يا شايف الزول... يا خايب الرجا!!

تم نشره الإثنين 30 آب / أغسطس 2010 01:59 مساءً
يا شايف الزول... يا خايب الرجا!!
خالد محادين

المدينة نيوز – خاص - كتب: خالد محادين - منذ وصول دولة الرئيس سمير الرفاعي إلى الدوار الرابع – أفضل إستعمال هذا التعبير على القول إلى رئاسة الوزراء- والرجل قليل الكلام ودائم الحركة، ومن يتابع شاشة تلفزيون ام الحيران والصحف يجد نفسه أمام سؤال كبير: متى يخلد دولته الى النوم؟ ومتى يتمكن من فك ربطة عنقه وخلع جاكيته والقائها على اقرب مقعد عند باب بيته الداخلي؟ وهل يستطيع فك ازرار قميصه قبل ان يكبس سلطان النوم على حواسه الخمس؟ ومتى يجد الوقت الكافي للجلوس الى حاسوبه المحجوبة عنه المواقع الالكترونية ليدخل في حوار لطيف مع ابناء رعيته واقفا على معاناتهم وجالسا امام همومهم ومستندا الى جراحهم واوجاعهم، يكتب لهم الشعر ويكتب لهم النثر ويرسل رسائل العزاء لاسر المتوفين ورسائل التهنئة لاسر الناجحين في امتحان التوجيهي، فالوقت قصير والمشاغل كثيرة والواجبات ثقيلة كالضرائب وامراض الضغط وتصريحات المسؤولين المملوءة بالصدق والحكمة والشفافية والخالية من الكذب والاستفزاز والاستهبال والاستضراط ايضا – مع الاعتذار- هنا.
والرئيس الشاب لا يتصرف كأكبر مسؤول في السلطة التنفيذية بل انه بتواضعه يتصرف كمواطن، مرة يطلب حل مشكلات الماء، ولا ادري ممن يطلب هذا الحل، ومرة يدعو الى احترام كرامة الاردنيين ولا ادري ممن يطلب هذا الاحترام ، ومرة يدعو الى اجتماع طارىء لمجلس الوزراء لمناقشة منافع ومضار تصدير الخيار ودون الالتفات الى خطورة تصدير الكوسا والفقوس، وبالرغم من انه في جولاته الكثيرة يقابل اردنيين نسوا كيف يبتسم المواطن الا انه يظل حريصا على توزيع ابتساماته اللطيفة على الجميع امام الات التصوير بمختلف انواعها واحجامها واهدافها.
رؤساء وزارات كثر مروا على مقار الرئاسة في شارع السلط وعلى الدوار الثالث ثم على الدوار الرابع، اختلفت اسماؤهم وتشابهت، واختلفت افعالهم وتشابهت، بعضهم استهدفه اعداء الوطن واغتالهم بهذه الوسيلة او تلك وبعضهم استهدفوا الوطن والشعب وزرعوا تحت اقدامنا كل متفجراتهم واحقادهم وكراهيتهم وحتى عدم اعترافهم بوجودنا كبشر وكمواطنين، واعتقد- وفق بحثي واطلاعي- ان دولة الرئيس سمير ما يزال اكثرهم نشاطا واغزرهم تصويرا والهدف المفضل لتلفزيون ام الحيران والصحف القومية- على رأي اخواننا المصريين- ويرافق نشر صوره على الصفحات الاولى وعلى الصحفات الداخلية ذات الكلام والعبارات التي لا تقول شيئا او تقول الكلام ذاته بغض النظر عن المناسبة واهميتها، اذ طالما تعلقت بفعالية لدولة الرئيس فهي مهمة بغض النظر عن اهميتها، وحتى كتابة هذه المقالة فان ما نشر لدولة الرئيس من صور يمكن وضعها في خمسة او عشرة البومات من الحجم الكبير بينما لا يستطيع كل الرؤساء الذين سبقوه ان يملأوا البوما واحدا من الحجم المتوسط بصورهم، سيقول البعض ان كل الصور التي نشرت لدولته منذ توليه المسؤولية في الدوار الرابع هي ترجمة امينة لنشاطه المميز وتحركاته النشطة، واوافق هؤلاء على ما يقولون واتساءل ايضا: كيف نستطيع نحن البسطاء ان نميز بين نشاط مهم ونشاط اكثر اهمية ونشاط لا اهمية له، طالما ان الصور تحتل الصفحات الاولى وعلى عمودين او اربعة او ستة، واعرف ايضا ان دولته وحتى كتابة هذه المقالة لم ير ولم نر نحن معه صورة واحدة له وهو يقلي بيض عيون، او يسلق بيض برشت او يقف سارحا مأخوذا امام نافذة بيته او مكتبه يستمتع بمنظر الوطن ومنظر المواطنين امام باعة القطايف او داخل مخبز او حول حاوية يبحثون فيها وحولها عن فضلات الذين يسرقوننا ويسلبوننا وبالكاد يخرجون ايديهم من جيوبنا او مخالبهم من اجسادنا.
في كل بلاد العالم هناك مصورون للقادة والزعماء والرؤساء، يغطون ساعات اعمالهم وتحركاتهم وحدبهم على مواطنيهم واحبتهم، وهذا حق لاولئك وواجب على هؤلاء فكتابة تاريخ المسؤولين يستوجب رفده بالصور والمراجع، فهم لا يبتسمون كما نبتسم، ولا يقفون الى جانب سياراتهم كما نقف ويلوحون بايديهم للعامة بينما لا نستطيع ان نفعل هذا التلويح لاننا لا نجيده كما انه محظور علينا، غير ان الاغراق في هذا العمل يكون له دائما نتائج عكسية واحيانا مدمرة، ورغم خلافي مع دولة الرئيس - واعتذر عن هذا التعبير اذ شو جاب لجاب - اضطررت لكتابة هذه المقالة من قبيل تقديم النصح المجاني الذي لا يؤخذ به، لاقول له ان خبراء الدعاية والاعلان والاعلام سواء كانوا كتبة لهذه الحكومة ولكل حكومة او كانوا خبراء اجانب تم احضارهم مقابل مئات الاف الدولارات لتزيين صورة الرئيس وانشطته وفعالياته اساؤوا اليه وسيظلون يسيئون اليه اذا استمرت السياسة ذاتها سياسة نشر صوره كل يوم على الصفحات الاولى والداخلية وهو يتفقد رعيته دون ان يحرص على التخفيف من معاناتها ومآسيها وفقرها ومرضها وانسداد الابواب امامها، فالاعلام فن العصر وسلاحه، والثقة بين المشاهد والقارىء من جهة وبين الحكومات هي في ادنى درجاتها هذا اذا كانت موجودة، كما ان انتشار الفضائيات والمواقع والمدونات يجعل من الصعب على حكومتنا او اية حكومة في العالم الاول او العالم الثالث ان تخفي الحقائق او تزيفها او تبدلها بوسيلة او اخرى، لهذا فان الحكومات الذكية ملزمة بعدم تقديم سوى الصدق والحقيقة الكاملة لمواطنيها اذا اردت ان تكسب معاركها التي تخوضها ضدهم وعبر وسائل اعلامها الرسمية ومن خلال كتبتها المحروقين لدى القارىء وينظر اليهم بأسوأ من الازدراء لانهم المطبلون المستأجرون من قبل كل حكومة، القادمة او القائمة لتزيين اعمالها البشعة والسابقة او الراحله للاساءة اليها، وكأن وصف احد بانه بشع يزيد هذا الواصف جمالا ليس له منه شيء ولو يسير، والمواطنون باتوا وسائل اعلام متنقلة وموثوقة بينهم، وكل قوى الحكومات عاجزة عن منع اشاعة من الانتقال من بيت الى بيت ومن لسان الى لسان، ومن همس الى همس.
مؤكد ان العرب اصابت عندما قالت (الزيادة مثل النقصان) او (الزيادة اخت النقصان) فماذا لو بقي دولة الرئيس عامين او ثلاثة اعوام على الدوار الرابع، وظلت وسائل اعلامه المرئية والمكتوبة والمسموعة تنشر له كل هذا الكم من الصور، بينما المواطن الاردني يقول سرا وعلانية (زهقنا هالفيلم) وسؤالي: ماذا لو اختفت صور الرئيس حفظه الله يوما او يومين ولا اقول اسبوعا او اسبوعين؟ ما الذي تضيفه صوره الى انجازاته؟ وما الذي ينقصه عدم الاسراف في نشر صوره من هذه الانجازات واتمنى عليه ان يترك الناس تقول كلمتها اذ ان صديقك من صدقك- بفتح القاف- وليس من صدقك- بشدة على الدال، ان من يكشف عن عيبي هو افضل لي الف مرة ممن يحاول اخفاءه حتى تطلع ريحته، واود ان اقدم لدولته كلمة قالها رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ونستون تشرشل (حين تصمت النسور تبدأ الببغاوات بالثرثرة) والببغاوات هنا هم من يسعون الى قربك بالنفاق، وقد فعلوا هذا مع كثيرين سبقوك وسيفعلون هذا مع من يأتي بعدك، والببغاوات تردد ما تقوله لها اما الصقور والنسور فتسمعك كلاما قد لا يعجبك ولكنه بالتأكيد سينفعك لان الكلام الشجاع يدفع الثمن اما الكلام المنافق فيقبض الثمن، وتذكر دائما يا دولة الرئيس ان من يخاطبونك منافقين ويمتدحونك منافقين ويشيدون بك منافقين سيفقدونك القدرة على الاستماع وسيفقدونك القدرة على الابصار فماذا يبقى لك بعد هذا؟!.
بالإتفاق والتزامن مع موقع الخندق الالكتروني



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات