المنعقد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، رؤية الاردن لمجمل الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط ، وخاصة القضية الفلسطينية والازمة السورية ، ورؤيته لحل ازمة اللاجئين ، ومواجهة الارهاب والتطرف ، وكيفية التخلص من الكراهية والغلو ، واثر التعايش الديني "الاردن نموذجا " للتقارب بين الشعوب .
وقال الفايز ان عدم الاستقرار والفوضى ، والصراعات السياسية ،التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط ، والعديد من دول العالم ، رافقها مؤشرات عديدة، بات تشكل خطورة على السلم العالمي والانساني ، فقدت بدأنا نلحظ تصاعد وتيرة موجات الكراهية ، القائمة على منطلقات متطرفة او طائفية او عرقية .
واشار امام المؤتمرين ، الى ان المجتمع الدولي ، وخاصة الاوروبي لم يولي قضية الهجرة واللاجئين الاهتمام الكافي ، الا بعد ان بدأت تنعكس اثارها السلبية على المجتمع الدولي ككل ، وبدأ اللاجئون ينتقلون نحو الاراضي الاوروبية ، هربا من القتل والفوضى في مناطقهم ودولهم ، وقال " للاسف اقول بان قضية اللاجئين واهتمامكم بها ، مرتبط فقط باستمرار تدفقهم الى دولكم ، وانه من المؤسف حقا عدم وجود وجود افاق لنهايات منظورة للازمات والصراعات في منطقتنا " وخاصة التي تضرب سوريا والعراق وليبيا ، وعدم وجود بصيص امل لاحراز تقدم مفاجئ في المحادثات المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي التاريخي ، مبينا ان هذا الحال يشكل مصدرا للمزيد من الشك وعدم الاستقرار الإقليمي .
واشار الفايز الى ان كافة الجهود الباحثة عن التسويات السياسية ، وحل الصراعات في منطقتنا قد باءت بالفشل ، والنتيجة زيادة في اعداد القتلى ، وانتشار الدمار المروع والكارثي ، كما ان ذلك ، قد خلف المزيد من المشردين واللاجئين ، واوجدت حالة الفوضى السياسية والدمار ، تربة خصبة لآنتشار المنظمات الإرهابية العاملة على نطاق عالمي.
واشار الفايز الى انه من سوء الحظ ، فان الانتفاضات الشعبية المسماة " بالربيع العربي " والتي انطلقت في معظم الأقطار العربية ، قد عملت على تدخل الجميع في شؤون دولنا العربية ، وتحولت القضايا المطلبية المحلية فيها ، الى حروب إقليمية ودولية معقدة .
واكد رئيس مجلس الاعيان ، على انه بالرغم حالة الفوضى التى تسود منطقة الشرق الاوسط ، ورغم ان الاردن وسط منطقة مضطربة ، الا انه استمر كما كان على الدوام ، واحة للامن والاستقرار والسلام ، مشيرا الى ان هذا يعود الى القيادة الهاشمية الرشيدة والحكيمة، ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ، والتي نجحت في إبقاء الاردن ، متحدا وقويا ، ولكافة مواطنيه نفس الحقوق ، وعليهم نفس الواجبات ، رغم انه يتكون من عناصر عرقية ودينية مختلفة .
واضاف ان وعي الشعب الأردني ورشده ، وكفاءة قواتنا العسكرية ، واجهزتنا الامنية ، قد مكننا كذلك ، من الحفاظ على امننا واستقرارنا ، واستطاعت اجهزتنا الأمنية والعسكرية التعامل بحكمة وحزم ، مع كافة قوى الارهاب والتطرف التي تستخدم الدين كأداة لتوظيف الشر وتنفيذ اجنداتها التدميرية .
ودعا رئيس مجلس الاعيان ، المجتمع الدولي الى دعم الاردن لتمكينه من الاستمرار كدولة راعية للسلام ، ويتصدى للارهاب والتطرف بقوة وحزم ، ودولة تقوم بدور انساني واخلاقي كبير عجزت دول كبرى وغنية القيام فيه ، الا وهو استقباله لمئات الاف من اللاجئين السوريين .
واضاف الفايز ، ان على العالم ان يدرك ، بان الفوضى السياسية ، والدمار والقتل الجاري في منطقة الشرق الاوسط ، قد رتب تحديات اقتصادية وامنية كبيرة على الاردن ، وقال " تعد مواردنا الشحيحة بالنسبة للأردنيين غير كافية لتوفيرها لأكثر من 2,5 مليون لاجئ ومغترب يعيش في البلاد" .
