جماعة الاخوان المسلمين تصدر بياناً

تم نشره الإثنين 12 كانون الأوّل / ديسمبر 2016 08:18 مساءً
جماعة الاخوان المسلمين تصدر بياناً

المدينة نيوز :- اصدرت جماعة الاخوان المسلمين بياناً حول مناسبة المولد النبوي وتالياً نصه :

الحمد لله حمداً يليق بجلاله ، والشكر على نعمة عبادته ، سبحانه أنار القلوب بالنيات الخالصة ، واختار لخواصّ خلقه تبليغ دعوته ، وهداهم وهدى بهم وأرشدهم إلى خيري الدنيا والآخرة .

ونصلي ونسلم على من كان مولده موعداً لتحقق البشارة التي جرت على لسان الأنبياء جميعاً ، فقال سبحانه على لسان عيسى عليه السلام :"وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ " (الصف: 6) .

فان جماعة الاخوان المسلمين- الاردن لتتقدم للشعب الاردني ، و للامتين العربية و الاسلامية بالتهنئة و المباركة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ، ذكرى مولد الحبيب المصطفى ، مولد خير الانام ، ذلكم النبي الذي انتهى إليه ميراث الأنبياء عليهم السلام ، ميراث إقامة الدين لله باتباع رسل الله . فحمل الدين وأراد لأتباعه أن يحملوا همّ الدين ، فأعدّ لذلك نفوساً تحميه وتفديه لا تتخلى عنه ولا تُخليه لأعدائه . أراد رسول الله لأتباعه أن يقوموا بإطلاع الناس على محاسن شريعتهم ليسهل انقيادهم لدين الله . علمهم كيف يقيمون الدين بالاتفاق عليه لا على الاختلاف فيه , الاتفاق عليه نهجاً للحياة وطريقاً للنجاة , وجنّبهم الاختلاف فيه بأن أخرجهم من رقّ الشهوات و الاهواء ، فارتبطت قلوبهم مع بعضهم بعضا بأخوة صادقة ظلت منارة يُهتدى بها إلى يوم الدين .

لم يأمرهم بحفظ متون الألفاظ والتفريط بمعانيها , والانشغال بالرقائق وتأملها عن الانطلاق في الأرض وتحقيق مراميها , ولم يأمرهم بالعمل بظاهر نصوص الأحكام دون الالتفات إلى مقاصدها ومآلاتها . تمثّل أمامهم جامعة للأخلاق كي يقتدوا به ، فكانت شجاعته في مهابته ودفاعه عن الدين , والصبر على الملمّات ، والوفاء بالوعد .

و تخلّق بالعفة فمَلك القناعة ، واقتصر على أدنى معيشة ، ولم يسأل الناس شيئاً لنفسه . أبصر الناس خلق العدل فيه إنجازاً بالوعد ، وإيثاراً على النفس ، وتبرعاً بالمال ، وسماحةً في أداء الحقوق ، وإجابة للسائل مع طلاقة في الوجه وحسن في القول .

احترم عقول أصحابه رجالاً ونساءً ، ليكونوا من بعده أمة تعي قَدْر عقولها ، فتصدح بالحجة ، وتمارس ثقافة الرأي والشورى ، وتترفع عن النقيصة بخلق الحياء ، وتثبت في البأساء والضراء ، وتتحلّم عن سفاهة السفهاء.

عاش صلى الله عليه وسلم بين الناس ولم يعش في عزلة أو صومعة ، يأكل مما يأكل الناس ، ويشرب مما يشربون ، ويمشي في الأسواق ، يخالط الناس في أفراحهم وأتراحهم . يغضب إذا انتهكت محارم الله ، ويغار على أعراض الناس ، ويأخذ على يد القوي إذا جار ، وينتصر للضعيف .

قاد معركة تحرير النفوس من العبودية وسط الجموع الكافرة المتآمرة عليه ، والتي ما فتئت ترميه بألفاظ القدح وتؤذيه بكافة أشكال الأذى وبكل ما تستطيع ، فلم يزده ذلك إلا إصراراً على حمل الدعوة وتبليغ الرسالة.

تفرّد في زعامته ، إذ لم يكن يسعى لتحقيق سؤدد شخصي لذاته كما يفعل زعماء الأرض ، ولم يفرض نظاماً متسلطاً مستبداً ، بل كان زعيم فكرة لنهضة الأمة ، ولنشر الدين الحق في الدنيا . فخلّص الناس من الظلم بإقامة العدل بمفهومه الصحيح في تدبير شؤون المحكومين ، وإرساء قواعد الشورى، وصيانة كرامة الانسان في ماله وعرضه ونفسه ، واحترام الانسان وتمكينه من التمتع بجميع الحقوق ، والمطالب المشروعة ، كالحق في الحياة ، الذي يكمل معه الايمان ومحاربة الفساد والاستبداد ، ومعاملته معاملة تليق به كمخلوق مكرم ، فضله الله سبحانه على سائر المخلوقات , وحقّق لهم الاستقرار بإقامة مؤسسات الدولة بمختلف درجاتها .

لم يغلق حدود دولته في وجه الملوك والأديان ، وإنما راسلهم وعرّفهم بالدين الذي أرسل به ، وبادلهم وبايعهم وعاملهم وعاهدهم وجاهدهم بقوة الحق الذي معه ، لا بقوة السلاح الذي في يده ، جاهد من أجل إذابة الفروق العرقية ، والجنسية ، بين الناس ، " فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" .

وجاهد لإسقاط اعتبارات الجاه والسلطان إذا كانت سببا في الإذعان ، جاهد صوناً للدماء ، فالدم الإنساني معصوم من الهدر إلا بحق مشروع صحيح ، ومصان من الاعتداء بما شرع الله ، يمنع قتل الناس فوضى ، ولا يقبل إراقة الدم انتقاماً وثأراً .

رفع شأن الإنسان في الأرض بتحطيم جُدر الضلال من الأهواء وفساد الطباع ، وتجهيل العقول ، وإذلالها والإستحواذ على خيراتها .

أخرج الناس من الجهل إلى العلم ، ودعى إلى إستخدام العقل بالتفكر والتأمل ، وشرع لإصلاح النفوس وتهذيبها أقوالاً وأفعالاً ، فجعل منها أمة شاهدة على الناس ، لا يختصها الله بصلاح دينها دون باقي الأمم ، ولا يختص بالدين العظيم جيلاً منها دون جيل .

إنه محمد المحمود في السماء والأرض ، المبعوث رحمة للعالمين ، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين" [الأنبياء:107].

و إذ تهنىء الجماعة الشعب الاردني و الشعوب العربية و المسلمة بهذه المناسبة الكريمة لتسأل الله سبحانه و تعالى أن يحفظ بلادنا و أوطاننا من كل سوء ، و أن يرفع عنها الظلم والقهر والإستبداد الذي أبتليت به ، من القريب و من البعيد ، و أن يرد العدوان عن بلادنا ، و يوقف القتل و الدمار الذي حل ببعض أوطاننا ، و أن يحرر المسجد الأقصى و القدس و فلسطين من الصهاينة المحتلين .

 

وأن يحفظ بلدنا الاردن قوياً عزيزاً آمناً ، موحداً في وجه كل الأطماع و الفتن و كيد الكائدين .

و الحمد لله رب العالمين

المكتب الاعلامي

جماعة الاخوان المسلمين-الاردن

2016-12-11



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات