ندوة حول كتاب الأردن في الوثائق السّرية البريطانية

المدينة نيوز :- نظمت أمانة عمان مساء اليوم الاثنين، ندوة نقدية حول كتاب الأردن في الوثائق السرية البريطانية "1953-1957"، السنوات الخمس الاولى من عهد الملك الحسين بن طلال رحمه الله، لمؤلفه الباحث والزميل الصحفي ماهر عثمان.
واشتمل الكتاب الذي جاء في 526 صفحة من القطع المتوسط، على مقدمة و23 فصلا، تناول بعضها: تتويج الحسين واعتداءات اسرائيل، وخطة بريطانيا لنشوء اسرائيل، وخوفها من التيار الوطني، وترحيل غلوب، وتشكيل حكومة النابلسي والعدوان الثلاثي، الى جانب فصول متعددة تحدثت عن ابرز ما حملته الوثائق في تلك الحقبة.
وقال امين عمان عقل بلتاجي، خلال الندوة التي عقدت بمركز الحسين الثقافي وادارها الكاتب محمد رفيع، ان جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، كان سابق عهده وزمانه، مشيرا الى ان ثمة العديد من الوثائق التي تشير لدور الهاشميين، وعظمة هذا البلد، بات من الضروي أن يطلع عليها النشء ويقرأها لمعرفة ذلك التاريخ وتفاصيله.
واكد بلتاجي ان ما يتمتع به الاردن من نقاء وقدرة ومنعة ومرونة اضحى محط اعجاب الكثيرين في العالم، مشيرا الى حالة التراحم والوئام التي يسير عليها ابناء الوطن والتي تعد شاهدة على صلابة البلد وتماسكه.
وقال الباحث والمؤرخ الدكتور علي محافظة، ان الكتاب يحتوي على معلومات غزيرة ودقيقة حول تطور الاحداث السياسية في الاردن خلال حقبة زمنية مهمة وخطيرة وهي السنوات الخمس الاولى في حكم الملك الحسين طيب الله ثراه.
واكد ان تلك الحقبة شهدت عواصف سياسية عنيفة وعراكا شديدا بين الاحزاب السياسية الاردنية الناشئة وعزما شعبيا قويا على الثأر بعد النكبة، والهزيمة التي لحقت بالجيوش العربية في الحرب مع اسرائيل خلال سنتي 1948 و1949.
من جهته قال المؤرخ الدكتور محمد الارناؤوط، ان الكتاب بما حمله من وثائق، كشف عن الكثير من الامور التي كان يعدها الناس من المسلمات، مؤكدا ان اصداره يعد حدثا هاما ومرجعا للباحثين، لمناقشة ما فيه من احداث ليكون ملهما الى المئوية التي ينتظرها الوطن خلال الاربع سنوات المقبلة.
وقال ان ما يميز الكتاب انه يحوي وثائق تنشر كاملة ولأول مرة، منها ما يوضح عجز لندن على معرفة ما يدور في فكر الحسين الملك الشاب، واصابتهم بالصدمة اثر قراره المفاجىء بانهاء خدمات الجنرال غلوب وترحيله، مؤكدا ان اصرار جلالته كان كرامة لنفسه ولوطنه وللشعب الاردني.
ودعا الارناؤوط الى ضرورة ان تكون هناك معاهد ومؤسسات تعنى بالتوثيق في هذا المجال، معتبرا ان ما جاء في الكتاب يعد مكملا لما كتبه المؤرخ المرحوم سليمان الموسى في كتاباته حول تلك الحقبة من تاريخ الاردن.