"المتة".. قصة حب من نوع آخر!

المدينة نيوز :- يعتبر مشروب "المتة" المشروب الرسمي للسكان الأصليين للباراغواي "هنود الغواراني" ومن هناك انتقل هذا المشروب إلى جنوب البرازيل والأرجنتين والأوروغواي. وكل شعب من هذه الشعوب اعتمد طريقته الخاصة في تحضير مشروب المتة.
على سبيل المثال، في الباراغواي، يشربون المتة مع الماء البارد أو مع عصير الفاكهة، أما في الأرجنتين فيفضلون هذا المشروب ساخناً مع إضافة السكر. وفي الأوروغواي، فيشربون المتة بدون إضافة السكر ولا يغمرون عشبة المتة كاملة بالماء الساخن.
وبعد أن بدأ شعب "غاوتشو" الذي يجول البلاد بتناول هذا المشروب، بدأت المتة بالدخول إلى مجتمع الأوروغواي، حيث يقطن المهاجرون الهاربون من الحرب في أوروبا ومن الشرق الأوسط.
ومشروب المتة أصبح جزءا هاماً في حياة السوريين واللبنانيين منذ الصغر، حيث يشرب الأطفال المتة مع الحليب والقليل من السكر، وعلى مر الزمن يتعودون على طعم المتة مع الماء الساخن.
ولكن البعد والزمن قد أثرت على عادات وطرق تناول مشروب المتة: ففي بعض المناطق، يستخدم سكان هذه المناطق الكؤوس الزجاجية بدل الـ"الجوزة" التي تستخدم في دول أميركا اللاتينية.
بالإضافة لذلك، يقوم البعض بإضافة المنكهات لمشروب المتة: مثل الهيل أو الزهورات أوالمليسة أوالزنجبيل أو الليمون.
وبالرغم من هذه الاختلافات فإن المتة مشروب اجتماعي، يستطيع توحيد الأشخاص مهما اختلفت أعمارهم وجنسياتهم وألوانهم ودولهم المختلفة.
فيعتبر البعض ان "المتة هي دائرة العالم، تختلف عن المشروبات الأخرى بأنها تشرب بشكل جماعي، ويتم نقل "الجوزة" من شخص لآخر، تقوم المتة بتوحيد شاربيها بدائرة مغلقة".
بينما يقوم البعض الآخر بشرب المتة بشكل جماعي من "جوزة" واحدة وتعتبر المتة مشروبا اجتماعيا بامتياز، وأيضا يقدم مع المتة بعض المكسرات والموالح والفستق. أما في مدن الوسط السوري والمدن الساحلية فيشرب كل شخص من كأسه الخاص.
وبعد شرب المتة لا يجب أن تقول شكرا إذا كنت تريد أن تشرب المزيد، ففي حال قلت كلمة "شكرا" أثناء إعادة "الجوزة" إلى الشخص الذي يصب ماء المتة فهذا يعني أنك لا تريد أن تشرب المزيد.
وتتداول كلمة "كراسي" وهي باللغة الإسبانية موجودة "غراسياس"، تستخدم فقط أثناء ممارسة طقوس المتة. عندما نشرب المتة ونقول هذه الكلمة "كراسي" هذا يعني أننا لا نريد شرب المزيد."