عقوبات جماعية ضد المقدسيين عقب عملية القدس

المدينة نيوز:- فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عقوبات جماعية على السكان الفلسطينيين في القدس المحتلة، وذلك بعد ساعات من تنفيذ فلسطيني عملية دعس قتل فيها أربعة جنود وأصيب 15 آخرون بجروح، في حين لم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن العملية.
فقد قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني السياسي المصغر "الكابينت" فرض الحصار على قرية جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، حيث منزل منفذ العملية الشهيد فادي القنبر (28 عاما).
كما تقرر منع تسليم جثمان الشهيد لذويه وفق ما أعلنه وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان الذي أعلن عدم السماح للعائلة بإجراء جنازة أو فتح بيت عزاء له، وأنه سيدفن في موقع لا تستطيع عائلته الوصول إليه.
كما تقرر تنفيذ اعتقالات إدارية بحق كل من يظهر التضامن مع تنظيم الدولة الإسلامية، واعتقال كل من عبر عن فرحته بالهجوم، حسب وصف الكابينت.
مداهمات واعتقالات
وفور التعرف على منفذ العملية داهمت قوات الاحتلال -بما فيها عناصر المخابرات الإسرائيلية- قرية جبل المكبر جنوبا مطوقة حي "القنبر" الذي يقع فيه منزل الشهيد، ومنعت الأهالي من الاقتراب والدخول إلى الحي، وذلك قبل أن تقتحم منزل الشهيد وتشرع في تحطيم ممتلكات العائلة.
واعتقلت قوات الاحتلال أثناء الاقتحام تسعة أفراد من ذوي الشهيد، بينهم زوجته ووالداه واثنان من إخوانه وابن شقيقه الذي نشرت صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أنها صورة الشهيد ثم تبين عكس ذلك، كما حققت مع شقيقاته وتم استدعاؤهن إلى مركز تحقيق المسكوبية غربي القدس.
وبحسب جيران العائلة، كان الشهيد يعمل على شاحنة نقل، وهي ذاتها التي نفذ فيها عملية الدعس، وهو متزوج ولديه أربعة أطفال أكبرهم سبع سنوات.
وأشارت شادية القنبر -وهي شقيقة الشهيد- إلى أنها علمت باستشهاد أخيها عبر فيسبوك، مؤكدة أن أحدا لم يعلم بنية شقيقها تنفيذ عملية، وقالت في تصريحات صحفية قبيل اعتقالها الليلة إن الله اختار له الشهادة، ونفت انتماءه لأي حركة أو فصيل سياسي.
ومن هول الصدمة في الأوساط الإسرائيلية سارع قادة ومسؤولون إلى زيارة مكان العملية، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرافقه وزير الجيش أفيغدور ليبرمان.
واستبق نتنياهو التحقيقات ليزعم بوجود مؤشرات على أن المنفذ من أنصار تنظيم الدولة.
ومنذ انطلاق الهبة الفلسطينية مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015 نفذت العديد من عمليات الدعس والطعن دون أن تتبنى هذه العمليات أي من الفصائل الفلسطينية، بل طغى عليها العمل الفردي في كثير من الأحيان، مما شكل إرباكا لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
توعد وانتشار
من جهته، أشار مفوض عام شرطة الاحتلال روني الشيخ إلى استمرار نشر قواته في المدينة، خاصة في الأحياء العربية، والدفع إليها بنحو ثلاثمئة عنصر جديد، متوعدا بمواصلة الخطوات العملية لمكافحة ما سماه تحريضا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وتحديدا الفلسطينية منها.
وفي القدس المحتلة عموما انتشرت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة وشوهد أفراد الجيش وهم يوقفون الشبان عند مدخل قرية جبل المكبر وفي أحياء أخرى ويخضعونهم لعمليات تفتيش استفزازية، في حين حلقت طائرات مروحية بسماء المدينة.
وبارتقاء الشهيد القنبر يرتفع عدد شهداء القدس إلى 61 شهيدا من بين 273 شهيدا قتلتهم سلطات الاحتلال منذ اندلاع الهبة الشعبية، وما زالت تحتجز جثماني شهيدين من القدس إضافة إلى شهيد اليوم.
(الجزيرة)