الأردن يشارك في مؤتمر لوزان

المدينة نيوز :- بعد ثلاثة اسابيع من الخلاف، تستأنف الولايات المتحدة وروسيا السبت في مدينة لوزان السويسرية لقاءاتهما حول سوريا بدون آمال كبيرة في تحقيق اختراق بينما يتواصل قصف الطائرات الروسية والسورية للاحياء الشرقية لمدينة حلب.
والاجتماع الذي سيعقد بعد الظهر بحضور دول اخرى متورطة في النزاع السوري يتزامن مع اجواء من التوتر الكبير بين روسيا والغربيين الذين يتهمون موسكو "بجرائم حرب" في الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في مدينة حلب.
ويأتي هذا الاجتماع بينما يتحدث عدد من الدبلوماسيين والخبراء عن احتمال استعادة نظام الرئيس بشار الاسد ثاني مدن سوريا، مما سيشكل انتصارا رمزيا واستراتيجيا حاسما له منذ بدء النزاع في 2011.
وصرح مسؤول اميركي ان اللقاء لا يهدف الى تحقيق نتيجة فورية بل الى دراسة افكار للتوصل الى وقف الاعمال القتالية.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان الولايات المتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو، ترغب في حضور دول المنطقة "الاكثر تأثيرا على الوقائع على الارض" الى طاولة المفاوضات.
وتابع "لا اتوقع اعلانا مهما في ختام هذا اللقاء وستكون العملية بالغة الصعوبة".
وقال لافروف "لا اتوقع شيئا محددا من هذا الاجتماع". اما مكتب كيري، فقد اعلن ان "الموضوع الرئيسي للاجتماع سيكون الوحشية المتواصلة في حصار حلب".
وتشارك تركيا والسعودية وقطر الدول الداعمة للمعارضة في الاجتماع على غرار ايران الداعمة للنظام السوري,وسيشارك المبعوث الخاص للامم المتحدة ستافان دي ميستورا في اللقاء وكذلك ممثلون عن مصر والعراق والاردن.
ولم تدع الدول الغربية ولا سيما فرنسا وبريطانيا اللتان تبنتا مؤخرا موقفا متشددا حيال موسكو.
وانتقدت المعارضة السورية عدم دعوتها الى محادثات لوزان، محملة الروس والاميركيين مسؤولية تدهور الوضع في سوريا.
وقال عبد الاحد اسطيفو نائب رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" ابرز ممثلي المعارضة السياسية، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان "تغييب السوريين عن الاجتماعات التحضيرية هو احدى الاشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الاوراق".
السيطرة على حلب باي ثمن
ما الذي يمكن ان ينتج عن هذه المحادثات الجديدة بينما تجري واشنطن وموسكو مناقشات منذ سنة ونظمتا عشرات الاجتماعات وابرمتا اتفاقين لوقف اطلاق النار لم يصمدا اكثر من ايام؟
وقال كريم بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "يمكننا ان نتصور ان القوتين العظميين ستمارسان ضغوطا على حلفائهما لمحاولة انتزاع اتفاق لوقف اطلاق النار".
لكنه رأى ايضا ان "الروس يحاولون تعزيز تقدمهم الى اقصى حد قبل ان يصل الى السلطة خليفة (الرئيس الاميركي) باراك اوباما، وعلى الارجح هيلاري كلينتون التي ستكون اكثر حزما بشأن سوريا من الرئيس الحالي".
باتجاه اجلاء قسري للاحياء الشرقية
وذكرت مصادر عدة ان اجتماع لوزان سيدرس خطة اقترحها مؤخرا دي ميستورا، وتهدف الى تأمين خروج آمن لمقاتلي تنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقا الفرع السوري لتنظيم القاعدة).
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي ان "الشيطان يكمن في تفاصيل هذه الخطة". واضاف "سيتم اجلاء من؟ هل هم مقاتلو النصرة فقط ام سيكون الامر نوعا من الاجلاء القسري لكل سكان شرق حلب؟".
وتابع "حسب التقديرات التي اقر بها الروس، لا يتجاوز عدد مقاتلي النصرة الالف شخص. الروس يعترفون بذلك بانهم يقصفون سكانا مدنيين عددهم 260 الف نسمة من اجل 900 شخص".
ومنذ آذار/مارس الماضي، اسفر النزاع في سوريا الذي ازداد تعقيدا وتدويلا، عن سقوط أكثر من 300 الف قتيل وتهجير الملايين وتدمير البنى التحتية.(ا ف ب)