"عين على القدس" يسلط الضوء على تحديات التعليم في المدينة

المدينة نيوز:- قال الكاتب والمحلل السياسي عضو اللجنة الأهلية للدفاع عن المناهج في القدس راسم عبيدات، ان الاحتلال الاسرائيلي يشن حربا شاملة على المقدسيين حتى في أدق تفاصيل حياتهم اليومية الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لافتا الى أن الاستيلاء على الأرض لا يعني انتهاء شعب، ولكن الهزيمة الأساسية اذا تمت السيطرة على الذاكرة الجمعية.
وأشار عبيدات لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، الى الخطر الحقيقي والجدي في هذا الاتجاه، المتمثل بالتركيبة الغريبة للمسار التعليمي في مدينة القدس التي يوجد فيها خمس مظلات تعليمية وتربوية أكبرها هي المدارس الحكومية التي يتحكم الاحتلال بها بالكامل.
وأوضح ان الكتب المدرسية كانت تطبع في مطابع السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن الاحتلال استطاع في عام 2011 أن يضخ المال المشروط لأكثر من 40 مدرسة أهلية وخاصة كونها تعيش أزمة مالية خانقة، وألزمها بتدريس منهاج مشوه في محاولة لتقزيم الوعي والسيطرة على الذاكرة، ليبدأ صراع من نوع جديد بين الفلسطينيين والاحتلال أشعله الخطة الشاملة والكاملة التي وضعتها وزارة التعليم الاسرائيلية للسيطرة على العلمية التعليمية في مدينة القدس.
ولفت عبيدات الى أن الاحتلال يعمل على تفريغ المدارس داخل البلدة القديمة في محاولة لفرض الرواية الصهيونية الكاملة ليس على العملية التعليمية فحسب، بل على المسار التاريخي بشكل كامل، مشيرا الى وجود اشكالية حقيقية وجدية في مخرجات التعليم الجامعية، فالاحتلال يربط الطلاب الفلسطينيين في مدينة القدس باتجاه التوجه الى الجامعات الاسرائيلية، وأعلن عن سنة تحضيرية مجانية للتدريس في هذه الجامعات، وهو لا يعترف بالشهادات الصادرة عن جامعة القدس، ويحاول أن يفرض على الطلبة الفلسطينيين التوجه الى الجامعات الاسرائيلية مستغلا سوء أوضاعهم المعيشية.
من جانبه قال وزير التربية والتعليم الفلسطيني صبري صيدم، ان اسرائيل قررت اعلان الحرب على الهوية الفلسطينية، وترى في مدارسنا الساحة الوحيدة لصنع الهوية الفلسطينية، محذرا من أن التعليم المقدسي في خطر، وهناك محاولات حقيقية للإجهاز على العملية التعليمية في القدس.
وأكد ممثل الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الطفل، فرع فلسطين، عايد أبو قطيش، الترابط بين الحق في الحياة والحرية، والحق في التعليم وهو ما تعمل اسرائيل في التضييق عليه بكل الوسائل، مشيرا الى مسؤولية المجتمع الدولي، على اعتبار أن اسرائيل طرف في الاتفاقيات الجوهرية لحقوق الانسان، ومنها اتفاقية مناهضة التعذيب واتفاقية حقوق الطفل، ومن المفترض أن تقوم الدول والأطراف في هذه الاتفاقيات بممارسة ضغوطها على اسرائيل من أجل الوفاء بالتزاماتها بهذه الاتفاقيات.
(بترا)