وبين انه وبالرغم مما حققه الاردن ، الا اننا في الاردن ، نبذل ما بوسعنا ، للحفاظ على دوران عجلة الإصلاح التدريجي طوال الوقت ، وبسبب الاوضاع المحيطة بناء ، فأننا نعمل على الموازنة ، بين الامني والسياسي ، لتستمر عجلة الاصلاح دون توقف .
وبخصوص الاوضاع الراهنة في المنطقة ، اوضح الفايز امام المؤتمرين ، بان موقف الاردن الجليّ ، حول مختلف الأزمات الإقليمية ، يتمثل في دعم أية جهود بناءة ، من شأنها إنهاء الصراعات الطاحنة، وإيجاد السلام، والبدء بإعادة الإعمار، وخلق الإدارات الديمقراطية التمثيلية ، بحيث تستطيع الشعوب المشاركة في عملية صنع القرار، فعند ذلك سيتمكن اللاجئون من العودة إلى أوطانهم ، وان هذا الامر لا يمكن ان يتحقق ، الا بوجود خطة دولية بناءة ضخمة في المنطقة بأسرها ، تعمل على اعادة الامن والاستقرار لها .
وفيما يتعلق بموضوع " حشد البرلمانات ضد الكراهية ، للوصول إلى مجتمعات شاملة وغير عنصرية " ، المطروح للنقاش في المؤتمر ، قال رئيس مجلس الاعيان ، ان المظاهر البشعة التي تجتاح مجتمعاتنا ، مثل الكراهية، والخوف من الغرباء، والعنصرية، واليأس، والعنف، والتطرف، والإرهاب المدمر للذات، ما هي إلا أعراضا لمسببات أعمق ، لهذا يجب أن ينصب جل التركيز على المسببات الجوهرية ، وليس فقط على الأعراض.
وقال " انه ليؤسفني أن أعترف بأن منظومة الأمم المتحدة أخفقت في جعل عالمنا مكانا أفضل لغالبية الشعوب للعيش فيه كما تعهدت في الميثاق" مبينا بان الأمم المتحدة ، لم تكن قادرة على حل العديد من النزاعات .
واشار الفايز الى الصراع العربي الإسرائيلي ، كمصدر للكثير من المتاعب، قد تم إدراجه على أجندة الأمم المتحدة منذ نشأتها، لكنها ما زالت عاجزة عن ايجاد حل لهذا الصراع ، بحيث يتمكن الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة .
وقال ان عالمنا اليوم ، مليء بالظلم، والفقر، والجهل، والمجاعة، والصراعات العنيفة، وغياب القانون، والأمراض ، والإرهاب والتطرف، فقلة من الأماكن تشعر شعوبها بالأمان والاستقرار ، مؤكدا على انه ورغم إهدار مليارات الدولارات على الحروب الهدامة، إلا أن القليل فقط يخصص لحفظ السلام والتنمية النافعة في العالم والدول الفقيرة .
وحول الارهاب بين الفايز ، بانه وعلى الرغم من الجهود المبذولة، سواء في مجال الحوار بين الأديان، والدراسات، والبحوث، ومحاولات التقريب بين الشعوب ، إلا أن الاندفاع تجاه العنف لا زال مستمرا ، بسبب تجاهل الأسباب الجذرية ، واللجوء إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية العملية لمحاربة الإرهاب ، مثل التفتيش، ونقاط الغلق والمراقبة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات سياسية ، تتضمن وضع تشريعات جديدة ، تعالج ضوابط الهجرة وتشددها .
وقال ان هذا لا يكفي في القضاء على الارهاب ، فالارهابين سيستمرون ، بايجاد إجراءات مضادة ، ما لم نتمكن سويا من استئصال القوى ، التي تقود الشعوب إلى قتل أنفسها وغيرها بدم بارد.
واوضح بان التفجيرات الانتحارية ، التي تنفذها العصابات الارهابية في تزايد مستمر، وهذا يعد مؤشرا على امتلاكها القوة ، لذلك فان الحرب على الارهاب مسؤولية الجميع ، ويجب التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة.
وشدد على دور البرلمانات في محاربة الارهاب، وقال الفايز "ان البرلمانات قادرة في الواقع على أن تلعب دورا قويا في محاربة الارهاب ، ويبدأ هذا الدور بالاعتراف أولا ، بأن الارهاب مشكلة خطيرة " ،وبعد ذلك تقوم البرلمانات بدفع الحكومات الى اتخاذ الاجراءات العملية ، القادرة على مواجهة الارهاب والقضاء عليه وعلى مختلف تنظيماته.
--(بترا)