كلام سري وغير منشور عن الرفاعي وأبيه

تم نشره الإثنين 09 آب / أغسطس 2010 03:12 صباحاً
كلام سري وغير منشور عن الرفاعي وأبيه

المدينة نيوز – خاص – كتب رئيس التحرير - : يحزنني ، على الصعيد الشخصي ، أن أرى ملء العين رجلا بمواصفات سمير الرفاعي ، أبن ناس ومحترم ، يمعن كل هذا الإمعان في الإستخفاف بالبشر لدرجة الضحك عليهم وعلى ذقونهم وذقون اللي خلفوهم ، خلال قراراته ( مجهولة التوقيت ) التي استحالت بنزينا لاهبا ولو لم تمسسه نار .
هذا الرجل الذي نزل علينا بالمظلة ، ما زال يعيش في الاجواء التي تربى عليها ( أقصد الفخفخة والفخامة والهاي هاي ) إذ أكاد أحلف بالطلاق : أن سمير الرفاعي لم يذق في عمره لا الفلافل ولا الخبز الذي أعرفه أنا وأنت ، ولم يسبق له أن كرر لبس جراب كندرته مرتين .
للتوضيح : فإن احتقار الناس لا يعني أن تسبهم وتلعن ( أبوهم ) .. بل أن تحكم بمثل ما يحكم سمير الرفاعي بالضبط .
لا أريد الحديث لا عن المعلمين ولا عن عمال المياومة ولا الإستيداع ولا عن استهتار الحكومة ( مؤقتا ) بقرارات اتخذت بمقاطعة الإنتخابات ولا بالجوع الذي ( دق ) بالأردنيين ولا بالتفنيشات التي تقع على العمال والموظفين ولا بتحكم رأس المال بحياتنا الحاضرة والمستقبلية ، ولا عن وزير المالية الذي لو حسبنا مقدار ما وفر على البلد ( حسب تصريحاته ) فإننا نكون قد سددنا المديونية منذ شهور ، ولا عن البلاوي المتلتلة التي نكابدها ليل نهار ، بل سأتحدث عن سمير الرفاعي كإنسان ، كمواطن ، كشخص من بين هذه الشخوص التي نعرفها .
أخبرني مصدر موثوق ، ومقرب من الرئيس : أنه كان بصدد حملة مضادة لتحسين صورته بعد أن فقد بريقه بسرعة الصاروخ ، إذ يقول ( المخبر الصادق ) : إن الرئيس ناقش مع عدد من أقرب أصدقائه الورطة التي وقعت فيها الحكومة بعد مقاطعة الإسلاميين ، وخرجوا بانطباع بأن على الرئيس أن يستدعي جحافله ويبدأ هجمة مضادة في الإعلام وفي غير الإعلام بغية تحسين صورته ، والتقدم بخطوات تجاه من قاطعوا حتى لو دفعت الحكومة ثمنا باهظا وهو إعادة جمعية المركز الإسلامي للاخوان المسلمين ، غير أن العقبة التي واجهت هذه الفكرة هي عدم قدرة الرفاعي على اتخاذ مثل هكذا قرار . .
الفأس الذي وقع في الرأس كما يقال ، هو أن الرفاعي سيطرت شخصيته على جلسة مجلس الوزراء التي اقر فيها قانون النشر الألكتروني والذي يرمي إلى إغلاق كافة المواقع الإخبارية الأكترونية التي لا تسبح بحمده .
وأسوق هذه الحكاية التي لا يعرفها إلا 3 أشخاص بالإضافة إلى الرفاعي وهي : أن زميلا صحفيا وأثناء كان الرفاعي في دبي كابيتال ( طخ ) على الرجل بالمليان ، فجن جنون الرفاعي الذي استدعى مستشار الشركة القانوني وطلب منه رفع دعوى قضائية على الزميل وعلى الموقع ، فما كان من محامي الشركة إلا الإتصال بمحام عريق ( لا نذكر اسمه ) طالبا منه أن يرفع الدعوى عن طريق مكتبه هو ، فاستشار المحامي وهو نقابي سابق أحد زملائه فنصحه بان لا ( يبلش ) مع المواقع الألكترونية ، وأن يعتذر عن هذه القضية ، لأن المواقع سوف تفتح عليه النار ، فاتصل بمحامي الشركة معتذرا عن قبول رفع الدعوى ، فاضطرت دبي كابيتال لرفع الدعوى مباشرة وانتهى الامر بوساطات .
هذه الحكاية سقناها كمقدمة لحادثة أخرى مشابهة لا أعتقد أن كثيرين في الوسط الصحفي يعرفونها خاصة من الجيل الجديد كونها وقعت قبل 20 عاما .
ففي يوم من أيام عام 1990 ، وأثناء كان الطخ شغالا على الرفاعي الأب بخصوص انهيار الدينار وبخصوص انكشاف الإقتصاد لدرجة قيل بعدها أن البنك المركزي كان شبه مفلس ، إذ بجرس الهاتف يرن ، وإذ على الخط الآخر السيد زيد الرفاعي يطلب الحديث مع الزميل نايف الطورة ، طالبا منه إجراء لقاء صحفي مع شيحان ليفند فيه كل اتهامات نواب البرلمان الحادي عشر ، الذين اوسعوا الرفاعي الأب بكل ما يخطر على بالكم ، وفعلا ، رصدنا ثلاثتنا : أنا وجهاد المومني ، ونايف الطورة نهاية جلسة البرلمان ، وانطلقنا إلى منزل الرفاعي في جبل عمان ، فوجدنا الرجل في انتظارنا على أحر من الجمر .
تحدث الرجل ودافع عن نفسه وكان خلال الحديث والضيافة متواضعا ورحبا وهذه حقيقة يجب ذكرها ، إذ أصر هو على تقديم الشاي بنفسه ، وعلى تقريب الطرابيزات وتحريكها من أماكنها إلى حيث نجلس ، وإلى إسماعنا كل ما هو جميل عن الصحافة التي قال لنا حينها إنه يؤمن بها ، وبدورها ، مع أنه وطوال أعمار حكوماته لم يسبق له أن آمن بالصحافة بالمرة .
بعد انتهاء اللقاء ، خرجنا باتجاه الجريدة ومعنا صيد ثمين هو رد الرفاعي الأب على اتهامات النواب ، وأذكر انه ظل على اتصال معنا مستفسرا عن موعد الطباعة وما إلى ذلك من أمور فنية ، تؤكد قلقه الذي ما بعده قلق .
خرجنا في اليوم التالي بعنوان ( الرفاعي يرد على النواب ) وأذكر أن القضية كانت حديث كل الناس واستمرت تداعيات التصريحات التي أطلقها الرفاعي لأشهر طويلة ، فالرجل كشف عن أسرار لم يكن له ليكشف عنها لو انه ما زال في الحكومة أو حتى لو لم يكن قد اصابه ما أصابه من انفضاض الناس عنه باستثناء القلة القليلة من مريديه وأنصاره ، وهم ، شئنا أم أبينا – موجودون كانوا وما زالوا ، إن لم يكونوا هم فأبناؤهم بل وحتى أحفادهم في هذه البلد التي أراد البعض جعلها مزرعة لهم ولأنسالهم من بعدهم .. .
إذن ، فقد لجأ الرفاعي الأب إلى الصحافة لإخراجه من ورطته ،وآن للإبن أن يتعلم : كيف يخرج من ( ورطاته ) التي لا تنتهي .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات