مساهمات الجرشيين بالثورة العربية الكبرى

المدينة نيوز :- أكد مؤرخون في محافظة جرش ان الجرشيين كباقي الاردنيين آمنوا بالثورة العربية الكبرى ومبادئها وكان لهم بصمات تاريخية حافلة بالإنجاز والعطاء، مشيرين الى ان الجرشيين أبلوا بلاء حسناً في ثورة العرب الأحرار ورفضوا الظلم والاستبداد وكافحوا ونافحوا من أجل رفع راية العرب وتحقيق أهداف هذه الثورة.
وقال الباحث الدكتور راضي النواصرة ان الثورة العربية الكبرى لم تكن تمردا على الحكم العثماني، ولم تكن سببا في انهيار الدولة العثمانية وسقوط الخلافة الاسلامية، وانما كانت نتيجة الظلم والفساد والطغيان والاعدامات الاجرامية التي مارستها الدولة العثمانية ضد رجالات العرب وشيوخهم، ثم ان الخلافة العثمانية سقطت قبل التاريخ 1924، لأن بوادر سقوطها كان بفعل سلاطينها بتصرفاتهم وظلمهم وفسادهم قبل ميلاد الثورة بكثير.
واضاف، ان من ينصف الحقيقة يقول بصراحة ويقين لا يعتريه الشك، أن الشريف الحسين هو أول من زرع بذور اليقظة في الشعوب العربية، وهو أول من غرس مبادئ الوحدة العربية بين أبناء الأمة العربية من منطق وعي وإدراك بخطورة الوضع الذي كانت ترزح تحته الأمة العربية بسبب ممارسات الأتراك وظلمهم ضد العرب في سوريا والعراق.
واشار الى ان بوادر الثورة العربية لم تنشأ في الحجاز فقط ، بل تشكلت جمعيات عربية من عدة بلدان عربية كانت تئن من وطأة الظلم وممارسات القهر مثل دمشق وبيروت، وكان نتيجة ذلك أن الضغوط التركية كانت تمارس على الشريف حسين حيث أقدمت السلطات التركية على اعدام مجموعتين من أحرار العرب في ساحة المرجة بدمشق وفي ساحة الشهداء في بيروت، وعندما سمع الأمير فيصل خبر اعدام الاحرار، وهو في دمشق، صاح صيحته المشهورة (طاب الموت يا عرب)، فأرسل الى والده رسالة قصيرة يخبره فيها (بكلمة سر) يفهمونها وهي (أرسلوا الفرس الشقراء)، كرمز يعني اعلان بدء الثورة، فأطلق الشريف حسين بن علي رصاصة الثورة العربية الكبرى من شرفة منزله في مكة المكرمة في التاسع من شهر شعبان سنه 1334 هجرية الموافق للعاشر من حزيران سنه 1916ميلادية.
وقال النواصرة، وفيما يتعلق بقرى وأعمال منطقة جرش التي كانت تابعة لجبل عجلون ثم الى منطقة حوران والتابعة بدورها لولاية الشام فقد كان السكان يعانون الويلات على أيدي العسكر الأتراك الذين كانوا يدخلون البيوت والمنازل على حين غرة، ويفتشون عن الرجال ليقتادوهم الى الجندية وقد اقتادوا على سبيل المثال من بلدة كفرخل سليم فليح محاسنة، ومحمد فالح الموسى، ومفلح الفالح الموسى، حسن علي عيسى، احمد سليمان عيسى، محمد عقله مفلح محيسن، احمد محمد موسى محاسيس، محمد حمد يعقوب بني طه، محمد سليمان نواصرة، عيد احمد فلاح نواصرة، موسى عقله ابو غزلة، وهؤلاء لم يعودوا الى بيوتهم منذ ذلك التاريخ.
أما الاشخاص الذين اقتادوهم الى الجندية ولكنهم عادوا الى منازلهم لأنهم استطاعوا الهروب، فمنهم علي فلاح النواصرة، حسن محمد ابو ناصر، محمد نهار الناصر، عبد الحميد محمد الموسى، محمد حسين اليونس، محمد موسى المحاسيس، وهذا الأخير استطاع ان يخرج شخصا آخر من السجن كان في منطقة الآستانة في تركيا واسمه سالم العيسى المحاسنة الملقب (الصيني).
وكان الجيش التركي يقوم بترحيل الناس من منازلهم وتهجيرهم من مناطقهم، وكان أهل المنطقة عندما تتعسر الأمور عليهم وتدلهم الخطوب يلجأون الى الباشوات والمتنفذين في المنطقة مثل عبد العزيز وعلي باشا الكايد، وحدث أن قام عبد العزيز باشا الكايد باصطحاب وجهاء المنطقة ووجهاء جبل عجلون ومنطقة حوران وذهب الى الوالي في الشام من أجل اعفاء الناس من الضرائب الباهظة التي فرضتها الحكومة التركية، فاقتنع الوالي بسوء الحالة المادية وتم اعفاؤهم من الضرائب.