الصدمات الجديدة

تم نشره السبت 25 آذار / مارس 2017 12:58 صباحاً
الصدمات الجديدة
باسم الطويسي

المواجهة السورية الاسرائيلية الاخيرة، وازدياد محاولات الحضور الاسرائيلي في مرحلة التسويات العاصفة لصراعات ما بعد الثورات العربية، وغيرها من التطورات، تؤكد ان مرحلة التسويات تمضي في طريقها، وسنلاحظ خلال الاشهر القادمة صدمات استراتيجية او سياسية  جديدة ربما بعضها غير متوقع ويفوق ما حدث، وستحرك البحيرات الراكدة منذ عقود. 
المظاهر التي تطفو على السطح وتأخذ شكل أزمات متتابعة قد لا تعبّر عن حقيقة المواقف، فالاسرائيليون اعتادوا، كأي عقلانية سياسية في التاريخ، التصرف حسب ظروفهم، ولكن لا أحد من خارج الدوائر الضيقة يستطيع تحديد حقيقة تلك الظروف. في الاسابيع الاخيرة تصاعدت حدة التعبيرات؛ السياسية والقانونية، والتي تشير الى طرق ادارة وتفريغ القلق السياسي، ومنها تداعيات الاخفاقات والاخطاء التي ارتكبت من وجهة النظر الاسرائيلية على اكثر من جبهة. اليوم يتم اعادة بناء التحالف المناوئ لإيران بسرعة وقوة، ويُسرب الحديث عن تحالف عربي اميركي مسنود بدعم اسرائيلي. ولكن من المنطقي ان لا نقبل بهذا التصور بدون الوصول الى صفقة شاملة وكبيرة وتاريخية تحسم الصراع العربي الاسرائيلي، ومرة واحدة،  وهذا ما يفسره تسريبات وتصريحات لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس تحدثت عن قدرة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب على احداث اختراق تاريخي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
لا شك ان النخبة السياسية والعسكرية الاسرائيلية باتت تغادر زمن القيادات الكبيرة. قلق النخبة السياسية الاسرائيلية يأخذ مناحي أخرى، أبرزها الاتكاء على الخطاب الدعائي حول حجم التهديد الايراني، وللاسف يتيح السلوك الايراني في الاقليم الفرصة تلو الاخرى لتصعيد هذا الخطاب.
لقد غابت المبادرات الحقيقية المتبادلة بين إيران، بوصفها الواقعي قوة إقليمية صاعدة بقوة وتواجه تحديات كبيرة، وبين جوارها الإقليمي الكبير المتضرر أحيانا والمتأثر بشكل أو آخر نتيجة ما تتبعه من سياسات تكفل استمرارها بحمل هذا الطموح. في المقابل دخلت إيران في حوار مع الولايات المتحدة بشأن العراق وبدعوة عراقية تتمثل في القوى العراقية المهيمنة على الواقع السياسي العراقي والموالية لإيران، بغض النظر عن مستوى هذا الحوار أو ما وصل اليه. وبعد تأمين العراق ايرانيا دخلت على الخط السوري، وفي اثناء ذلك انهت صفقتها النووية المعروفة.
هناك أسباب وخلفيات عديدة منعت أو أخرت الحوار الاستراتيجي العربي _ الإيراني، بعضها يرجع إلى العرب أنفسهم، وبعضها الآخر يرجع إلى إيران وأجندات الدول الكبرى، ولكن يبدو أن الوقت حاليا أصبح متأخرا على حوار استراتيجي عربي إيراني، بدون ان تحدث صدمة استراتيجية كبرى في المنطقة، اكبر مما مرت به في السنوات الاخيرة. 
بالفعل مرت المنطقة خلال اقل من عقد بسلسلة من الصدمات الاستراتيجية الكبيرة المتمثلة بالثورات والتحولات غير المنجزة وبالحروب والاقتتال غير المسبوق والاستنفاد الهائل للموارد، في حين من  المتوقع ان المنطقة باتت ناضجة لشيء آخر. المنطقة باتت على أعتاب صدمات جديدة من نوع آخر هذه المرة؛ ومن المحتمل أن يكون أغلبها صدمات سياسية بامتياز.

الغد 2017-03-25



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات