روس لترامب: إجراءات فوريّة لعزل إيران التي تُهدد الخليج وتُزوّد سوريّة وحزب الله بالأسلحة والتخلّي عن الاتفاق النوويّ

المدينة نيوز :- “إذا ما استمرّت إيران في انتهاك حَرفيّة الاتّفاق النووي وروحيّته، على أمريكا أنْ تكون مستعدّةً للتخلي عن الاتّفاق النوويّ مع طهران”، هذه هي النتيجة التي خلُص إليها الدبلوماسيّ الأمريكيّ السابق، دنيس روس، في دراسةٍ قدّم فيها “نصائح” لإدارة ترامب حول كيفية التعامل مع الجمهوريّة الإسلاميّة، التي برأيه تُهدّد بإشعال الخليج أوْ تستخدم الميليشيات الشيعيّة كأداةٍ لبسط سلطتها، وهذا التصرّف يعتبره روس نمطًا من العدوان الإيرانيّ على أمريكا، والذي تسارع منذ بدء تنفيذ الاتّفاق النوويّ، على حدّ تعبيره.
ولفت إلى أنّ تردد إدارة أوباما في علاج التمدد الإيرانيّ بدأ قلق حلفاء أمريكا التقليديّين في الشرق الأوسط، وبالتالي، أضاف، يتحتّم على واشنطن أنْ تعزل طهران، وليس نفسها، وأنْ ترفع تكاليف استمرار التعنت الإيرانيّ، ولتحقيق هذه الغاية، على إدارة ترامب اعتماد إستراتيجيّة أكثر توسّعًا حيال طهران، وبالتحديد من خلال معالجة القضايا الحيويّة خارج نطاق الاتّفاق النوويّ، وبشكلٍ خاصّ تدخّل إيران المزمن في المنطقة، بحسب تعبيره.
وشدّدّ روس على أنّ المُستشارين الإيرانيين إلى جانب ما وصفها بالمليشيات الشيعيّة، تدّفقوا من مناطق بعيدة كأفغانستان إلى سوريّة، ممّا يمنح طهران محيطًا عسكريًّا لنفوذها يمتدّ إلى البحر الأبيض المتوسّط. ومؤخّراً، قامت أيضًا 11 دولة عربيّة باتّهام إيران برعاية الإرهاب والتدخّل في شؤونها الداخليّة، وكل ذلك بينما بات الاتّفاق النووي حقيقة واقعة. وتوصّلت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة إلى استنتاج مماثل في حزيران (يونيو)، عندما جدّدت تصنيف إيران كدولةٍ رائدةٍ في مجال رعاية الإرهاب في العالم، ذاكرةً مجموعة واسعة من الأنشطة الإيرانيّة الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وبرأيه، فإنّ تبنّي حملة ضغطٍ جديدةٍ على إيران يمكن أنْ يساعد على عكس مجرى الأحداث، مُعتبرًا أنّ أمريكا لا تُعاني من نقصٍ في الوسائل للتأثير على سلوك إيران، ويشكّل فرض بنية العقوبات القائمة، بقوّة، وسيلة جيّدة كبدايةٍ، بحسب تعبيره.
وللمباشرة بذلك، أردف روس، تستطيع إدارة ترامب ابتداءً من يومها الأوّل، التحرّك بسرعة من خلال الضغط على فرض الحظر الذي وضعته الأمم المتّحدة على سفر شخصيّات أساسيّة في القيادة الإيرانيّة، وباستطاعتها اتخاذ إجراءات صارمة ضدّ إيران لإطلاقها صواريخ باليستيّة، واستمرار شحنات الأسلحة التي ترسلها إلى اليمن، منتهكةً بذلك الحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على نقل الأسلحة إلى تلك البلاد.
ولفت الدبلوماسيّ الأمريكيّ السابق إلى أنّ مثل هذا السلوك يتحدّى مباشرةً قرار الأمم المتّحدة رقم 2231 الذي يُرسّخ الاتفاق النووي، ويُعد مثالاً على افتقار إيران إلى المساءلة. ويجزم قائلاً إنّه إذا ما استمرّت إيران في انتهاك حَرفيّة الاتّفاق النووي وروحيّته، على أمريكا أنْ تكون مستعدّةً للتخلي عن الاتّفاق النوويّ مع إيران.
علاوة على ذلك، رأى روس أنّه يتعيّن على إدارة ترامب التحرّك بسرعة أيضًا لقطع الإمدادات الماليّة الإيرانية، لحزب الله وسوريّة، واستخدام نفوذها لدى الحكومة العراقيّة للحدّ من المجال الجويّ الذي تستخدمه إيران لهذه النشاطات.
إضافةً إلى ما ذُكر أعلاه، “يقترح” روس على الإدارة الجديدة أيضًا وضع خطوطٍ حمراء واضحة أمام المضايقات الإيرانية المستمرة لسُفُن البحريّة الأمريكيّة في الخليج، ولشحن الأسلحة إلى اليمن وغيرها من الأنشطة الشائنة. ولفت إلى أنّه وفقًا للجيش الأمريكيّ، صعّدت إيران من مضايقاتها لسفن البحريّة الأمريكيّة في الخليج، وبناءً على ذلك، أكّد روس على أنّ منح البحريّة الأمريكيّة سلطةً جديدةً وأكثر قوة للردّ على الاستفزازات الإيرانيّة سيكون بمثابة خطوةٍ أولى هامّة.
وقال روس أيضًا، في الدراسة التي نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قال إنّه على أمريكا أنْ تصبح أكثر صرامةً أيًا في استهداف الاعتداءات الإيرانيّة في الشرق الأوسط، موضحًا أنّه ينبغي دعم الجهود الجديدة التي يبذلها كلا الحزبَين في الكونغرس، لقلب قواعد اللعبة المزعزِعة للاستقرار التي تمارسها إيران. وشدّدّ على أنّ قانون “منع زعزعة الاستقرار في العراق وسوريّة” لعام 2016 يشكّل أساسًا قويًا لذلك.
وتابع قائلاً إنّه من شأن القانون منح السلطة لفرض عقوباتٍ على المنظّمات الإرهابيّة والدول الأجنبيّة، مثل إيران، التي تُهدّد سلام العراق أوْ سوريّة، أوْ استقرارهما، وينبغي أيضًا توسيع هذه الإجراءات لتشمل حلفاء أساسيين آخرين لواشنطن في المنطقة، وبالتحديد إسرائيل والبحرين والسعوديّة والإمارات، وسيكون لزامًا على الإدارة الجديدة الحفاظ على إجماع الحزبَين في الكونغرس بأنّ الوضع الراهن في دمشق وبغداد، والدور الذي تلعبه إيران هناك، غير مقبول، بحسب قوله.
واختتم روس، الذي شغل أيضًا مبعوثًا لأوباما لمنطقة الشرق الأوسط، بأنّه يجب على إدارة ترامب أنْ توسّع أجندتها المتعلّقة بإيران، لتشمل سلوك طهران العدائيّ وانخراطها غير الملائم في شؤون الشرق الأوسط، وستستطيع واشنطن أنْ تثبت لإيران أنّها تُواجه مخاطر كبيرة إذا لا تغيّر سياساتها، وإذا ما حاولت استئناف تسلّحها النوويّ، فقط من خلال قيام أمريكا بحملة ضغوط جديدة عليها، ومن المُرَجَّح أنْ تؤدي السياسات الأكثر تشددًا التي تُتبع حاليًا إلى تقليل مخاطر تصعيد النزاع لاحقًا، على حدّ تعبيره.