الواوا .. حرام !

المدينة نيوز – خاص – كتب جهاد جبارة - : يا ألله لماذا كلما حاولت وبعد هذا الشيب "غير الوقور "العودة لطفولتي أجد أن ثمة من يردعني,ويمنعني,ويحذرني,ويُرهبني,ويُبلغني:بأن الطفولة لم تعُد بريئة كما أظن؟!.
الرادعون,والمانعون,والمُحذرون,والمُرهبون,والمُبلغون,هم بعض أولياء أمور لم يعد يهمهم,ولا يعنيهم من أمور الدنيا سوى متعتهم,وانسحابهم غير المشرّف من مجتمعهم العربي الشرقي الأصيل الموصوف بالعفة,والطهارة,والنقاء.
مُقدمة كان لا بد منها للحديث عن طفلة "الواوا " التي نشرت "المدينة نيوز "تسجيلاً مُصوراً لأغنيتها الخارجة عن أصول,وأعراف كل القيم الأخلاقية,وهي أي الأغنية تُعرض على "الفيس بوك ",وربما أيضاً على فضائيات رخيصة حد الإبتذال!.
"الطفلة "إياها والتي أحجم عن ذكر اسمها-ليس خشيةً من قضية جزائية يرفعها والدها ضدي-,بل خشية أن تتعرّف على اسمها عندما تبلغ سن الرُشد فتخجل من اسمها,وفعلتها التي اُجبرت عليها-حرام-!.
ما الذي يعنيه أن نُجبر طفلة على أن تكبُر قبل أوان عمرها؟,أليس ذلك يشبه حبة عنب,أو حبة تين قطفناها قبل بلوغها أوان القطف؟!.
للذين لا تُعذبهم ضمائرهم أقول:حتى أن الطائر المتناهي عقله في الصغر,والإدراك يأنفُ من غمس منقاره داخل حبة عنب,أو تين لم يكتمل نضجها بعد!.
فما الذي حدث لعقول,وضمائر بشر كرّمهم الله عن باقي خلقه؟!.
لا أريد من مقالتي هذه أن تكون تنظيراً,بقدر ما تكون دعوة لكل قارئ كي يُشاهد طفلة تتشارك مع الورد في برائته كيف حُولت إلى أنثى بالغة,غير راشدة وراحت بكل جرأة تبحث عن شريك لها وبأسلوب رخيص لا يمت للطفولة!.
من تُراه الذي أجاز لها تصوير اللقطات,والغنج,والشكوى الغرامية التي أيضاً لا تمت للطفولة غير والدها "المحترم "؟!.
ومن ذا الذي لايعتقد,أو يُيصدق بأننا بتنا نواجه معركة أخلاقية سيكون معبرها,ووقودها الطفولة العربية؟!.
يا أيها القوم,ذودوا عن شرف عروبتكم,وحصّنوا أطفالكم,ولا تسألوني كيف لأن سؤالاً كهذا لا يطرحه سوى المهابيل الأغبياء الذين استسلموا لحضارة ليست منا ولسنا منها ولنا,فوالله حرام!.
جهاد جبارة
www.saheelnews.com
jihadjbara@saheelnews.com