دائرة الافتاء ..تلويث المياه حرام شرعا

المدينة نيوز :- قالت دائرة الافتاء العام ان المياه من أهم نعم الله تعالى على المخلوقات، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء/30، ولذلك كانت المحافظة عليها واجبا شرعيا ومسؤولية جماعية لكل فرد ومسؤول، لا سيما في ظل شح الموارد المائية في بلادنا، وحاجة العباد والحيوان والنبات لكل قطرة ماء نقي في هذه الأرض المباركة.
جاء ذلك ردا على سؤال ما الحكم الشرعي لتلويث مصادر المياه؟
وتاليا الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
المياه من أهم نعم الله تعالى على المخلوقات، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء/30، ولذلك كانت المحافظة عليها واجبا شرعيا ومسؤولية جماعية لكل فرد ومسؤول، لا سيما في ظل شح الموارد المائية في بلادنا، وحاجة العباد والحيوان والنبات لكل قطرة ماء نقي في هذه الأرض المباركة. لذا حرم الإسلام تلويث جميع مصادر المياه، سواء البحار أم الأنهار أم السيول أم الينابيع أم الآبار؛ لما في تلويثها من الإفساد في الأرض، والتعدي على حقوق سائر المخلوقات، يقول تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِّزْقِ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ) البقرة/60.
وقد وردت أحاديث كثيرة تنهى عن تلويت مصادر المياه، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه) متفق عليه. ومنها ما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل) رواه أبو داود.
جاء في "مرقاة المفاتيح" (1/385): "اتقوا: أي احترزوا الملاعن أي: مجالب اللعن؛ لأن أصحابها يلعنهم المار لفعلهم القبيح؛ أو لأنهم أفسدوا على الناس منفعتهم فكان ظلما، وكل ظالم ملعون".
ويقاس على هذا التلويث المحرم الوارد في الحديث جميع أشكال التلويث والإفساد التي تسبب الفساد البيئي، وتجلب لشريان الحياة أنواع الأذى والتلف والهدر.
فالواجب على المسلم الحذر من أن يكون مفتاحا للشر، مستهترا بالنعمة، فيقع في نكرانها، بل يحرص دائما على صيانة النعمة وشكرها وإجلالها، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، وقال سبحانه: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53]. والله تعالى أعلم.