الباشا إلى مثواه الأخير.. ما لا تعرفونه عنه
المدينة نيوز :- شيّعت منطقة الشوف الفنان الكبير سليمان خطر الباشا في مسقط رأسه في بلدة دميت في مأتم حاشد ومهيب. وكان قد نعاه كل من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي وجبهة التحرر العمالي ونقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون في لبنان وعموم اهالي دميت، حيث توفي عن عمر يناهز 91 عاماً.
وشارك في التشييع ممثل جنبلاط نائبه دريد ياغي الذي القى باسمه كلمة تأبينية شددت على مزايا الراحل ومآثره ونضالاته الوطنية والحزبية والنقابية.
وكانت كلمات لجبهة التحرر ألقاها أمينها العام عصمت عبد الصمد ونقابة الممثلين والمسرح. شارك في التشييع عدد من الفاعليات السياسية والإجتماعية والثقافية والنقابية والأهلية وحشود شعبية. ووري الجثمان في الثرى في مدافن البلدة بعد الصلاة على روحه.
الباشا ولد عام 1926. استهواه فن التمثيل وهو في السادسة من عمره، ومشى خطواته الفنية الأولى على مسرح مدرسة "رأس بيروت العلْوي". وبعد مرور سبع عشرة عاماً تلقى الباشا دعوة لمشاهدة عرض مسرحي لعبد الحفيظ محمصاني في بحمدون، حيث أيقظت المسرحية حنين الشاب إلى التمثيل.
التحق بفرقة محمصاني من دون أجر، وهناك تعرّف إلى موسى خاشو، بعد أشهر قليلة ، مثّل الباشا في مسرحيّة فيرجيني المأخوذة عن رواية "بول وفيرجيني" للأديب الفرنسي برناردين دو سان بيار، وقدّمت في حينه في مناسبة الاستقلال في 22 تشرين الثاني 1943.
عام 1951، انتسب إلى الحزب التقدمي الاشتراكي، وركّز عمله الحزبي على الاهتمامات النقابيّة، ما أهلّه ليتبوأ منصب مسؤول النقابات داخل الحزب. اقتصر نشاطه الحزبي على الشأنين النقابي والعمالي، مستلهماً أفكار كمال جنبلاط.
بعد ثلاث سنوات على تأسيس تلفزيون لبنان، اتّصلت به زميلته السابقة في فرقة محمصاني نزهة يونس، وطلبت منه تأدية دور الأب في مسلسل "تحت السنديانة " للكاتب جورج طويل، وشارك فيه إلى جانب نزهة، وشقيقتها هيام، إحسان صادق، وإيلي صنيفر، وغيرهم. بحيث كانت حلقات العمل تبثّ على الهواء مباشرةً. كما شارك في برنامج إحسان صادق "صندوقة الفرجة".
ولمع نجمه وتوالت أدواره في مسلسل "حكمت المحكمة" (1963) لالياس متى، و"كانت أيام" (1964) لباسم نصر.
وترسّخ حضوره في ذاكرة التلفزيون من خلال مشاركته اللافتة في مسلسل "أبو ملحم" لأديب حداد وزوجته سلوى (أم ملحم)، الذي ظلّ يعرض بنحو متقطّع بين عامي 1967 و1976.
حنينه الدائم إلى بداياته المسرحيّة، دفع الباشا إلى تلبية نداء رائد المسرح الجوّال جلال خوري، ومرافقته في العديد من أعماله منها "جحا في القرى الأمامية" (1972) و"القبضاي" (1973)، و"الرفيق سجعان" (1974).
كما وقف على الخشبة إلى جانب نضال الأشقر، وأنطوان كرباج، وليلى كرم، في مسرحية أخرجها برج فازليان، وكتب موسيقاها زياد الرحباني عن نصّ التركي خلدون ثائر بعنوان "أبو علي الأسمراني" (1974). كما وضع بنفسه نصوصاً أخرجها، وجال بها على المناطق خلال السبعينيات، وصولاً إلى القرى الجنوبيّة، منها "الموظف الكبير"، و"مصيبتي ابني"، و"استشهد غصب عنو".
برز الباشا بموقعه النقابي وانحاز إلى حقوق زملائه الفنانين، وكان من الساعين إلى ولادة نقابة تحضنهم، فأسهم في تأسيس نقابة الفنانين وفي تنظيم أمورها. وتمكن مع العديد من زملائه من تأسيس صندوق التعاضد للفنانين المنتسبين إليها عام 1999، وكان برئاسة إحسان صادق، فيما تولّى سليمان الباشا مسؤولية نائب الرئيس.